logo
1 2 3 41345
تونسيون يرشدون مئات السلاحف الصغيرة إلى البحر !!
29.11.2019

تعمل مجموعة من المتطوعين التونسيين على حماية السلاحف البحرية في جزيرة قوريا، عبر حملات توعوية هدفها تحقيق التعايش بسلام بين السياح وهذه السلاحف الصغيرة، وتحويل المكان إلى محمية طبيعية.المنستير (تونس) – تنتشر تحت رمال جزيرة قوريا (شرق تونس) أعشاش تحتضن بيض السلاحف البحرية في انتظار أن تفقس، وتساعدها مجموعة من الشباب المتطوعين لكي تصل إلى ملاذها في البحر على مرأى من السياح الذين يراقبونها في تعايش سلمي معها.وتشكل جزيرة قوريا قبالة سواحل محافظة المنستير والمصنفة محمية طبيعية للسلاحف والطيور، موقعا ملائما لحفر أعشاشها جنوب المتوسط.وتنقسم الجزيرة إلى شطرين منفصلين، قسم مخصص لمنطقة عسكرية والآخر ينشط فيه متطوعون من أحباء البيئة عبر حملات توعوية موجهة إلى السياح الوافدين على الموقع.وتجندت الوكالة التونسية لحماية الشريط الساحلي، وهي هيئة حكومية، ومنظمة أخرى غير حكومية تنشط فيها مجموعة من الشباب في مجال حماية البيئة، لجعل الجزيرة مكانا مهما لحملات التوعوية التي تنظمانها في المناطق التي تتعايش فيها السلاحف مع السياح.ففي الفترة الممتدة بين شهر يوليو وأكتوبر، يتزامن وصول المصطافين إلى الجزيرة الصغيرة للتمتع بصفاء مياه الشواطئ مع بدء موسم وضع السلاحف لبيضها.يجتمع عدد من المتطوعين في المنظمة بالمصطافين داخل أكواخ من الخشب على الرمال ويفسرون لهم أهمية الحفاظ على هذه السلاحف التي يمكن أن تعيش لمئات السنين وتقتات على قناديل البحر، إلى جانب الطيور المهاجرة التي تشاركها بيئة التكاثر.وتواجه فصيلة السلاحف البحرية “كاوان” واسمها العلمي “كاريتا كاريتا”، تهديدات منذ زمن وهي تحفر أعشاشها على شواطئ البحر المتوسط والمحيطات الهادئ والأطلسي والهندي.تعود الإناث لوضع البيض وقد بلغت العشرين من العمر في الأماكن التي فقست فيها، وتواصل مهمتها مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات في مهمة محفوفة بالخطر لأن واحدة فقط تنجو من ألف لتواصل دورة الحياة.وتشير تقديرات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى وجود ما بين 36 ألف أنثى بيّاضة و67 ألفا في السنة حول العالم من هذا الجنس المهدد الذي يعاني وضعا أكثر دقة في المحيطين الهادئ والهندي.وقالت منال بن إسماعيل من منظمة “أزرقنا الكبير”، “لا توجد محميات بحرية في تونس شبيهة بجزيرة قوريا”.وتابعت “تتم متابعة مرحلة تعشيش السلحفاة كاوان منذ 1997. وهذا موقع ملائم لها والوحيد في منطقة جنوب المتوسط من تونس إلى حدود المغرب”.ويتقفى الشباب المتطوعون كل يوم آثار السلاحف التي وضعت حوالي مئة بيضة في كل عش تحت الرمال ليلا وداخل حفر يتراوح عمقها بين 50 و70 سنتيمترا في الفترة الممتدة بين شهر مايو وأغسطس.وفوق كل عش يضعون أعوادا وإشارات تحذر من الاقتراب، ويحاول السياح وخصوصا الأطفال تجنب اللعب بجانبها.وقد تم إحصاء 42 عشا لهذه السلاحف في العام 2019.وأكد أحمد ملّاط، المتخصص في علوم الحياة، أن “من بين المخاطر التي تواجه السلاحف، الصيد العرضي والتلوّث البحري خاصة المتعلق بالبلاستيك وتهشيم أعشاشها. وأهم شيء هو احترار المناخ الذي يؤثر على جنسها”.
السلاحف حساسة جدا في فترة وضع البيض، لذلك يمنع إشعال النار والإضاءة ليلا في الجزيرة التي تفتح للسياح فقط صباحا.وعندما يحين موعد فقس البيض بعد خمسين يوما، يجمع الشباب المتطوعون السلاحف الصغيرة التي خرجت للتو من الرمال بحذر وبلطف مراعاة لجسمها الهش ويطلقونها في البحر في رحلتها المحفوفة بالمخاطر.تطلق السلاحف الوليدة على بعد بضع مئات الأمتار من الشاطئ بعد جمعها في وعاء خاص، لكي تضمن حظوظا أوفر للنجاة من الأخطار وإكمال دورة حياتها.وشدد أحمد بن حميدة، من الوكالة التونسية لحماية الشريط الساحلي، على محاولة “إيجاد التوازن بين الأنشطة البيولوجية والأنشطة الاقتصادية للإنسان في هذا الموقع”.!!


www.deyaralnagab.com