logo
1 2 3 41345
لعبة خيول تقليدية تقاوم الزمان في باكستان!!
13.12.2017

كوت فاتح خان (باكستان) – أ ف ب: يعتلي رجال بملابس قديمة وخوذات مزّينة بالريش صهوة خيولهم، ويطلقون لها العنان على وقع موسيقى تقليدية.. هذا ليس حدثا من صفحات التاريخ أو مشهدا من فيلم يستعيد أياما سالفة، بل لعبة عمرها مئات السنين تحاول أن تقاوم الزمان في باكستان.ويطلق على هذه اللعبة اسم «تنت بيغينغ»، وهي تعود إلى مئات السنين في هذه المنطقة من العالم. وقد أقيم في منطقة تبعد ساعتين بالسيارة عن العاصمة إسلام آباد مهرجان لها جذب آلاف المشاهدين.وتقوم لعبة «تنت بيغينغ» على منافسة بين فرسان في إصابة أهداف خشبية على الأرض بحراب يحملونها وهم على صهوة خيول مسرعة.ويتخوّف محبو هذه اللعبة الآخذة شيئا فشيئا في الانحسار في باكستان من اختفائها تماما في ظل إعراض الشباب من سكان المدن عنها، علما أنها لم تعد حاضرة سوى في إقليم البنجاب، أعلى مناطق باكستان في الكثافة السكانية. تفتتح المسابقة بتلاوة القرآن، ثم تتوالى جولاتها مثيرة حماسة الجمهور.بين الجولة والأخرى، يسرع عاملون في المسابقة إلى زرع الأهداف في أرض المضمار الترابي، فيما يستعد فريق جديد من المتسابقين للوقوف عند خطّ الانطلاق.ومع إعطاء الإشارة، ينطلق الفرسان على وقع أصوات آلات إيقاعية وصوت معلّق يبثّ كلامه عبر مكبّر للصوت، بين حشد كبير من المشاهدين معظمهم من الرجال، وبعض الحرّاس المسلحين.ويتعيّن على المشاركين في المنافسة أن يصوّبوا رؤوس الحراب التي يحملونها على الأهداف ويصيبوها ويقتلعوها من الأرض.ويقول مالك عطا محمد خان أحد المنظمين بعدما شارك هو نفسه في جولة من المسابقات «يقام هذا المهرجان منذ القرن الثامن عشر»، متحدثا عن مشاركة ألف حصان في المهرجان الممتد على أسبوع.لكن هذا العدد الكبير من الخيول لا يعبّر عن واقع يصفه محبو اللعبة بأنه مقلق، فأعداد المربين والفرسان تتّجه إلى الانحسار.ويقول هارون بانديال الحائز ميدالية ذهبية في بطولة العالم لهذه اللعبة «الاهتمام في تربية الخيول بات يقتصر على عدد صغير من العائلات، ومع أن اللعبة ما زالت حاضرة بقوة في البنجاب، إلا أنها تقتصر على ثلاث عائلات أو أربع في ولاية خيبر بختونخوا المجاورة وعائلتين في بلوشستان (جنوب غرب) وعائلة واحدة في السند (جنوب)».ومن العوامل المسببة لذلك أن تربية الخيول مرتفعة التكاليف، فتدريب الحصان يبدأ وهو في عمر 16 شهرا، ويمكن أن يستمر التدريب أكثر من سنتين. أما إعداد الفرسان فيستغرق ثلاثة أعوام على الأقل.رغم كل هذه المعطيات، ما زال خان متفائلا بمستقبل اللعبة. ويضيف «رياضة تنت بيغينع عادت لتنتشر في القرى، وكثير من الناس بدأوا بإعداد خيول جديدة لدخول مضمار هذه اللعبة».!!


www.deyaralnagab.com