الجزائريون يحتفون بملكة السهرات الرمضانية!!
18.06.2017
الجزائر – تتزين مائدة إفطار الجزائريين في رمضان بشتى أنواع المأكولات التقليدية منها والحديثة، ومنها حلوى الزلابية التي يزداد الإقبال عليها في هذا الشهر وتلقب في الجزائر بـ”ملكة السهرات الرمضانية”.وينتشر صنع الحلوى الشعبية الزلابية التي تتربع على عرش الحلويات الرمضانية في العديد من محافظات البلاد، حيث لا يكاد يخلو تجمع سكني من محلات تصنعها خلال الشهر، لكن المدينة الأكثر شهرة في صناعة هذه الحلوى التقليدية هي بوفاريك بمحافظة البليدة (غرب العاصمة) والتي باتت قبلة للصائمين.ويصبح استهلاك الزلابية في رمضان عادة وتقليدا لا يمكن التخلي عنهما من قبل المواطن الجزائري، الذي يقبل عليها بصفة كبيرة مع اهتمامه ببعض الحلويات الأخرى على غرار القطايف وقلب اللوز والمقروط والبقلاوة وغيرها.وتتعدد أشكال وأنواع الزلابية في الجزائر، بحيث توجد ذات الحجم الكبير والمستطيل ومنها الدائرية الصغيرة، كما تتنوع أذواقها وألوانها بحسب مكوناتها وطريقة تحضيرها.وبالحديث عن تاريخها تتضارب الروايات حول أصل تسمية الزلابية، فيرجعها البعض إلى اسم زرياب الأندلسيّ الذي ابتكرها عندما سافر إلى الأندلس ثم المغرب العربي حيث حُرّف اسمه من زرياب إلى زلياب.ومنهم من يقول إن أحد التجّار أمر طبّاخه بطهي الحلوى فلم يكن في المطبخِ إلا الزيت والسكر والدقيق، فعجنها ووضعها في المقلاة، وعندما رأى الزلابية غريبة الشكل قال باستهجان: إنها زلَةٌ بيَ! أي أني أخطأت في إعدادها طالبا بذلك عفو سيده، فأصبحت من هنا: زلةُ بي.. أو زلابية..! وتبقى هذه الروايات الأكثر شيوعا.وفي هذا السياق يصف بعض الذين شاركوا في ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962) زلابية بوفاريك بالأكلة المجاهدة، لأنها كانت تعتبر من الإكراميات التي تغدق بها أسر المدينة على الثوار في الجبال وفي السجون خاصة سركاجي، وهو أقدم وأشهر سجن في الجزائر خلال فترتي الاحتلال والاستقلال.وقال الباحث في تاريخ الحضارة الأندلسية فوزي سعدالله “يشيع الاعتقاد بأن الزلابية شهدت النور في الربوع الأندلسية وأنّ اسمها ذاته وقع اشتقاقه من اسم مبتدعها المفترض الفنان متعدّد المواهب زرياب، وهو أبوالحسن علي ابن نافع، مُغني بلاط قرطبة الأموية خلال العقود الأولى من القرن التاسع الميلادي”. وأشار إلى أن جوهر الزلابية لم يتغيّر كثيرا منذ أكثر من 10 قرون. لكن الإبداعات المتتالية شكلا ومضمونا ألقت ببعض الضبابية على ما كانت عليه هذه الحلوى خلال فتوّتها وشبابها.وأكد أن كيفية تحضير عجينها وطهيها لا تبدو متباينة كثيرا اليوم عما كانت عليه بالأمس بحسب كتب تراث الطبخ العربي الإسلامي. وعلّق “كأننا لم نخترع شيئا منذ العصر الذهبي لدمشق وبغداد والقاهرة والقيروان وتاهرت وبجاية وتلمسان وفاس وقرطبة”.وقال مراد زبوجي، مواطن بصدد شراء كمية من هذه الحلوى، إن عائلته لا تستغني عن الزلابية في شهر رمضان، متابعا “منذ كنت صغيرا وأنا أرى الزلابية على مائدة رمضان، فكبرت مع هذه الصورة، وبعد تأسيسي لعائلة صغيرة لم نفرّط يوما فيها”.ولم يخف زبوجي أنّه يحب أن يقدم الزلابية كهدية للأصدقاء والعائلة الكبيرة وكصدقة للفقراء والمساكين أو يخرج قسطا منها إلى المسجد.وأكد منير زرواتي، صاحب محل لبيع وصناعة الزلابية، أنه يعمل في هذه المهنة منذ سنوات ولا ينقطع عمله طوال العام.!!
www.deyaralnagab.com
|