logo
1 2 3 41345
ستيني مغربي يحتفي بآلة الرباب صنعا وعزفا منعا لاندثارها...فيديو!!
23.04.2021

سيدي أفني (المغرب) - دأب الفنان المغربي عبدالله أوتجاجت لنحو نصف قرن داخل إحدى غرف منزله الواقع بإقليم سيدي أفني، على صناعة آلات الرّباب، حيث تلهمه كل آلة جديدة لحنا جديدا.وأوتجاجت ابن المدينة المغربية الجنوبية هو صانع وعازف لآلة الرّبابة منذ كان في سن الثامنة عشرة، ومغن ينهل أغانيه من فن الروايس.وتعتمد الروايس على العديد من الآلات الموسيقية مثل الرّباب وهي الآلة الرئيسية و”لوتار” والناقوس بالإضافة إلى الدف.ويحاول الفنان الستيني حفاظا على حرفة صناعة آلات الرّباب من الاندثار وفن الروايس، قدر الإمكان نقل تجاربه وخبرته إلى جيل الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.ووفقا لوكالة الأنباء المغربية، قال إن اهتمامه بالجيل الجديد نابع من رغبته في استمرار فن الروايس وحمايته من أي تحريف أو تشويه أو أي تأثيرات خارجية سلبية.وأضاف أنه يسعى كذلك لدعوتهم إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالكلمة المغناة وتهذيب المعاني والحفاظ على الرسالة الجادة لهذا الفن العريق.والرّبابة آلة موسيقية استخدمها العرب والترك والفرس قديما وتعود أصولها ما قبل الميلاد للأمازيغ بسوس المغرب. وتصنع من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية كخشب الأشجار وجلد الماعز، وتمتاز بأشكالها السبعة بين العرب.وورد ذكر آلة الرّبابة في العديد من المؤلفات القديمة لكبار العلماء أمثال الجاحظ وابن خلدون وورد شرح مفصل لها في كتاب الفارابي الموسيقي الكبير.وتنتشر هذه الآلة الموسيقية القديمة التي تحرك بأنغامها وألحانها الأحاسيس والمشاعر في دول آسيا الوسطى خاصة أذربيجان وأرمينيا ودول اليونان والعراق وسوريا والبلقان والخليج والشام، وعرفت بكثرة استعمالها من قبل الشعراء المداحين.ويعد أوتجاجت من الفنانين الأمازيغ القلائل بجهة إقيلم كلميم واد نون أو ما يعرف بـ”باب الصحراء”، الذين حافظوا على حرفة صناعة الرّبابة الآلة التي حير نغمها الباحثين في التراث الموسيقي داخل المغرب وخارجه.موسيقى الروايس تعتبر قريبة من الألحان الموسيقية الشعبية السائدة في أغلب المناطق الأفريقية وبين الأنماط الموسيقية المغربية التي تشمل المناطق الصحراوية
ويقدم الفنان الستيني آلاته مفتخرا ويقول “كل آلة أنتهي من الاشتغال عليها، أعتبرها مولودا جديدا يستحق الاحتفاء”.ويزين عبدالله كل آلة ربابة بأجمل وأروع الرموز، غالبا أمازيغية، مانحا إياها حلة بهية.وبدأ أوتجاجت مساره الفني في الغناء سنة 1972، ناهلا أصول فن الروايس، أب الفنون الأمازيغية، من الكبار.وهذا الفن الذي تعشقه شريحة كبيرة من الأمازيغ سواء في المغرب أو حتى الدول المغاربية عامة، نظرا لكونه يعبّر عن هويتها وتاريخها، ساهم مؤدّوه من خلاله في الحفاظ على اللغة الأمازيغية عبر التاريخ وانتشارها في المدن الكبرى.وأغنى أوتجاجت الخزانة الفنية الأمازيغية بالكثير من الأغاني وروائع فن الروايس، إذ سجل أول أشرطته سنة 1982 بأغنية تحت عنوان “الحنا فرحات” (افرح يا حناء)، تناول فيها الهموم العاطفية لدى الشباب، آنذاك، مرتكزا على “الحناء” الرمز الخالد للحب.وأصدر بعدها ألبومات غنائية تناول فيها مواضيع مختلفة نهلت من معين التراث الأمازيغي الأصيل في مناطق سوس، فضلا عن العشرات من الأغاني أنتجها على الأقراص المدمجة.وتعتبر موسيقى الروايس قريبة من الألحان الموسيقية الشعبية السائدة في أغلب المناطق الأفريقية من جهة، وبين الأنماط الموسيقية المغربية التي تشمل المناطق الصحراوية كالموسيقى الكناوية، وكذلك نوبة الرصد في الموسيقى الأندلسية، من جهة أخرى.وأشار أوتجاجت ويداه لا تتوقفان عن النحت على قطعة خشب وتعديل أوتار رّبابة سيعزف عليها قريبا أحد ما، إلى أنه بوسائل متواضعة وبأذن موسيقية دقيقة وعين خبيرة وأياد مدربة، يبدأ قبل صنع آلته في جمع مكوناتها بدءا من انتقاء نوعية الخشب، وهو العماد والأصل، وصولا إلى الأوتار مرورا بالجلد.وتتكون الآلة الموسيقية ذات الوتر الوحيد من الهيكل الذي هو عبارة عن عصا طويلة تسمى عُنق الرّبابة ويُركب عليها وتر الرّبابة، كما يُثبت في أسفلها طارة، وفي أعلاها مجرى يُثبت بها “الكراب” الذي يعمل على شدّ الوتر من أسفل العصا إلى أعلاها مارا بطارة الربابة.ويعد جلد الذئب أفضل الجلود التي تصنع منها الرّبابة، وكذلك شعر ذيل الحصان الذي يصنع منه وتر الرّبابة ووتر القوس.
ورغم أن العزف على الرّبابة بدأ يتراجع وصوتها يخفت في السنوات الأخيرة لعدم إقبال الشباب على تعلمها، إلا أن عشاقها مازالوا يتمسكون بألحانها أمام انتشار أنماط موسيقية جديدة تستهوي الشباب العربي.!!


www.deyaralnagab.com