logo
عندما يقود المراهقون!!
بقلم : بروفيسور عبد الستار قاسم ... 18.03.2014

ماذا سيقول مراقب عالمي عندما يرى محمود عباس ومحمد دحلان يتنابزان كأرملتين ملأ قلبيهما الكيد والحقد في حارة ينقصها العقلاء والشجعان؟ وكيف سيرتاح العدو عندما يرى قيادات فلسطين بهذا المستوى الدنئ والمتدني؟ قطعا سيستنتج أن الشعب الفلسطيني أبله لأنه يضع مصيره في أيدي هكذا قيادات مراهقة يخجل الصبية من سلوكها. كل واحد منهما يردح للآخر بسبب جيفة لم يلتقطها الآخر، أو لأنه سبقه إلى خيانة، وكل واحد منهما يدين نفسه من خلال إدانته للآخر. ولهذا لا يوجد صراع بين الاثنين بسبب حرص على قضايا وطنية. لا أعلم بالضبط ما الذي طرأ، لكن غياب القضية الوطنية يعني أن هناك مسائل شخصية تتعلق بالمناصب أو برضا القوى الأجنبية المعادية للشعب والعرب والمسلمين. أما العدو فسيبتسم فرحا لما حققه من إنجازات في تتفيه الشعب الفلسطيني.
وقع عباس في أخطاء أدان نفسه بها:
1- هو يقول إن لدحلان علاقات مشبوهة منذ عام 2002. لماذا إذن عمل معه لو لم يكن من نفس الصنف من القيادات؟ لو كان عباس حريصا على مصلحة الشعب الفلسطيني لتكلم عام 2002، ووضع الحقيقة أمام الناس. لماذا بعد كل هذا الزمن؟
2- يقول عباس إن دحلان قد فرض عليه وزيرا للداخلية أو مستشارا للأمن القومي. إذا كان عباس يعرف أن دحلان جاسوس، فلماذا يقبل تعيينه؟ وعباس يقول إنه لا يخضع للضغوط، وبذلك يناقض نفسه.
3- عباس يستدل على جاسوسية دحلان من خلال الضغط الأمريكي والإسرائيلي، وهو نفسه، أي عباس، أصبح رئيسا للوزراء في عهد عرفات بضغط أمريكي. الأمريكيون استحدثوا لنا منصب رئيس وزراء من أجله هو، وسحبوا صلاحيات من عرفات لصالحه.
4- أما بالنسبة لمحمد رشيد أو خالد سلام، فقد سبق أن كتبت مقالا قلت له فيه إنه قد سرق المال وانتهى، ورجوته أن يخبر الشعب الفلسطيني كيف صار أمينا على الخزانة الفلسطينية في عهد عرفات. فرد علي شخص من المكسيك اسمه رودريجو قال إنه كان يعرف خالد سلام في بيروت، وقد أسرّ له سلام بأنه يعمل مع الموساد. يقول المكسيكي إنه لم يحفظ السر بسبب غيرته على فلسطين فقرر أن يبلغ عرفات. وكانت النتيجة، حسب قوله أنه هو الذي وضع في السجن لثلاثة أياموبقي سلام مقربا جدا من القيادة الفلسطينية.
أما دحلان فوجه تهما عدة ضد عباس منها أنه بلا أخلاق، وأنه دمر حركة فتح ومنظمة التحرير. نفس التهمة يتم توجيهها لدحلان: إذا كنت تعرف هذا فلماذا صمت كل هذا الوقت؟ هذا ولم يفسر دحلان من أين له كل هذه الأموال التي بحوزته، والتي يستعملها أحيانا في الضفة الغربية وعزة ومخيمات اللاجئين.
المعنى، نرجو ألا تناقصوا على بعضكما، فأنتما في نفس الخانة، ونفس السلة. أنتما تعترفان بإسرائيل وهذه خيانة وفق القانون الثوري لمنظمة التحرير. دحلان نسق مع الإسرائليين أمنيا وطبع معهم وهذه خيانة، وعباس يتحكم بأجهزة أمنية تنسق أمنيا مع إسرائيل. وهل فوق التنسيق الأمني خيانة؟
شكرا لله على حلافكما، ففي خلافكما ما يقنع المترددين بأن الشعب الفلسطيني قد ابتلي بقيادات تصرفاتها صبيانية وخيانية. أوضحنا للناس على مدى عشرين عاما حقيقة قياداتنا، وقد أعمى الراتب الآلاف من الناس، وها أنتما توفران علينا الكثير من الجهد.
تبقى المسؤولية في أعناقنا نحن أبناء هذا الشعب الذين يجب أن يثوروا دفاعا عن أنفسهم وحقوقهم وكرامة شهدائهم.


www.deyaralnagab.com