logo
عرنيطة.. قائد الأوركسترا ومؤلف السمفونيات العالمي بهويته الفلسطينية!!
بقلم : الديار ... 29.05.2023

أثرى الثقافة الوطنية الفلسطينية والعربية بإسهاماته المبكرة والمتميزة في مجال تأليف الموسيقى الكلاسيكية وقيادته أكثر من أوركسترا في مختلف بلدان العالم.وتتلمذ على يد الموسيقار الكبير أوغسطين لاما الذي يوصف بأنه أبو الموسيقى الحديثة في فلسطين.
ظهرت موهبة الموسيقي الفلسطيني سلفادور عرنيطة المولود في مدينة القدس عام 1914، في سن مبكرة حين كان مساعد عازف على آلة الأورغ في "كنيسة القيامة" في القدس، ثم التحق بـ"كاتدرائية القديسة كاترين" في الإسكندرية عازفا على آلة الأورغ، ومدربا لجوقة الكنيسة.
درس البيانو والتأليف الموسيقي تحت إشراف المؤلف الموسيقى الفريدو كازيلا، وعلى يد عازف الأورغ فرناندو جرماني من كبار الأسماء في عالم الموسيقى الغربية.
وتخرج عرنيطة من "أكاديمية سنتا تشيشيليا" عام 1935، وفي عام 1937 توجه إلى لندن حيث درس قيادة الأوركسترا والكورال على يد لاندون رولاند الذي كان يحمل لقب سير، ونال عرنيطة إجازة "مدرسة غيلدهول الموسيقية" في لندن.
وفي عمر 23 عاما عين عرنيطة مديرا للقسم الموسيقي في "جمعية الشبان المسيحية" في القدس، وفي عام 1949 التحق بهيئة التدريس في "الجامعة الأمريكية" في بيروت بعد أن ترك القدس مع عائلته إثر نكبة فلسطين عام 1948.
وهناك تدرج في التدريس، من مدرس إلى أستاذ مساعد، فأستاذ مشارك، فأستاذ كرسي، وتولى إلى جانب التدريس رئاسة القسم الموسيقي عدة مرات. وأمضى سنة دراسية في جامعة "هارفرد" قاد خلالها أوركسترا "بيتسبورغ السمفونية" و"أوركسترا تانغلوود" كما قدم حفلات على آلة الأورغ في قاعة "هارفارد ميموريال" و"قاعة كريسكي".
كما قاد فرقا موسيقية متعددة، منها "أوركسترا غيلدهول" السيمفونية عامي 1936 و1938 و"أوركسترا راديو القدس" ما بين عامي 1941 و1947" و"أوركسترا القاهرة السيمفوني" في عام 1966، كما قاد "أوركسترا برلين السيمفوني"، و"أوركسترا هالي السيمفوني"، و"أوركسترا راديو تورينو".
كان سلفادور عرنيطة عضوا في لجنة التأليف الموسيقي الدولية منذ عام 1955، وعضوا في "رابطة عازفي الأرغن" الأمريكية، وكذلك في مجلس الفنون الشعبية الدولية منذ عام 1960، وانضم في عام 1969 إلى الجمعية الأمريكية للأساتذة الجامعيين.
ونتيجة لما قدمه من إبداع موسيقي فقد حصد عام 1965 الجوائز الثلاث الأولى في مسابقة التأليف الموسيقي التي نظمتها "جمعية الشبيبة الموسيقية" في بيروت، وكانت لجنة التحكيم مشكلة من أعضاء من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وبولندا وتركيا.
تم تقديم مجموعة من مؤلفاته الموسيقية في فلسطين والأردن وألمانيا واليونان والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأستراليا والشرق الأوسط، وتبنى "معهد إدوراد سعيد الوطني للموسيقى" في جامعة بيرزيت تقديم أعماله من قبل الأوركسترا الوطنية الفلسطينية وأوركسترا فلسطين للشباب.
أصدر الثنائي سلفادور عرنيطة، وزوجته يسرى جوهرية كتاب "شادي وشادية" المتضمن أغان وألحان للأطفال موجهة للصفوف: التمهيدي، والأول، والثاني. وقد الحق الكتاب بكتاب أخر موجه للمعلم يحمل نفس العنوان، ويتضمن "إرشادات فنية للمعلم مع شرح الأغاني واصطحابها على البيانو".
تقاعد عرنيطة من الجامعة عند بلوغه 65 عاما فتوجه بعد ذلك مع زوجته إلى الأردن ليمضي سنواته الأخيرة حيث توفي في عمان عام 1985 بعد صراع مع مرض السرطان.
ومنح من قبل الرئيس محمود عباس، وسام الثقافة مستوى الإبداع، حيث تسلم الوسام كريمته شادية عرنيطة بمقر السلطة الفلسطينية في رام الله.
وفي ذكرى ميلاده المائة قالت رئيسة مركز "سلكتيوم للفنون والعلوم" في الجامعة الأمريكية ببيروت ديديه حوراني عن سلفادور عرنيطة بأنه:" أتقَن الموسيقى وبرع فيها، فوجدت مواهبه مجالا فسيحا لتفتحها والتعبير عن ذاتها، كونه يتقن صناعة الموسيقى من الناحية العلمية والفنية وهو الحاوي أسرارها بموهبته وعلمه لأسرار صناعتها".
وختمت قولها:" ترك بصمات أعماله الموسيقية الرائعة والراقية تتردد أصداء إيقاعاتها بأنغامها الشجية، في أبعاد هذا الكون والتي هي رمز للإبداع وجمال الصنع بأحاسيسه المرهفة التي صاغتها".
**المصادر
ـ سلفادور عرنيطة، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ـ محمود عباس يكرم الموسيقار سلفادور عرنيطة ورام الله تحتفل بقرن على ميلاده، الفضائية الروسية (أرتي)، 6/3/2014.
ـ عن الراحل سلفادور عرنيطة، جامعة بيرزيت، 2/7/2015.
ـ مئوية ولادة الموسيقي الفلسطيني سلفادور عرنيطة في الجامعة الأميركية، صحيفة النهار اللبنانية، 12/3/2015.
ـ بكر السباتين، السيمفونية الفلسطينية بين خاتشو وآل عرنيطة، صحيفة وموقع صوت العروبة في المهجر، 5/6/2014.
ـ الإخوة إلياس وسليم وفيكتور سحاب، الموسيقى والغناء في فلسطين قبل 1948، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.


www.deyaralnagab.com