logo
ركض ليلتقط حذاءه وقال لي: "أمي احمليني معك في السيارة"..مأساة الأيزيديات: عودة الأطفال ممنوعة!!
بقلم : الديار ... 04.08.2019

لا تنتهي مأساة النساء الأيزيديات رغم تحررن من أسر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). فالنساء والفتيات الأيزيديات اللائي تعرضن للأسر والاغتصاب على أيدي إرهابيي "داعش" ربما تحررن، ولكن لا يتسنى لهن اصطحاب أبنائهن من مقاتلي التنظيم الإجرامي معهن والعودة بهم.
في مثل هذا اليوم قبل خمسة أعوام، شن عناصر "داعش" هجمات على قرى الأيزيديين في شمال العراق، فاختطفوا وأسروا وذبحوا الآلاف، في الهجمات التي صنفتها الأمم المتحدة باعتبارها "إبادة جماعية".
أحدثت الهجمات صدمة في صفوف الأيزيديين، الأقلية الدينية التاريخية التي ليست غريبة عن الاضطهاد على مر العصور. غير أن وحشية هجوم "داعش" شكلت تحديات كبيرة لهذه الأقلية.
على الرغم من أن الأيزيدية ديانة توحيد، يرى "داعش" أن الأيزيديين زنادقة وسعى إلى إبادتهم والقضاء على مواقعهم الدينية.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، بعد شهر من الهزيمة العسكرية الأخيرة لـ"داعش"، شرع قادة الأيزيديين بشكل واضح في مسعى لحماية الأقلية المنعزلة والتي ما زال الحزن يكتنفها، من خلال إصدار مرسوم بشأن احتضان الناجيات من هجمات الإرهابيين، في خطوة تهدف إلى محو وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالاغتصاب.
بيد أنه فيما بدت استجابة لرد الفعل العنيف من جانب أعضاء المجتمع المحافظ، أصدر المجلس الروحاني بيانا بعد أيام قال فيه إن قراره تم تحريفه. وأكد المجلس أن الأطفال المولودين لآباء من عناصر "داعش" لن يتم قبولهم مرة أخرى في مجتمع الأيزيديين.
واضطرت بعض الأمهات إلى عرض أبنائهن للتبني، فيما رفضت قليلات العودة إلى الوطن لهذا السبب.
وسردت امرأة عمرها 20 عاما وتقطن قرية تقع إلى الجنوب من سنجار، كيف صرخت وبكت بينما أخذت عناصر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد طفلها الرضيع من بين ذراعيها، وهي القوات التي تدير شرقي سورية وتقود القتال العسكري ضد الإرهابيين هناك.
وكان الطفل يبلغ من العمر سبعة أشهر عندما سددت عائلتها فدية لتحريرها من قبضة "داعش" في تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي.
وقالت المرأة، وهي من قرية تل قصب وقد وافقت على التحدث شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب وصمة العار الاجتماعية، "لقد صرخت وبكيت بكل ما أوتيت من قوة، ولكن هذا لم يسفر عن شيء".
وأضافت المرأة التي تعيش في خيمة بمخيم للمهجرين في دهوك، على بعد أميال من قريتها التي يجتاحها الخراب، "قالوا إنه لا يمكنني أخذ طفلي معي. إنه طفل داعش. ولم تقبل عائلتي أيضا أن أجلبه معي".
هاجم عناصر "داعش" مناطق الأيزيديين في محافظة نينوى في 3 آب/ أغسطس 2014، فقتلوا المئات من الرجال الأيزيديين، بعضهم صنفوه بالغا لا لشيء إلا لظهور شعر تحت إبطيه، كما اختطفوا نساء وفتيات وصبية ونقلوا معظمهم إلى سورية.
لكن المئات ما زالوا مفقودين. بعض الأطفال الذين نشأوا خلال حكم "داعش" ولقنوا الأيديولوجية الجهادية رفضوا العودة إلى ديارهم، والبعض منهم ما زالوا يعيشون في مخيمات في سورية.
ووفقا لمكتب إقليم كردستان للمخطوفين الأيزيديين، الذي يتخذ من دهوك مقرا له، أطلق سراح 3425 أيزيديا من إجمالي 6417 مخطوفا. وذكر المكتب إنه تم إنقاذ 1921 طفلاً من أصل 2992.
وعند الإعلان عن هزيمة "داعش" في آذار/ مارس، خرج عدد من النساء والأطفال الأيزيديين من آخر جيب يسيطر عليه إرهابيو "داعش"، في قرية الباغوز الواقعة على ضفاف النهر في جنوب شرقي سورية.
وفي قرية الناصرية في محافظة الموصل، شمالي العراق، أعربت إحدى سكان سنجار البالغة من العمر 18 عامًا والتي تم تحريرها منذ خمسة أشهر من سورية، عن رغبتها في الانضمام إلى والدتها وأخواتها اللاتي لجئن إلى ألمانيا. فيما لا يزال ثلاثة من أشقائها مفقودين.
بعد تحريرها من آخر جيب لتنظيم "داعش" في الأول من آذار/ مارس، لم تكترث لأطفالها الثلاثة الذين ظلوا في سورية والذين ولدوا لمقاتل داعشي تونسي. وقالت إنهم جميعا في دار للأيتام تديرها القوات السورية التي يقودها الأكراد.
كانت في الثالثة عشرة من عمرها فقط عندما تم اختطافها. قام إرهابيون تونسيون بشرائها وبيعها، ثم أجبروها على اعتناق الإسلام والزواج بأحدهم. وقالت لأسوشيتدبرس إنه "أخبرته أنني لا أريد الإنجاب، فقط أعطني حبوب منع الحمل أو أي شيء من هذا القبيل. لكنه قال لا، أنا أريد أطفالا".
عاشت الفتاة مع هذا الداعشي وأنجبت ثلاثة أطفال في ثلاث مدن مختلفة. وُلد الأخير، الذي يبلغ من العمر أربعة أشهر، في آخر معاقل "داعش".
وقبل مغادرتها، أرضعت صغيرها وهدأت من روع ابنتها الوسطى التي كانت تلاحقها بالبكاء. أما ابنها الأكبر، وهو صبي يبلغ من العمر عامين، فاشترت له ملابس وأحذية جديدة.
وقالت "ركض ليلتقط حذاءه وقال لي: "أمي احمليني معك في السيارة. أمي احمليني إلى السيارة". فقلت له: "حسناً، حسناً، سأفعل بعد قليل". وأضافت "تركته يبكي من أجلي أيضًا. لكنهم سينسونني. ما زالوا صغارًا للغاية. سوف ينسونني".


www.deyaralnagab.com