logo
حذاء أسود لامع !!
بقلم : وئام حمزة ... 16.01.2019

*هي تحمل قلبا مثقوبا أو جلدا منقوشا، لم يجدا الحبر ليجعلا منه وشما! يجلسان على كرسيها، يعبثان بأدواتها ويجدان إبرة الصوف التي طارت منذ سنين، فينتفض قلبها ليرجع صدى الطبول الأفريقية.
صخب يحجبه زجاج يغلف الغرفة (لوحة: عبدالوهاب محمد نور)
قدماي تؤلمانك. الضيق في صدري آلام بصدرك. كم أتمنى أن أمحوها عنك، كل آلامي. أتسبب لك في آلام كثيرة، لكن أكثرها وجعا، حين أغادر. أغادرك مرتين، مرة أحيا معك، ومرة دونك،. مرة أؤلمك، تصرخين، تستغيثين، ثم تنسين، حين ترينني. رؤيتي لوقت طويل، كانت وحدها شفاك.
ومرة أغادر، لن تكون لديك القدرة على الصراخ والنواح، تنتظرين رؤيتي لتتذكر كم تحبينني! وأحيا وحدي، لن تضطري إلى حملي. يقطعون الحبل بيننا، وأظل أشد الوثاق نحوك، ينسون أجنحتي وتنكسر قدمي في محاولات البقاء. وأخرج يدفعني الحب إلى الخارج ويبقيني الحنين داخلك.
****
الشعور الذي لا يتذكره الجميع، يبحثون عنه في الاستعارات والخيالات، يمرون به جميعا، وننساه جميعا، أعرفه الآن، سأحاول تذكره دائما، شعوري بالأمان داخلك، شعوري ككائن محمول. سأتذكر هذا الشعور وسأشتاقه ما بقي من عمري، عندما يبدأ عداد العمر. أحتفظ منك بأشياء كثيرة، قامتك طويلة وصلبة كالنخيل، عيناك سوداوان واسعتان أرى نفسي فيهما بوضوح شديد وجمال فريد، ينقصني بعض منك، الشلوخ على وجهك، أوشام قبلية، لم تقبلي أن تعطيني مثلها، شعرت أن عليك حمايتي!
أذكر كيف كان الصبية يتسابقون لزيارة الأهرام المحيطة بنا، لا حراسة عليها. يدخلون ويمرقون، لا أحد يمنعنا، سواك! تخيفيننا بشياطين تسكنها، تحذرين من تربصهم لنا. أصبحنا نعرفهم، نعرف أشكالهم، نخافهم. لم نعد نرغب في زيارة المكان. وعندما كبرنا كان اليقين الذي زرعته فينا أقوى من كل العلوم.
****
لا أرى شيئا بعد، لكني أفهم ما ترينه لي. عيناي مغمضتان. وتغمضينهما لي أكثر، حماية، خوف ألا أقوى على مواجهة الحياة. تغمضينهما بيدك النحيلة، برائحة التبغ والحنة. لك عطرك الخاص، وعطري بعض عطرك. أودّ حمايتك أيضا أن أغمض عينيك، فالقادم ليس أجمل، تتغير البلاد كثيرا تنقسم إلى دويلات، لن تكفينا أموال أبي. أبي ذاته لن يكفي. يخرج للحرب يوما ولا يعود، لن يعود. يموت دفاعا عن شيء ما، شخص ما جعله ثمنا للقضية. وتكونين وحدك عمرا طويلا، تواصيلن حملي دائما. وأظل أنشد لحظة انعتاق عن حضنك، هي لحظة اشتياق لوطني فيك. يكون لي أحباء غيرك، أصدقاء غيرك. تؤكدين أن لا أحد يحملني بقلبه مثلك، أظل أجرب، أنكسر كثيرا. حطامي يؤلمك. أجوب الأرض بحثا عن رزق، تظنينه خطأك، فلو كانت قدماك تحملان لحملتني أكثر. العالم الذي يتكون في داخلي، تخرجينه، تضعين شروطا وقوانين. لك قوانين مخيفة، ربما لك ذاكرة مثل ذاكرتي، تعرف مسبقا كل ما سيحدث، إذ حدث قبلا.
****
فعندما مات الجد حماد، رجعت من المدرسة مع رفقتي، قيل إنك في العزاء، ذهبت فلم أجدك، كنت تنتظرين عودتي إلى المنزل لتذهبي، سبقوني إلى الطعام فأكلت معهم، خالجني شعور غريب أن آكل طعاما شهيا وطيبا خارج بيتنا، طعاما شهيا وطيبا لم تصنعيه.
عدت إلى المنزل ضممتني سألتني، وحين عرفت، رفعت رأسي بيدك وبالأخرى ساعدتني على التقيؤ “تطهر من ذنبك، لا تأكل طعام الميتين” أو أنك قلت لا تأكل سوى ما أصنعه. مرة أخرى سأخوض التجربة، وأجرب أشياء وحدي، دون علمك، أتقيؤها لحظة سؤالك.
تغفرين بعدها وتذكرين محبتك. تغفرين كل شيء وكم تمنيت أن أتقن الغفران مثلك. سامحتني على كل غياب وكل رحيل. ولم أسامح ذاكرتك التي أنكرتني وأبقت ظلال محبة بعينيك ويديك ودفء حضنك. لم أسامح رحيلك في البقاء، ولم أسامح رحيلك نحو عالم لا أنتمي إليه بعد.
****
حين أخطئ تهددين بعقابي، تضعين سبابتك بين أسنانك، فأنزجر خوف العقاب! أنظر يوما لسواد سبابتك وأصاب بالألم. إصبعك يؤلمني. قدماي تؤلمانني. قدماي تؤلمانك.
صدى القلوب
أخبرتني يومها عن قلبك المثقوب. كنا بعد أطفالا نصدق ما يقول الكبار. أخبرتني كيف نولد جميعنا بعيوب ونقائص، وأنك ولدت بقلب معيب لم يستطع أن يلتئم كما تفعل كل القلوب. ولأني ولدت بقلب سليم أخجلني ألّا أشعر بك، فكذبت للمرة الأولى، ادعيت أنني أعرف وأفهم شعورك. كنا طفلين عنيدين؛ قررت أن تثقب لي قلبي إذ شعرت بأن كمالي عيب أيضا، تماما كما شعرت. فأخذنا نبحث عن مسمار دقيق يناسب أن يعبر القلب. بحثنا طويلا حتى وجدنا إبرة التطريز الصغيرة، تستخدمها جدتي في صنع مفارش الصوف الصغيرة، وكوفيات تحمل أسماءنا، تبدو مناسبة، قوية.
غرزنا الإبرة في منتصف الصدر تماما، لما لم نكن نعلم أن القلب عادة يميل ناحية اليسار، أيادينا الضعيفة لم تستطع إتمام المهمة؛ فظلّت الإبرة نصف مغروسة بينما نبحث عن “شاكوش” لدفعها أكثر، ووجدنا يد “الهون”! نذكرها منذ دق “الشّمار” في سبوعنا، وتدق لنا أمهاتنا الحلبة لنشربها مع الحليب مساء، وجدناها مناسبة لرتق اللّا-عيب في قلبي، وغضب قلبه.
ولكن الإبرة انكسرت، لم نعد نستطيع إخراجها إذ أنّ طرفها المعقوف أصبح في الداخل تماما، وطرفها المدبب طار بعيدا.
في المساء عندما كانت جدتي تبحث عن إبرتها: شرعنا في البحث معها، والرعب يأكلنا أن تعرف بإتلافنا ممتلكاتها. وحين أصابتني الحمى ليلتها تفاقمت آلامي، لأن قلبك مصاب بالألم والحمى طوال الوقت، أو هكذا ظننت.
في اليوم التالي منعني العند أن أعترف بآلامي، ومنعك نزق الصبية من التعاطف، لكن حقيقة واحدة جمعتنا، وسرّا واحدا: عندما نكذب لا يعرفون، لا تنطبق السموات على الأرض ولا تحمل جباهنا لونا أحمر، ولا جوفنا يحترق بطعم الشطّة.
****
أخبرتنا العرافة يومها أننا سنموت معا. سنصل إلى عمر الثلاثين سوية ثم يقتل كل منا الآخر. كنا مراهقين على شاطئ البحر، لن نقبل بكلام عرافة اشتريناه بثمن بخس، دراهم معدودة. كيف لها أن تؤلمنا بكذبة كهذه وكان لها أن تسعدنا بشتى ألوان الكذب. في ذات النهار علمنا بأمر رحيلكم. قد تعودون يوما، وكلانا يعلم أن المهاجرين لا يعودون أبدا. تمازحني “ربما أعود لتقتليني كما قالت العرافة، أو لا أعود فنحتفظ بحياتينا، ولا نخسر شيئا”. يومها آلمتني الإبرة وأنا أتخيلها تضغط على القلب كما فعلت المرة الأولى. أضغطها أكثر: شغاف القلب تحميها وتحوّطها، وعظامي تربطها أكثر، تقويها. هديتي الغالية، عرفت يومها أنني كنت كاملة لولاك، وألا أحد سواي مثلك، كلما كبرنا تقل معرفتي.
عندما عادتني ليلتها الحمى؛ رأيتك ممسكا بقلبي، تحشوه أرزا ونعناعا، تشويه وتتذوقه بطرف الشوكة، وكلما تذوقت تبتعد الإبرة، حتى إذا انتهيت استخدمتها لتخلل أسنانك، ولا أعرف أيهما آلمتني أكثر، شوكتك أم إبرة جدتي.
****
لم أخبرك أبدا كم أحببتك، كنا طفلين لا يفترقان، مراهقين لا نعرف من الدنيا سوانا. كنت قاسية جدا.
اتفقنا مرة أن أرسم لك نقشا على قلبك، سرقنا إبرة جدتنا وحاولت رسم قلب جديد، ولكن الإبرة طارت من يدي وفزعنا لمنظر الدم، فتفرقنا نبحث عن ضمادات، اتفقنا ألا يعرف أحد سرنا، العند بداخلي وغضب دواخلك تبادلا الأدوار.
يومها خفت أن تنظر أمي إلى عيني فتعرف كل شيء، فبتّ محموما، وفي كل مرة أكذب فيها تعاودني الحمى، كما يحصل اليوم. أغمض عيني فأراك تمدين قلبي على الطارة تضربينه بيد الهاون وتقرعينه كطبلة أفريقية.
“النقش سيجعل لقلبينا إيقاعا واحدا”، وأنظر إلى قلبي الأجوف بين يديك متألما صارخا، يسافر صداه يبحث عن رجعة ولا يرتجع!
****
أخبروهما أن لكل مشكلة حلا، ولكل ذاكرة أصلا، أخبروهما أن انتماءهما لبعضما، ثم فرقوا بينهما. بينهما أسرار لم يعرفها سواهما، وعالم لا يعيش فيه سواهما. لذا شاءت الأقدار أن تجمع بينهما في فصل أخير، هل أخبروك أن لكل حكاية راويا كما أخبروهما؟
عاد من غربته، أو أنها تغربت عن موطنها، أو أنهما التقيا في أرض محايدة، من المناسب أن يجتمعا في عزاء الجدة.
هي تحمل قلبا مثقوبا أو جلدا منقوشا، لم يجدا الحبر ليجعلا منه وشما! يجلسان على كرسيها، يعبثان بأدواتها ويجدان إبرة الصوف التي طارت منذ سنين، فينتفض قلبها ليرجع صدى الطبول الأفريقية.
ذكرى لم تحدث
هزيل وشاحب، له وجه نحيل، عينان كبيرتان. يرتدي نصف ابتسامة، إذا أتمها فزع الناس أو ظنوه شبحا، فلا يجودون له بشيء. يميل إلى جانبه الأيسر، وعلى جيده الصغير آثار عميقة وكأنها آثار حبال، أخبروه أنها ربما وحمة، وهذا يسعده فالوحمة تعني أنه مولود كما بقية البشر والمخلوقات وأن له أما في مكان ما، وإن صعب عليه التخيل. ولولا ذلك لظن نفسه “آدما” مخلوقا بكلمة “كن”! هو كائن ليلي، له في العتمة سيد يستعبده، لا يظهر إلا حين ينتصف الليل، لليل كائناته!
****
خرجت اليوم مبكرا جدا. لديها مقابلة عمل. للصباح الباكر أيضا أشخاصه وكائناته. الغريب أنه كان من كائنات الصباح التي تتجنبها، أو لنقل أنه بقايا كائنات الليل.
حاولت تجاوزه. تجنبت النظر إليه، كما تفعل دائما. يفتش في صناديق القمامة، يغوص فيها حتى ركبتيه، يحمل كيسا يجمع به ما يصلح للبيع أو للأكل.
شاحب جدا، وهزيل جدا. ليتها التزمت خوفها، ولم تخرج مبكرا اليوم! لم تستطع ألّا تنتبه، ألّا تكترث، فهذا الخائض في القمائم، في برد الشتاء، كان يحمل وجهها. وجهها كما تعرفه، كما تحبه، وكما تكرهه!
****
كان يحمل وجهي! نعم يحمل وجهي؛ يجوب به الطرقات مستجديا.
لطالما تجنبت النظر في وجوه المتسولين. تجنبت رؤيته يفتش صناديق القمامة، ويخبئ الخبز الناشف في جيبه. تجنبتُ أن أنظر إلى قدميه الحافيتين، في قيظ الظهيرة، وجسده بالكاد مستتر في عز البرد والريح.
باغتني وجهي، وجهي أعلى كتفيه! كيف وصل إليه! أيحمل آخرون وجهي يستجدون به! عاودتني حينها ذكرى شيء لم يحدث، لم يحدث أبدا.
ماذا لو أنه وجهي فعلا؟ ماذا لو أن الكون فكاهي لهذا الحد؟ ماذا لو أن ما لم يحدث، حدث بالفعل؟
لم أعد أقوى على النوم، أو التفكير سوى به، يخبئ الخبز الناشف ويبحث بين القمائم.
هل يكفي ما أعطيه من العملات، من الملابس، من شعور لحظي بالاهتمام؟
النوم تعذيب. والسؤال مرسوم على وجهي طوال الوقت.
****
يحبها وهي تمعن النظر إليه، وتمسك يده أحيانا، تتأمل الوحمة على جانب عنقه، في عينيها اعتذار يشبه اعتذار البسطاء؛ حين يعطوننا أقل مما يرغبون، أو مما يظنون أننا نرغب.
كانت حنونة كما يفهم الحنان؛ عملات ورقية وخبز طري.
****
حتى حين أوقفها، يستجديها، لم تلتفت إليه. هي لا تهتم، كائنات كثيرة لا تشبهنا، ليس علينا أن نرهق ضمائرنا بعذاباتها. وبنا فائض عذابات.
****
تجنبته تماما. حتى حين وقف أمامي، حين مد يده؛ ومددت يدي له بعملة معدنية: تجنبت أن ألمسه، أن أُحس خشونة جلده وهو بعد طفل. عيناه الكبيرتان، نصف ابتسامته، الأنف والأذنان، تجنبته تماما.
****
لم تتمكن من النوم إلا حين أخبرها أنهم ينامون في مكان دافئ، لا يضيرهم البرد ولا الحر، قدمت خيارا أفضل: شارعا كبيرا متسعا، يزداد فيه مدخوله.
حين انتصف الليل، قادت سيارتها. وصلت إليه. كان ممددا على الطريق. كانت مسرعة، تأكدت أنه هو، رجعت بسيارتها، زادت سرعتها. دهست الفتى جيئة وذهابا. تأكدت أنه لم يفتح عينيه، لم يرها، تأكدت أن أنفاسه توقفت. وفي الذكرى عنق صغير منكسر، يعود للحياة.
****
رب إنها وضعتها أنثى!
حذاء أسود لامع
أتجنب النوم منذ أيامٍ بسبب كابوس فظيع، تكرر لعدد من المرات. كل شيء في ذلك الحلم يبدو حقيقيا: أنا هزيل جدا، أحمر العينين، وشاحب منهك القوى. معلق بأنشوطة وقدماي تتدليان مشيرتان إلى حذاء جلدي أسود لامع. ومن ثمة صوت انكسار مفزع يقودني إلى اليقظة فزعا متعرقا.
تزداد التفاصيل بتكرار الكابوس، يأخذني الرعب حتى أتذكر أني لم أمتلك يوما حذاء جلد أسود.
****
في محاولات البقاء يقظا أسمح للضوضاء أن تعلو: في الخارج؛ الأضواء والتلفاز ولداخلي: الرسم.
الغفوات يغالبنني حينا بعد حين: فالفتاة التي أرسمها لا تكف عن الحركة، ما اضطرني أن أجثم فوقها بركبتي لأواصل العمل. وصحوت على صوت انكسار.
****
صديقتي يقلقها هذا الكابوس والأرق وغياب شعوري. تضمني وتطبع قبلة على جبيني فأسمع صخب النبض ونفور الشريان فأوقفه براحتي، وحين يهدأ أسمح للكرز أن يتدفق حرا. كانت المرة الأولى التي أتذوق فيها طعم الكرز. الفتاة التي رسمتها سابقا ملقاة على اللوح، أيقظتها الرائحة فعادت. لم يكن ثمة شهود كما أحرص لأكشف الكابوس، ولكن السكون وضبابية الأشياء يفعلان ذلك. ولأني كنت واثقا أنها ملقاة على لوح الرسم مغطاة بملاءتي الوحيدة فإنني قررت تجربة شيء أكثر جموحا. فماذا لو كانت الفتاة تمثالا وأنا أحاول إتقان هذا الفن منذ أمد. ولذا حملت الإزميل وتشبع المكان بعصير الكرز.
****
قدماي تسوقانني حيث شاءتا ولا أقاوم. لا تسمحان لي بالقيادة إذ أبدو مخمورا وهنا. الملاءة في غرفتي والألحفة ملطخة بالأحمر ورائحة المكان تنفي كونه حلما. لكن لغياب ذكرى بداية المشهد وغياب الشعور فإن نفي النفي أوجب. ولذا قررت قدماي التحدي فحملتاني إلى السطح وقررنا الطيران. السماء زرقاء والشوارع خالية ولا وجود للزمن. ليس الجو حارا ولا باردا، إنه هادئ جدا كصمم مفاجئ. وفكرت أنني لن أتمكن من الطيران ولا هواء يحركني.
حين لمحت الأرجوحة كررت حلما قديما، فتمرجحت ودرت وطرت.
أدور وأدور وأقفز لتلتقطني السماء كما التقطت القمر والنجوم قبلا.
****
القضاة في مجالسهم وأنا في قفصي لا أشعر بشيء. لا خوف ولا قوة لا شيء. أُساق حين تنتهي مداولاتهم، كديك الزار؛ بيدين مكبلتين ورأس مطأطأ لثقله وصعوبة حمله وبما تبقى من الجسد الهزيل. عيناي المحمرتان ترفرفان ببطء لتتوالى المشاهد، نحو غرفة ساكنة هادئة. سلم بدرجتين، أنشوطة، وترقب. صخب يحجبه زجاج يغلف الغرفة.
يسلمني الحاجب ثيابا جديدة وحذاء أسود لامعا.
ينشر الملف بالاتفاق مع "الجديد" الشهرية الثقافية اللندنية

المصدر : العرب

www.deyaralnagab.com