logo
رواية العزلة.. جديد الكاتب المصري خالد الهواري!!
بقلم : الديار ... 11.01.2019

يطرق الكاتب خالد الهواري ابواب الماضي بعد واحد عشرين عاما من المنفي في السويد، يطرح التساؤلات عن الخطيئة والغفران , عن الخوف الذي تتوارثة الناس في عصر العتمة وامتهان الكرامة، عن سقوط صنم الوطن امام كسرة خبز في ايدي طفل جائع، طعم اليتم في افواه من تلاشت ذكري اباءهم في السجون والمعتقلات بتقرير امني كاذب كتبه جار حسود، يبحث عن رائحة البيت القديم وينزل علي السلالم الخشبية مثلما كان يفعل في الزمن الاول، ويقف امام كشك ام نعمة ويأكل الفول النابت مع عمال التراحيل الخارجين من عتمة البيوت الفقيرة يبحثون عن بارقة الامل ليعودون في اخر النهار يحملون اوجاعهم في مجتمع يعيش فيه الانسان خارج حدود الانسانية، يقتفي اثر الرفاق الذين غيبتهم اشباح الراحلين في بطون الزنازين، والاخرين الذين دفنوهم سرا في قبورا منفيه في الصحراء بعد ان سلخوا جلودهم في غرف التعذيب، يبحث عن رائحة الخبزفي صحت البيت، ويستمع الي صوت القران من الشيخ محمد رفعت من راديو صغير يحرص دائما ابوه ان يعلقة في مقدمة عربة الفول المدمس التي يطوف بها في الشوارع، ويعود في المساء ليجتمعون حول الطبلية يستمعون للحكايات التي تأخذهم الي زمن قديم اخر .. يرصد سقوط الجنرال المهيب علي المنصة ,والحرس الهاربين يطؤن باقدامهم علي الاوسمة والنياشين التي منحها لنفسه، علي الرغم انه قد خسر كل المعارك التي خاضها.
رواية تسجل خروج مصر من بوابة عروبتها، والسقوط في دهاليز واروقة التطبيع، صراع الدين، والمال، والسلطة، وقانون الطوارئ , وجرائم مباحث امن الدولة وانتهاكهم الحريات وحرمات البيوت، هروب العمالة المصرية الي مشارق الارض ومغاربها، رحلة في سنوات حكم حسني مبارك وهيمنة العسكر علي السلطة، والصدام الذي احدثتة فكرة توريث السلطة لجمال مبارك .
بعد ان طالت السنوات بالجنرال في الحكم، استقرت له الامور، وتبددت مخاوفه القديمة، لقد تجاوز السبعين من العمر الان، ولم يعد يخشي الغدر والخيانة، المحيطين به اكثر حرصا منه علي وجوده لانهم منتفعين من بقاءه، هم اكثر حرصا علي ان يظل الواجهة التي يتسترون من خلفها، انعزل داخل القصر في مدينته الساحلية متخليا عن كل امور الحكم لابنه العائد من امريكا، واستطاع خلال فترة قصيرة ان يسيطر علي كل مؤسسات الدولة بعد ان اطاح بالحرس القديم في الحزب الحاكم ، وجعل لنفسه بطانة واحاط نفسه باتباع من رجال المال والاقتصاد ولاءهم حقيقي ويتجدد في كل يوم وحازوا بالانتخابات المزيفة علي الاغلبية في المؤسسات التشريعية، والقضائية، وحتي النقابات العمالية والمهنية، واتحادات الطلبة في الجامعات، كل مافي البلد اصبح يخدم الوريث القادم للحكم ويمهد الطريق للاطاحة بفكرة استمرارية سيطرة الجنرالات القدامي علي السلطة كما كانت تجري الامور المتعارف عليها، وقيادات المؤسسة العسكرية الذين تلاشت احلامهم قد فهموا واستوعبوا الواقع الجديد الذي فرض نفسه فارتضوا بالمكاسب التي تحققت بين أيديهم، وواكنفوا بما امتلكوه من اراضي وثروات لايعرف مصدرها احد كرشوة خفية لارضاءهم، واخرين لم تعد طموحاتهم تذيد علي مجرد رئاسة بعثة دبلوماسية في اي بلد تنتهي فيه حياتهم الوظيفية، اما الاسلاميين المزيفين فقد تواروا عن الانظار بعد ان عقدوا الصفقات مع الاجهزة الامنية وتوسعت صلاحياتهم في التجارة وامتلاك المصانع معفيين من دفع الرسوم الجمركية والضرائب، اما الاحزاب السياسية هي الاخري حرصت علي الفوز بمكاسب في اللعبة التي اصبحت تدار علانية فوجدت لنفسها مكان في سباق تقديم التنازلات مكتفية بانحصار دورها في اصدار المجلات والجرائد وتحصيل الاعلانات من المؤسسات الحكومية، الاعداء القدامي قد اصبحوا اصدقاء الان ولم تعد تخطر علي الاذهان فكرة استخراج الاسلحة والمعدات من المخازن.


www.deyaralnagab.com