logo
حالة مساومه: مشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانضمام للمحكمه الجنائيه الدوليه!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 13.01.2015

ما جرى ويجري في اعقاب فشل تمرير سلطة اوسلو ما سمي ب مشروع " انهاء الاحتلال الاسرائيلي" في مجلس الامن هو مجرد زوبعة في فنجان ونحسب ان فشل المشروع هو مكسب وطني فلسطيني لان المشروع بحد ذاته يتنازل عن ثوابت وطنيه فلسطينيه مركزيه وعلى رأسها حق العوده وحق تقرير المصير وتعويم قضية القدس وإبهام وضعها كعاصمه للدوله الفلسطينيه ناهيك عن ان المشروع يعبر عن وجهة نظر الثلل الاوسلويه المرتبطه بالإحتلال ومنتفعه من وجوده ولا يعبر عن مطالب الشعب الفلسطيني الشرعيه والتاريخيه في فلسطين المحتله لابل ان المشروع يقزم مقومات القضيه الفلسطينيه ويفصلها على مقاس جماعة اوسلو الى حد التنازل عن حدود 1967 كحدود للدوله الفلسطينيه المزعومه بمعنى ان المشروع الذي قُدم الى مجلس الامن وفشل عباس في تمريره هو بالاصل مشروع تفريطي عبثي يضاف الى 21 عاما من عبثية المفاوضات التي ادارتها امريكا واجرتها سلطة اوسلو مع الاحتلال الاسرائيلي وكانت نتائجها فرض وقائع اسنيطانيه صهيونيه كثيره كأمر واقع في الضفه الفلسطينيه والقدس وعليه ترتب القول شكرا لمجلس الامن الذي رفض مشروع عباس ونتمنى ان لا يعود الاخير الى طرح مشروعه المعدل والتفريطى مرة اخرى على مجلس الامن.. ببساطه مشروع عباس لا يرمي الى انهاء الإحتلال بقدر ما يرمي الى ترسيخه عبر صفقه تفريطيه..سلطة اوسلو فقدت البوصله وفقدت اصلا منذ زمن الصواب الوطني وهمها الاول و الاخير هو تأمين الراتب لموظفيها والواضح ان الكيان الاسرائيلي وامريكا يعرفان هذه الحقيقه ويلعبان علنا بهذه الورقه عبر تجميد الاحتلال عائدات الضراب الفلسطينيه وعدم تحويل الاموال لحساب السلطه وتهديد امريكا بقطع مساعداتها للسلطه!!
من هنا يبدو الامر في اساسه ومن منطلقه انه انطلق من حالة " مساومه" بين قبول مشروع عباس في الامم المتحده وتأجيل هذا الاخير لوقت طويل عملية الانضمام إلى ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية و17 معاهدة دولية أخرى، لتبدأ رسميا عملية الانضمام إلى المحكمة الجنائيه الدوليه, لكن يبدو بوضوح ان امريكا استعملت ورقة المساعدات المقدمه لسلطة اوسلو منذ زمن طويل للحيلوله دون انضمامها للجنائيه الدوليه من جهه والحيلوله دون امكانية محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين من جهه ثانيه وبالتالي تبدو المسلكيه الامريكيه اوقح من وقحه الى حد اعتراف امريكي ضمني بإرتكاب الاحتلال جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني لكن على هذا الاخير ان لا يقدم هؤلاء المجرمون الى المحكمه الجنائيه اذا اراد ان تستمرامريكا بتقديم المساعدات للسلطه بمعنى واضح امريكا تساوم الشعب الفلسطيني على حقه في محاكمة المجرمين وعلى حقه ايضا في وطنه فلسطين مقابل استمرار تدفق المساعدات للسلطه وبقاء الاحتلال كما هو وهذا هو بالفعل ما تسعى لتحقيقه امريكا عندما لوحت مؤخرا بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية بعد تقديمها وثائق الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية إلى مكتب الأمم المتحدة ، ليكون الانضمام ساريا رسميا بعد نحو شهرين!!
واضح تمام الوضوح ان امريكا والغرب الامبريالي ومعهم صنيعتهم"اسرائيل" فعلوا وسيفعلوا المستحيل من اجل الحيلوله دون انضمام الفلسطينيين للمحكمه الدوليه وهذا الامر يدل بوضوح على إعتراف امريكا والغرب الامبريالي الضمني بارتكاب الكيان الاسرائيلي جرائم حرب لاتحصى ولا تعد لا بل ان هذا الكيان التي تحميه امريكا يضم في طياته اكبر عدد من مجرمي الحرب في العالم من جهه ناهيك عن ان هذا الكيان بُني وأُسس اصلا على قاعدة جرائم الحرب وإرتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني من جهه ثانيه وبالتالي تشكل جرائم العدوان الاخير على غزه فقط غيض من فيض جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود من الزمن وهذه الجرائم كانت دوما تحظى بدعم وتغطيه دوليه من النظام الامريكي الفاشي الذي هدر دم وحقوق الشعب الفلسطيني من اجل حماية الكيان المجرم الذي ارتكب عشرات المجازر بحق الشعب الفلسطيني دون ان يحاسبه احدا ما على جرائمه بسبب مظلة الحمايه الدوليه التي وفرتها وتوفرها امريكا له في جميع المؤسسات الدوليه بما فيها هيئة الامم ومجلس الامن اللتي تتمتع فيه امريكا بحق النقض " الفيتو"... واضح ان" من في بطنه عظام يتحسسهن" وواضح ان جرائم الحرب المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني جرائم كثيره وكلها حدثت بسلاح وبغطاء امريكي..امريكا تريد ان يستمر الاحتلال في قتل الشعب الفلسطيني دون ان يكون للاخير الحق لا بالدفاع عن نفسه ولا الحق بتقديم مجرمي الحرب للمحاكم الدوليه.. امريكا تريد القول للشعب الفلسطيني ان كيانها الحليف فوق كل شئ ويحق له ما لا يحق للأخرين بما فيه قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم دون حسيب او رقيب؟!
الغرب وامريكا يزعمون بانهم واحات من الديموقراطيه والعدل وهم الذين يغطون على جرائم قتل اطفال غزه وهدم بيوت وتشريد عشرات الالوف من الفلسطينيين, واذا كانت كل هذه الجرائم ليست جرائم فماهي اذا معايير الجرائم من وجهة نظر امريكا وصنيعتها؟..يزعمون العدل وهم يستعملون هيئة الامم في عملية تكريس اضطهاد الشعب الفلسطيني عبر دعم ومساندة الاحتلال الاسرائيلي..الوقاحه الفاشيه الامريكيه تصوت ضد دولة "فتات" فلسطينيه ولا تريد محاكمة الاحتلال ومجرمي الحرب.. الدوله الفاشيه الامريكيه قسمت فلسطين عام 1947 وشَّر عنة جريمة قتل وتشريد الشعب الفلسطيني عام 1948 وما زالت تشرعن قتل هذا الشعب... الفاشيه الغربيه والامريكيه تحول دون تطبيق اي قرار اممي ينتصر للحق الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا...تهديد امريكا لسلطة اوسلو بقطع المساعدات في اعقاب توقيع الاخيره على المعاهدات الدوليه دليل واضح على ضعف السلطه وعربدة امريكا التي تربط مساعداتها للسلطه بالتغاظي عن جرائم الحرب الاسرائيليه وهي جرائم ابشع من بشعه.. هرولة الكيان الاسرائيلي في اتجاه التحقيق مع ضباط جيشه حول ماجرى في غزه هو دليل على هول الجرائم التي تعتقد إسرائيل أن التحقيقات الداخلية من شأنها أن تخفف الضغط عليها في المحافل الدولية وتحبط خطوات قضائية ضد ضباط الجيش الإسرائيلي...خير الكلام ما قل ودل وهو ان مصدر الخشيه والتوجس من انضمام الفلسطينيين الى محكمة الجرائم الدوليه هو معرفة امريكا بحصول هذه الجرائم بابشع الصور وباعتى الاسلحه الامريكيه الفتاكه ومن بينها الاسلحه الكيماويه والاسلحه المحرمه دوليا لنقول ان عملية ابادة عشرات العائلات الفلسطينيه بالكامل في قطاع غزه جرائم واضحه ولا لبس فيها وما قتل الاطفال الذين يلهون على شاطئ البحر وفي ساحات مدارس" الانروا" الا سوى غيض من فيض جرائم الحرب وعليه ترتب القول باننا نطالب بالعداله لهؤلاء الضحايا من خلال تقديم مجرمي الحرب الاسرائيليين الى العداله..ضباط..طيارين..قيادات ميدانيه من امثال هؤلاء الذين ارتكبوا مجزرة الشجاعيه ومجزرة خزاعه..يجب على الشعب الفلسطيني ومؤسساته ان يبدأوا بتسجيل قوائم مجرمي الحرب اسما اسما وشخصا شخصا من اصغر جندي اسرائيلي وحتى رئيس الوزراء الاسرائيلي..نطالب بالعداله و محاكمة كل مجرم حرب صهيوني على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني دون اي مساومه على هذا الحق الفلسطيني المشروع ليس بمحاكمة مجرمي الحرب فحسب لابل حقه في وطنه فلسطين وحقه في العيش الكريم كبشر وكشعب مثله مثل اي شعب على الكره الارضيه...!!
حالة المساومه بين الصمت على الاحتلال وجرائمه وبين توفير لقمة العيش عبر المساعدات الامريكيه والاسرائيليه وغيرها يجب ان تنتهي بخيار إختيار الشعب الفلسطيني لوطنه مهما كلف هذا من تضحيات.. الذين يذبحون غزه بعد تدميرها قاصدون مع سبق الاصرار على استمرار الحصار والموت الجماعي في قطاع غزه والضفه وكامل فلسطين..الموت اليومي اصعب بكثير من الموت الواحد والاخير.. حالة مساومه : مشروع "انهاء الاحتلال الإسرائيلي" والانضمام للمحكمه الجنائيه الدوليه.....قل وقولوا افرادا وجماعات لا للمساومه على الحق الفلسطيني: اني اخترتك ياوطني:
اني اخترُتك يا وطني
حُبّا وطواعية
إني اخترتك يا وطني
سِراً وعلانية
إني اخترتك يا وطني
فليتنكّر لي زمني
ما دُمْتَ ستذكُرني
يا وطني الرائع يا وطني
دائمُ الخضرة يا قلبي
وإن بان بعَيْنَيَّ الأسى
دائمُ الثورةِ يا قلبي
وإن صارت صباحاتي مَسا
جئتُ في زمن الجزْرِ
جئْتُ في عِزِّ التعَبِ
رشاش عُنفٍ وغضب
*محمود درويش


www.deyaralnagab.com