logo
المرأة تعيد حلقة التوازن للمجتمعات أثناء الأزمات !!
بقلم : شيماء رحومة ... 07.04.2020

*المرأة في أغلب دول العالم تتحمل مسؤولية مضاعفة لحماية أسرتها من الوباء العالمي، وتحاول أن تدير الأزمات الناتجة عن الحجر الصحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية برباطة جأش.
**الناس في السكينة سواء فإن جاءت المحن تباينوا” أثبتت جائحة كورونا أن مقولة ابن خلدون تنطبق على النصف المهمش من المجتمعات بشكل خاص، حيث تجندت النساء في مختلف الدول العربية والغربية بقوة وحزم لحماية أوطانهن وعائلاتهن على حساب راحتهن وصحتهن، رغم نقص تمثيلهن في منصات صنع القرار وغياب قوانين تحميهن من العنف.
“خليك بالبيت” عبارة زينت ملابس وفيديوهات النجمات اللبنانيات والمصريات ومن بينهن نوال الزغبي ونانسي عجرم وميريام فارس وسهير البابلي وغيرهن، ومن تونس قررت الراقصة نرمين صفر على طريقتها الخاصة تشجيع التونسيين على تطبيق الحجر الصحي للتوقي من انتشار فايروس كورونا المستجد، بالترفيه عنهم كل ليلة عبر ما أطلقت عليه تسمية “رقصة كورونا”.
واختارت الباحثة التونسية ألفة يوسف عبر خدمة البث المباشر على فيسبوك، أن تطل على متابعيها يوميا لمساعدتهم على استثمار فترة الحجر الصحي وقدمت جملة من النصائح من بينها كيفية التعامل مع الخوف والتعايش مع الآخر وتنويع النشاطات والابتعاد عن التفكير في كورونا.
وبعيدا عن عالم النجوم والأضواء، فإن المرأة خلال هذا الظرف الصعب الذي تمر به أغلب دول العالم، تعد المصدر الأساسي لحفظ توازن العائلة ومساعدتها على مواجهة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن تفشي هذا المرض.
وتتحمل المرأة في مثل هذه الظروف مسؤولية مضاعفة لحماية أسرتها من الوباء العالمي، وبقطع النظر عن شعورها الداخلي بالخوف من المجهول فإنها ترتدي قناع القوة واللامبالاة حتى تبث الطمأنينة في نفوس من حولها، وتحاول أن تدير الأزمات الناتجة عن الحجر الصحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية برباطة جأش.
وتعتبر هواجس المرأة في هذه المسألة أكثر من الرجل وهذا ما يضاعف متاعبها الجسدية والنفسية، لأنها لا تواجه خوفا على حياتها فحسب بل على حياة أبنائها وزوجها وعائلتها.
ويرى مختصون اجتماعيون أن ذلك عائد إلى أن معظم النساء في العالم العربي نشأن في بيئة تعتبر أن الأنسب للمرأة هو البيت والإنجاب.
وتقول الدكتورة الأردنية أمل لطيف، المختصة في الاستشارات الاجتماعية والأسرية والتربوية، يقع على عاتق المرأة “خلق أجواء صحية في المنزل واستغلال أوقات العزل كوقت ثمين ومسلّ للعائلة”.
وأوضحت لطيف لـ”العرب” أن أولى مسؤوليات المرأة تتمثل في “الحرص الدائم على التعقيم وإعداد الأغذية الصحية والغنية بفيتامين سي لرفع المناعة، وثانيا في عمل برنامج يومي مسلّ للأبناء والعائلة ككل مثل الألعاب الجماعية، والبحث عن أداء هوايات مشتركة كتخصيص ساعتين لمشاهدة فيلم عائلي أو تنمية المهارات والفنون اليدوية، بالإضافة إلى إشراك الأبناء في إعداد الطعام وغيره من النشاطات التي تجعل من أوقات العائلة وقتا ممتعا”.
وأكدت أن “الحفاظ على روتين منوع وجديد هو الأساس في تغيير الإحساس الداخلي بأن الأزمة أجبرت العائلة على عدم الخروج من المنزل، وهو دور تضطلع به المرأة التي تسعى لجعل الحجر الصحي فرصة لقضاء وقت عائلي قيم قد لا يتكرر مرة أخرى”.
لا تقل إسهامات المرأة داخل المستشفيات والأماكن التي تم وضعها على ذمة المصابين أهمية عن مسؤولياتها كربة بيت، فهي أثبتت حضورا كبيرا وبارزا ضمن الطواقم الطبية والصحية.
وبحسب تقرير لهيئة الأمم المتحدة صدر مؤخرا، فإن النساء يشكلن 70 في المئة ممن يعملون في القطاع الصحي والاجتماعي، ويضطلعن بثلاثة أضعاف أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر في المنزل مقارنة بالرجال.
وقالت رقية الشتوي، ممرضة بمستشفى للأمراض الصدرية بتونس، “العاملة بالقطاع الصحي في هذا الوقت بالذات ملزمة بتقديم الكثير من التضحيات على حساب أبنائها وعائلتها وحتى وقتها، وهي لا تمانع في ذلك لأنها أمام تحد كبير أرهق كل العالم”.
وأكدت الممرضة التونسية لـ”العرب” “حماية أرض الوطن واجب مقدس يهون في سبيله كل شيء”، راجية أن يتمكنوا من الانتصار على هذا الوباء.
وتحقق الشتوي التوازن بين عملها وعائلتها مع المخاوف من نقل العدوى لاسيما وأنها أم لأطفال صغار، من خلال حرصها على الفصل بين ما تلبسه في المستشفى الذي تعمل به وبين ملابسها المنزلية، موضحة “أغير ملابسي بمجرد وصولي للمستشفى وأفعل ذات الشيء عندما يحين موعد عودتي للمنزل ولا أرى أبنائي إلا متى ما غيرت ملابسي وأخذت حماما حفاظا على سلامتهم فهم في سن لا تسمح لهم بفهم ما يدور من حولهم ولا يستوعبون عدم تقبيلي لهم وحضنهم كالمعتاد”.
ووفقا لتقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تقع وطأة الأثر الاجتماعي لفايروس كورونا على عاتق النساء بشدة.
وتقول فومزيلي ملامبو – نكوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن “ذلك يضع النساء تحت ضغط كبير؛ فغالبية من يعملون في القطاع الصحي من النساء مما يعرضهن لخطر أكبر. معظمهن أمهات ومقدمات الرعاية لأفراد الأسر فهن يواصلن تحمل عبء الرعاية، الذي هو في الأوقات العادية مرتفع بشكل غير متناسب”.
وجاء في التقرير أن الآثار الاقتصادية لمرض كوفيد – 19 ستلقي بضرر أكبر على عاتق المرأة، حيث تعمل المزيد من النساء في وظائف منخفضة الأجر وغير آمنة وغير رسمية.
وتتزايد التوقعات بأن تؤثر الاضطرابات، بما في ذلك القيود المفروضة على التنقل، على قدرة النساء على كسب الرزق وتلبية احتياجات أسرهن الأساسية.
وتتساءل السياسية البريطانية آمبر رود عما إذا “كانت النساء يشاركن في عملية صنع القرار على نحو ملائم”، قائلة لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إن “الحديث حول أزمة كورونا الحالية لا يأخذ متاعب النساء على محمل الجد”.
وأعربت السياسية البريطانية عن صدمتها من قلة عدد النساء ذوات المناصب العليا المشاركات في الاجتماعات الحكومية، خاصة في بريطانيا، قائلة “أريد أن أرى نساء أكثر بين المشاركين”.
وكتبت آمبر رود على صفحتها على تويتر “من شأن المساواة أن تؤدي إلى قرارات أفضل. لا تبعدوا النساء أثناء الأزمة”.
وأثبتت الدراسات والأبحاث أن الرجال والنساء يختلفون من ناحية صنع القرار، إذ أن المرأة تميل عندما يتعلق الأمر باتخاذ مخاطرة على الصعيد الشخصي إلى الشعور بعظمة هذه المخاطر على نحو أكبر من الرجل.
ومع ذلك يتم تغييب المرأة من مشهد مقاومة هذا الوباء في مواقع صنع القرار التي هي بالأساس مناصب يضطلع بها الرجال.
زينب التوجاني: النساء لسن عبئا على الدولة ولا الأسر، بل هن قلب الرحى وجنديات الحياةزينب التوجاني: النساء لسن عبئا على الدولة ولا الأسر، بل هن قلب الرحى وجنديات الحياة
وفقا لدراسة دنماركية حديثة، فإن المرأة أقدر من الرجل على التعامل مع هذا الظرف الاستثنائي، فهي أقوى منه في تحمل الظروف القاسية والبقاء على قيد الحياة.
وجاء في الدراسة التي أجراها فريق بحث من جامعة في جنوب الدنمارك، أن المرأة استطاعت النجاة من الويلات أزمنة المجاعات والأوبئة لفترة أطول بكثير من الرجل وتفوقت على مر السنين في البقاء على قيد الحياة في أصعب الظروف وأكثرها فتكا بالناس.
ووجد الباحثون أن النساء أكثر قدرة على العيش عمرا أطول من الرجال في ظل أحداث تكون فيها معدلات الوفيات “مرتفعة بشكل غير عادي”، وذلك من خلال مقارنة معدلات بقاء الذكور والإناث على قيد الحياة في معظم الحالات المأساوية.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن النساء أكثر تصميما في الوقت الذي يميل فيه الرجال غالبا إلى التراجع والاستسلام عندما تصبح الأمور صعبة والظروف غير مواتية.
وتعتبر الباحثة التونسية في تحليل الخطاب الديني، زينب التوجاني، أن “المرأة قد برزت فاعلا رئيسيا أيام الحرب على كورونا كما كانت كذلك في الأيام العادية، وأن المرأة تقاتل في أزمنة الحرب والسلم والأوبئة على حدّ السواء”.
وشددت التوجاني في حديثها لـ”العرب” على أن “للنساء في زمن كورونا دورا جوهريا في نشر الأمل ورفع المعنويّات والحفاظ على التوازن النفسي للعائلة والأطفال، وعلى الأزواج تقاسم هذه الأعباء ما داموا في حجر صحي في البيوت معهن”.
وأضافت أن “لهن كذلك دورا لا يقل أهمية في مكافحة الأزمة الاقتصادية التي ستستفحل لمكافحة المرض، وهن في كل الحروب في الصفوف الأولى ونرجو أن يكنّ في أزمنة السلم والصحة والعافية محميات بقوانين تنصفهن وتعطيهن ما هن جديرات به من المساواة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية”.
وقالت إنهن “لسن عبئا على المجتمع ولا الدولة ولا الأسر، بل هن قلب الرحى وجنديات الحياة يصارعن رغم حقوقهن المهضومة وتمييز الثقافة الذكورية ضدهن، إلا أنهن حريصات على القيام بواجب حماية عائلاتهن ومجتمعاتهن إلى الرمق الأخير لمواجهة هذه المحنة بكل عزيمة، إنهن كما يقول الشاعر التونسي الراحل محمد الصغيّر أولاد أحمد ‘نساء ونصف في الحرب والسلم وأزمنة الأوبئة كذلك”.
ولفتت التوجاني إلى أن “النّساء لا يزلن يعملن بالقطاع الفلاحي ليزوّدن البلاد بالحاجيات الأساسيّة، وأنهن لا يزلن يرابطن بالمستشفيات وبالمجال الصحي، لأنهن سواء أكن طبيبات أم ممرضات أم يقدمن الخدمات في المجال الصحي فإنهن متجنّدات في خدمة الشعب ومحاربة الوباء”، مشيرة إلى أن “بعضهن حوامل ومع ذلك يؤدين أعمالهن بالمستشفيات بتفان”.
وضربت 110 نساء مثلا للمثابرة في سبيل سلامة وحماية أبناء الوطن، حيث قررن أن يمضين، إلى جانب أربعين رجلا، الحجر الصحي المفروض على البلاد داخل مصنع يقع بمحافظة القيروان (وسط تونس) لمواصلة إنتاج الكمامات الواقية للأجهزة الطبية التي تستخدم لاحتواء فايروس كورونا.
وتركت النساء سواء كن متزوجات أو عازبات مشاغلهن الأسرية وابتعدن عن منازلهن وعكفن على عملهن رغم شعورهن بالقلق والعزلة، وما يخفف عنهن أنهن يعملن بشركة تعد الأولى في البلاد ومن بين أهم المؤسسات في أفريقيا المتخصصة في صنع الكمامات والألبسة المعقمة ومستلزمات الحماية الصحية الأخرى.
وتعتبر “نصاف بن علية، مديرة المعهد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، نموذجا للمرأة التونسية المحبة والمتقنة لعملها والوفية لوطنها”، كلمات يتم تداولها على نطاق واسع بين نشطاء على موقع فيسبوك، إذ تجنّدت بن علية إلى جانب مترجمة لغة الإشارة شيماء العمدوني، لتطلعا الرأي العام على كل جديد.
حسام الحداد: المرأة المصرية أثبتت حتى الآن أنها تدير الأزمة بكفاءة عالية ومنقطعة النظيرحسام الحداد: المرأة المصرية أثبتت حتى الآن أنها تدير الأزمة بكفاءة عالية ومنقطعة النظير
وحظيت العمدوني أيضا بإشادة عدد كبير من النشطاء لأنها اختارت أن تنقل المعلومة بكل أمانة إلى فاقدي السمع في الندوات الصحافية لوزارة الصحّة.
وهنا يرى الباحث المصري حسام الحداد أنه “في خضم أزمة انتشار فايروس كورونا وحالة الهلع التي يثيرها على الصعيد العالمي، يبدو لافتا ما تقوم به النساء من مواقع مختلفة، سواء بالقطاع الصحي أو من مواقع متقدمة في مؤسسات صنع القرار السياسي”.
وذكر الحداد لـ”العرب” أنه “في ميدان صنع القرار يثير أداء وزيرة الصحة المصرية ردود فعل متباينة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والدولية”، مضيفا أن “إشادات منظمة الصحة العالمية وهي شريك أساسي في مواجهة الفايروس في مصر، تعطي هذه السيدة قدرها”.
وأشاد الباحث المصري بـ”الأدوار الدؤوبة التي تقوم بها كفاءات في القطاع الصحي رغم المشكلات التي يتخبط فيها القطاع بسبب ضعف التجهيزات وهجرة الكفاءات، حيث فقد المجال خلال سنوات قليلة ما يفوق 15 ألف طبيب هاجروا إلى أميركا وكندا وأستراليا وبلدان الخليج، بحسب تصريحات للدكتور رشوان شعبان الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء”.
وقال إنه على “مستوى القطاع الصحي فقد قدمت المرأة المصرية نموذجا مهما في التصدي للفايروس، حيث غالبية جهاز التمريض في المستشفيات العامة والخاصة من النساء الجديرات بالاحترام والتقدير لما بذلنه من مواقف شجاعة في مواجهة كورونا والوقوف حائط صد أمام انتشاره”.
وأضاف “والأهم من كل هذا تحمل المرأة المصرية إدارة الأزمة في المنزل، فهي التي يقع على عاتقها حمل المنزل وإدارة اقتصاديات الأسرة في ظل ظروف قاسية”.
وأكد الحداد في خاتمة حديثه أن المرأة “أثبتت حتى الآن أنها تدير الأزمة بكفاءة عالية ومنقطعة النظير”، مشيرا إلى أن “تقارير الصحة العالمية أظهرت مؤخرا أن أكبر نسبة شفاء من الفايروس حققتها مصر وأعتقد أن هذا النجاح السبب الأصيل فيه هو دور المرأة المصرية التي لا تتوانى في تقديم مجهوداتها للأسرة المصرية سواء كان على مستوى حياتها الشخصية أم على المستوى العام”.
ضغوط نفسية تعيشها المرأة في فترة الوباءضغوط نفسية تعيشها المرأة في فترة الوباء
تشاطر التوجاني الباحث المصري الرأي قائلة “أما النساء الملزمات على البقاء بالبيوت، فإنهن يرافقن عائلاتهن وأطفالهن ويقمن بتأمين سير الحياة داخل الأسر وهن بحاجة إلى مراقبة الدول والمنظمات النسائية لحمايتهن من العنف وتفاقمه، لاسيما خلال الفترة التي سيجبرن خلالها على المكوث في البيوت مع أزواجهن في فضاء مغلق”.
وأعربت الباحثة التونسية عن أملها في أن يكون الحجر الصحي “فرصة للتقارب والمودة والسكينة، على الرغم من أن بعض الأسر قد تعاني فيها النساء من العنف الزوجي بسبب الحجر والبقاء لوقت طويل مع شريك اعتاد تعنيفها في سائر الأيام”.
وكشفت تقارير واردة من بعض المجتمعات التي تتبع الآن استراتيجيات للعزل الذاتي والحجر الصحي، أن خطر العنف الأسري في تزايد.
وصرحت أنيا شتيلر، أخصائية علم نفس ألمانية، بأن تقييدات الخروج من المنزل في ظل انتشار كورونا يمكن أن تؤدي إلى مزيد من العنف داخل الأسر.
وأظهرت آخر الإحصائيات في تونس على سبيل المثال تضاعف نسبة العنف ضدّ النساء بحوالي 5 مرات خلال الأسبوع الأول من الحجر الصحي المنزلي الذي فرضته الحكومة على المواطنين للحدّ من تفشّي كورونا.
وصرحت أسماء السحيري العبيدي، وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ، لوسائل إعلام محليّة، أنّ عدد الإشعارات من النساء اللواتي تعرّضن للعنف على الرقم الأخضر 1899 التابع للوزارة تضاعف بخمس مرّات خلال الفترة الممتدّة بين 23 و27 مارس الماضي مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
وأضافت أن وضعية الحجر الصحي العام وحظر الجولان للتوقّي من الفايروس، تسبّبا في خلق مشكلات بسبب الضغط النفسي داخل العائلة قد تتحوّل في عدد من الحالات إلى عنف مادي ولفظي ضدّ النساء.
ويرى خبراء أردنيون أن أزمة كورونا التي ألقت بظلالها على المجتمعات تخلق حالة نفسية وسلوكية واجتماعية جديدة عليها، وتغيّر من أنماط التفكير الرتيبة على مدى عقود، في ظل إجراءات حظر تجول تهدف لمحاصرة انتشار الفايروس.
وفي فرنسا قامت مجموعة من النساء بإطلاق مبادرة تحت عنوان #نو_توت (نحن كلّنا) للحماية واحتواء الانفجار الأسري بعد قرار الحجر المنزلي الإلزامي.
وتواجه المرأة في العراق إلى جانب المرض الجهل، إذ انتشرت تغريدات غاضبة على تويتر تحت وسم (هاشتاغ) “الوباء_الجهل” تندد بوقوف إحدى العشائر بمدينة النجف في وجه الكوادر الصحية التي حاولت إخضاع ابنتها للحجر الصحي بالمستشفى بعد أن ثبتت إصابتها بالفايروس، وبررت العشيرة رفضها بالخوف على الابنة من الاغتصاب من قبل الطاقم الطبي.
وهذا الرفض لنقل المصابات بكورونا إلى المستشفيات قد ينجر عنه الحكم على النساء العراقيات المريضات، بأن يكون مصيرهن الموت في المنزل، تحت ذريعة الحفاظ على الشرف.

*المصدر : العرب

www.deyaralnagab.com