logo
غضب متصاعد في المغرب بسبب الاعتداء الجنسي على النساء!!
بقلم : الديار ... 03.09.2017

تتواصل حوادث الاعتداءات الجنسية على الفتيات في المغرب، فبعد حادثة ملاحقة فتاة من قبل مجموعة من المراهقين في أحد شوارع طنجة التي هزت الرأي العام في المغرب ونشرت “العرب” تقريرا حولها، هاهي شوارع المغرب تنتفض مجددا بعد نشر فيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر تعرض فتاة معاقة لمحاولة اغتصاب جماعي في حافلة ركاب.
الرباط - أثار اعتداء جنسي جماعي تعرضت له فتاة معاقة ذهنيا في العاصمة الاقتصادية للمغرب صدمة لدى الرأي العام. وكان قد انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب الاثنين شريط فيديو يظهر تحرش مجموعة من المراهقين بفتاة في حافلة ركاب، وهو ما أثار حالة صدمة وغضب في الأوساط الاجتماعية المغربية.
وتظاهر نحو 300 شخص في الدار البيضاء تنديدا بالاعتداء الجنسي الجماعي الذي تعرضت له فتاة في حافلة ركاب الاثنين الماضي. وفي العاصمة المغربية الرباط شارك نحو 200 شخص في تجمع مماثل.
وهتف الحشد الذي تجمع في ساحة مركزية نابضة بالحياة في المدينة “لسنا خائفين! حرروا الأماكن العامة!”. كما هتف المتظاهرون أيضا “القوانين للرجال، والاغتصاب للنساء!”.
وقالت الكاتبة والمخرجة فاطيم العياشي التي كانت بين المتظاهرين “لا أحد يستطيع أن يبقى غير مبال (…) هذا يتعلق بنا جميعا”.
وأضافت “صودف أنه تم تصوير هذه المأساة وسمعنا عنها. لا أجرؤ حتى أن أتخيل عدد المآسي المماثلة التي تحدث كل يوم في الحافلات أو في غيرها من الأماكن العامة. يجب أن يتوقف ذلك”.
وقالت أوم المغنية المغربية الشعبية “أشعر بالقلق لأنه كان يمكن أن أكون أنا تلك الفتاة”. وأضافت “أنا هنا لأقول إننا يجب أن نعلم أولادنا بشكل أفضل”.
واعتبر صلاح العدي الشاعر ورئيس حركة الضمير الذي كان موجودا في الاعتصام أن “هناك خطرا كبيرا اليوم هو الاستخفاف بهذه الجرائم وبالتحرش الجنسي في الأماكن العامة”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى أن تأخذ السلطات الرسمية الأمر على محمل الجد على الصعيد الأمني وعلى صعيد دور المدرسة أيضا”.
وقال مصطفى الرميد وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان إن القانون المغربي “يدين التحرش بالنساء في العمل، ولكن ليس في الأماكن العامة”، مؤكدا أن هناك مشروع قانون “كاملا” لا يزال قيد المناقشة ويتطرق للمرة الأولى إلى التحرش في الأماكن العامة.
وظهرت في شريط فيديو تناولته مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين مجموعة من المراهقين وقد بدا النصف الأعلى من أجسادهم عاريا وهم يتحرشون جنسيا وبشكل عنيف بشابة ويضحكون.
وقام المراهقون بنزع ملابس الفتاة بالقوة ولمس أعضاء جسدها الحساسة مع تصوير ما يجري، وسط موجة من الضحك الهستيري، فيما ظلت الضحية تصرخ من أجل تركها وشأنها، بعد أن باتت نصف عارية وهي تبكي يائسة، بينما أكملت الحافلة طريقها من دون أن يتدخل أي راكب لوقف المعتدين.
وقالت الشرطة المغربية الأربعاء في بيان إن الضحية البالغة من العمر 26 عاما تعاني “اضطرابات نفسية”، مشيرة إلى أنه كانت هناك مذكرة بحث عنها “بطلب من عائلتها بعد أن غادرت في مايو منزلها إلى جهة مجهولة”.
وأكدت الشرطة المغربية أنها عثرت الثلاثاء على الفتاة التي وقعت “ضحية لهذه الجريمة” الجنسية. ومنذ نشر صور هذا الاعتداء دقت العديد من وسائل الإعلام المحلية ناقوس الخطر حول التحرش بالنساء في الشارع، وذلك على خلفية “أزمة قيم” في مجتمع يعيش صراعا بين الحداثة والمحافظة.
وإثر عملية التحرش الأخيرة عنونت الصحافة المغربية “رعب في الدار البيضاء” و”وحوش يرتكبون جريمة بشعة”.
ويشدد الخطاب الرسمي المغربي على أنه بلد للإسلام المتسامح لا يتم فيه إرغام النساء على ارتداء الحجاب، لكن النساء يتعرضن في أحيان كثيرة لشتائم واعتداءات جسدية في الأماكن العامة.
وتفيد الأرقام الرسمية بأن نحو مغربيتين من أصل ثلاث تتعرضان للعنف، والأماكن العامة هي المكان الذي يتعرضن فيه أكثر لاعتداءات ذات طابع جنسي.
ورسم التقرير السنوي الأول للمرصد الوطني للعنف ضد النساء سنة 2015، صورة قاتمة حول وضعية المرأة في المغرب، وما تتعرض له من انتهاكات على مستوى العنف الجسدي والجنسي والاقتصادي، مستندا في ذلك على التحليل الإحصائي للمعطيات المستقاة من خلايا استقبال النساء ضحايا العنف المتواجدة على مستوى محاكم المملكة، والمستشفيات، ومراكز الشرطة، ومراكز الدرك الملكي.
وأشارت المعطيات المسجلة لدى وزارة العدل والحريات إلى أن أشكال العنف الجنسي، كالتحرش اللفظي والجسدي وجرائم الاغتصاب، شكلت فقط 8.6 بالمئة من مجموع قضايا العنف ضد المرأة المسجلة برسم سنتي 2013 و2014، وقد شكل الاغتصاب نسبة 6 بالمئة سنة 2014 مقابل 8 بالمئة سنة 2013 من مجموع قضايا العنف ضد المرأة.
وكشف أنه تم تسجيل 1114 حالة اغتصاب سنة 2015، فيما بلغت حالات الاعتداء على الشرف حوالي 400 حالة، بينما تم تسجيل 24 حالة تهم الاستغلال الجنسي لأهداف ربحية. ونبه إلى أن الاغتصاب ومحاولة الاغتصاب هما الشكلان الأكثر شيوعا للعنف الجنسي بنسبة تفوق 96 بالمئة، بينما تشكل باقي أشكال العنف الأخرى، كالتحرش الجنسي، وخدش الحياء باستعمال العنف، نسبة ضئيلة من الاعتداءات الجنسية.
وقال التقرير إن النساء العازبات هن الأكثر عرضة للاعتداء الجنسي بنسبة 53.6 بالمئة سنة 2014، أي 781 حالة، في حين تعرضت 333 امرأة مطلقة للاعتداء الجنسي، أي بنسبة 22.9 بالمئة.
وبلغ عدد النساء المتزوجات اللواتي تعرضن لاعتداء من هذا النوع 293 حالة بنسبة تزيد عن 20 بالمئة.
وأشار إلى أن الشارع العام يعد من الأماكن التي يمارس فيها العنف الجنسي ضد النساء بشكل كبير، حيث سجل به ما يقارب 66.4 بالمئة من حالات العنف سنة 2014، في حين سجلت نسبة 5.9 بالمئة من الاعتداءات الجنسية في أماكن العمل خلال نفس السنة.


www.deyaralnagab.com