logo
تعدد الزوجات مدخل الخيانة الزوجية و جهنم الأبدية!!
بقلم : عبير سويكت ... 13.08.2017

أعجبني حوار الإمام الحبيب الصادق المهدي و رأيه فيما يخص تعدد الزوجات ، وأنا شخصياً أتفق معه كلياً وليس جزئيا في أن تعدد الزوجات بصفة عامة و الزواج من غير موافقة الزوجة الأولى بصفة خاصة له أضرار و عواقب إجتماعية غير حميدة، و أضرار وسلبيات هذه الظاهرة الإجتماعية أكثر من فوائدها و إيجابياتها، علي سبيل المثال الحبيب الصادق المهدي تطرق لأهم و أخطر نقطة و هي أن تعدد الزوجات أحياناً يتسبب في فتنة النساء في الدين، و شعورهن بالهيمنة الذكورية، و قد يصل بهن الغضب و الشعور بالظلم والاضطهاد إلى مرحلة الكفر و هذه حقيقة و ليس تضخيم أو تفخيم من السيد الإمام لحجم الأزمة، لأن تعدد الزوجات يدخل المرأة في حالة نفسية و معنوية تجعلها تشعر بأن هذا الدين تسبب في ظلمها بإعطاء الرجل هذا الحق و تشعر بعدم العدالة، بالإضافة إلى المأساة التي يدخلها فيها هذا الزواج الأمر الذي قد يؤدي بها إلى حالة اللاوعي التي قد تتسبب في كفرها بهذا الدين أو بصورة أخرى تحميل هذا الدين و قوانينه الإسلامية مسؤلية تعاستها، و نرى بصورة واضحة في الاوساط الاسفرية الأقلام النسائية التي صارت تنتقد بصورة واضحه و صريحة علماء الدين فيما يخص شؤون المرأة و حقوقها من ناحية دينية، إضافة إلى منظمات حقوق المرأة التي كثرت و نشطت في السودان بصورة كبيرة ، و بما أني مهتمة بشؤون المرأة و الطفل و كان لي العديد من المقالات في هذا الشأن أحيي السيد الإمام علي إهتمامه بشؤون المرأة و الطفل، و اجتهاده في البحث عن حلول لمشاكل المرأة باعتبارها العنصر الأساسي و الأهم في أحداث تغيير إجتماعي الذي بدوره يقود إلى التغيير السياسي الديمقراطي المنتظر، فهي عصب الحياة و مخرجة الأجيال التي نعتمد عليها في أحداث العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية و السياسية و الثقافية فالمرأة والأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، إذن الإهتمام بهذا العنصر النسائي المهم جداً و العمل علي تهيئة المناخ المعنوي و الإجتماعي لها بتوفير أقل مقومات الحياة الكريمة في العيش في جوء أسرى خالي من المشاكل و العراك و الاضطراب النفسي الذي من أهم مسبباته تعدد الزوجات الذي يضر بنفسية المرأة، و بالتالي ينعكس على نفسية الأطفال و هكذا تبدأ الحياة الأسرية في التلاشي و التفكك، فتعدد النساء عملية بشعة غير إنسانية و محطمة و مدمرة لكل معاني الحب و الإنسانية الجميلة، فتعدد الزوجات يلقى معاني الزواج السامية التي من أهمها الإخلاص، و الوفاء، و حفظ العشرة، و هو عبارة عن رباط و عقد متين يتعاهد فيه الطرفين علي الحفاظ على هذا الرباط و تخطي جميع المراحل الحلوة و المرة سوياً، و أساس الزواج الطبيعي هو العلاقة العاطفية الإنسانية التي تنشأ و تتوالد بين طرفين فإذا كان الأمر كذلك كيف للرجل أن يجمع بين امرأتين علماً بأن القلب الصادق لا يمكن أن يعشق شخصين في وقت واحد، إذن تزوج الرجل من امرأتين يعني أنه لا يحب أي منهما و أنها مجرد علاقة إعجاب جسماني أو شكلي ينتهي بأن تكون العلاقة بين الطرفين جسدية لا غير فاقدة لكل معاني العاطفة والإنسانية و الحب، و جميع هذه الأشياء لها تأثير خطير علي نفسية المرأة ككيان إنساني بشرى حساس حيث يتوالد شعور بالغضب، و من ثم الشعور بالخيانة العاطفية، و الغدر، و بعد ذلك تبدأ مراحل أخطر و هي الغيرة لأن ليس هنالك شخص على وجه الأرض امرأة كانت أو رجل يحتمل أن يشاركه شخص آخر في الإنسان الذي يحبه فهنالك من يغير حتى من النظرة العابره و من يغير حتى من كلمات المدح أو الإعجاب من قبل الآخرين اتجاه من يحب ناهيك عن أن يشاركه شخص آخر فيه مشاركة كاملة شامله، و من ثم يصبح الرجل فاقد للمصداقية و الشفافية في نظر زوجته الأولى والثانية، و في بعض الأحيان يؤدي تعدد الزوجات إلى توالد روح الكراهية عندما تشعر أحد الزوجات بالإهمال، وأنها صارت عنصر غير مرغوب فيه، و هكذا يصعب على الرجل إقامة العدل بين الزوجات فعلي سبيل المثال أن تمكن الرجل من العدل من ناحية مادية فسيصعب عليه العدل من ناحية عاطفية لأن القلب لا يمكن التحكم فيه حتى علمياً تعرف عضلة القلب بأنها عضلة غير إرادية فالبتالي يصعب التحكم في اختيارات القلب فهو يهوى من يشاء و يصطفي من يشاء، و في بعض الأحيان يكون تعدد الزوجات سبب في لجوء بعض النساء إلى الخيانة الزوجية فعندما تتملك الغيرة بعضهن و يجدن أنفسهن مهمشات في سلة المهملات يلجأن إلى الخيانة الزوجية كوسيلة انتقامية ليشعرن بوجودهن، و بالإهتمام، و العاطفة المفقودة، و مرحلة الخيانة تعتبر من أصعب المراحل و اسواءها لأنها تحطم المرأة أكثر من أن تعمل على تهدئة مشاعر الغضب التي بداخلها لأنها تحاول الهروب من سلة الإهمال الزوجي لتقع في مرارات تأنيب الضمير، و فقدان إحترام الذات لأنها تكون في حياة الرجل الآخر مجرد مرأة متزوجه خائنه، و علاقة سوداء خفية لا ترى النور و لا مستقبل لها ولا أمل أي مجرد علاقة وقتية عابرة، لذلك أن استعصي على المرأة العيش مع الرجل في حالة تعدد الزوجات أنا أعتقد أن الحل الأفضل والأمثل هو الطلاق حماية للمرأة من الوصول إلى هذه المراحل التي لا تحمد عواقبها، والتي صارت شائعة في السودان بصورة كبيرة حتى وإن حاول المجتمع السوداني تغطية السماء بالريش، و إخفاء هذا الجانب المظلم، ولكن أغاني الشباب السودانية تعبر عن هذه المأساة بصورة واضحه فيما يسمى بالأغاني الهابطة و التي هي في الحقيقة ترجمان للمأساة التي يعيشها المجتمع في الخفاء و هنالك العديد من القصص الواقعيه ، ولا تتوقف أضرار تعدد الزوجات عند هذا الحد بل تؤثر في الأبناء بصورة كبيرة، و يكونوا ضحايا لهذا التعدد حيث تتحول حياة الأسرة إلى خلاف دائم
مستمر بين الأبوين، و تظل مشاهد العنف و العراك راسخة في ذهن الأبناء، و يفقد المنزل دفء العاطفة والحب و الكلمة الطيبة بحيث لا يستشعر الأطفال هذا الأحاسيس الجميلة في العلاقة التي تجمع بين الأبوين، ولا يلمسونها علي أرض الواقع، وفي بعض الأحيان يتسبب ذلك في تركيبة الأبناء النفسية فمنهم من قد يفقد الثقه في العلاقات العاطفية و الزوجية و يبغضها، و منهم من قد يعزف عن الزواج بسبب تشوه صورة الزواج في مخيلته، و هنالك الكثير من الأضرار و السلبيات التي يصعب تعدادها و ذكرها في مقال واحد لذلك نكتفي بهذا القدر من التوضيح لسلبيات تعدد الزوجات و أضراره، و ندعو إلى توعية الرجل السوداني و تثقيفه، ولفت نظره إلى عواقب تعدد الزوجات، و أثاره السالبة علي المرأة و الطفل والأسرة و من ثم علي المجتمع بأكمله ، و نتمنى أن تستمر مجهودات السيد الإمام الصادق المهدي في هذا النطاق لأن الحبيب يعتبر حالة نادرة من السياسيين السودانيين الذين اهتموا بتنمية المجتمع و تنشئته و تطويره بالاجتهاد والتحديث الفكري والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة المورثه، فالسيد الصادق المهدي يعتبر من السياسيين و المفكرين و من الرجال السودانيين الذين اهتموا بشأن المرأة و الطفل بشكل خاص وألف كتب في هذه القضايا ، وذلك ليس بأمر سهل لكن بما أن المهدي رجل يتمتع بعمق إنساني كبير و قدره هائلة علي الشعور بمعاناة من حوله فهكذا تمكن بإحساسه المرهف الإنساني أن يتعمق في عالم المرأة و يغوص فيه بعمق ليستشعر ألامها و معاناتها و يعمل جاهداً على إيجاد حل لمشاكلها محاولا بقدر الإمكان حماية الكائن النسائي الضعيف الحساس المرهف باعتبارها من الشرائح الاجتماعية التي تتعرض لكثير من الانتهاكات اللانسانية و نتمنى أن لا يكمل السيد الحبيب الصادق المهدي المسيرة لوحده في هذا الشأن بل نأمل في أن تكون هنالك صحوه رجالية لنعمل سوياً علي الحفاظ على المجتمع السوداني سليم معافى بحماية هذه الشرائح الضعيفه والعمل على تصحيح جميع المفاهيم الخاطئة من أجل أن ننعم بمجتمع سليم معافي من مختلف مهددات النسيج الاجتماعي .

*ناشطة سياسية و كاتبة صحفية..المصدر : مركز مساواة المرأه

www.deyaralnagab.com