logo
كيف تنظر في عيني امرأة خذلتها !!
بقلم : رابعة الختام  ... 09.11.2015

الحماة المصرية وأخت الزوج لهما من الشهرة الواسعة في الكيد لزوجة الابن ما جعلها مادة خصبة للدراما والكوميديا، ولكن الواقع دائماً ما يهزم الخيال في كيد الحموات.
المرأة دائما ما تبحث عن كرامتها في عيني حبيبها أو زوجها في مواقفهما الحياتية خاصة في تعامله معها أمام أهله وفي ردود أفعاله تجاه تعامل أهله معها، ليس حساسية ولا عناد أو حرب أنداد ولكن لسبب أو لآخر فإن حفاظ الرجل على كرامة حبيبته أو زوجته هي بوصلتها الخاصة لمعرفة اتجاه مشاعره، ومؤشرها لقياس درجة حبه لها أو مدى رغبته في استمرارها بمكانة رفيعة في حياته وليس فقط اعتياد أو قسمة ونصيب.
شابة في منتصف العشرينات تحمل على كتفها طفلة رضيعة لم تكمل عامها الأول بعد، وزواج لم يتجاوز جسر الصعوبات بخطوة واحدة، وحياة بدأت ثم إنتهت بسرعة الهدم، وتلونت بلون الكره وطعم الحسرة والمرارة.
هي تريد أن تعيش حياة هادئة مستقرة تنعم فيها بحب واحترام زوجها وهو أيضاً يتمنى ذلك ولكنه لا يملك القدرة على الفصل بين ذاته وذات زوجته، وكيفية حبه لأمه وأخته وتعاطيه مع هذا الحب والفارق بينه وبين حبه ورعايته لزوجته.
لم يدرك أن الخط الفاصل بين العناد والكرامة شعرة دقيقة، وأن حفاظه على كيان زوجته لا يعني بالضرورة فقدانه لحب أمه، وكرامة زوجته لا تعني إلا قمة الحفاظ على مشاعرها واكتساب ثقتها واحترامها له.
ولكن الأم التي اعتادت أن تتملك أبناءها وأرضعتهم الخضوع لها، بالتبعية أرادت التحكم في حياة الزوجة الشابة كونها زوجة ابنها، اعتقدت أن عقد الزواج يعني صك تملك، وبداية فرض أوامر متناسية أن الشابة قد تفعل بالحب مالا تفعله بالحرب.
بدأت حرب الندية في حياة سمر الزوجة الشابة منذ الأسبوع الأول لزواجها فقد بدأت “حماتها” أي والدة زوجها في طلبات غريبة وأوامر لا محل لها من الأعراب ولا تعني إلا حرب “فرض السيطرة” التي بدأتها الحماة مبكراً متكئة على حب ابنها المدلل لها واعتياده على إرضائها بأي وسيلة دون النظر لحقوق الزوجة التي تبحث عن هدوء واستقرار وحضن أمّ في منزلة أمّها. ولكن للأسف لم تجد غير سراب يشبه ماء الصحراء.
تفهمت الزوجة أن زوجها الشاب شديد التعلق بوالدته، يدين لها بالكثير من الحب والولاء. حاولت استمالة الأمّ تجاهها وتحويل بوصلتها نحوها في تحد للاحتواء علها تحقق المعادلة الصعبة، وبالفعل استطاعت أن تكسب قلب الأمّ بل وتتربع على عرشه بطيبة وعفوية وعطاء.
لكن حين جاء دور أخت الزوج في معركة التملك وحرب الأنداد لم يكن الأمر على نفس القدر من الاستيعاب والتفهم، فقد كانت المرأة الأربعينية المعتادة على التحكم في الأخ الأصغر والمتسلطة عليه حتى في اختيار ملابسه ولون حائط غرفة نومه لا تملك سماحة قبول الآخر، ولا القدرة على تقبل كون أخيها له أسرة على رأسها امرأة هي الملكة المتوجة على عرشها، وليست متاعا تملكه أخت الزوج، ولا يمكنها التصرف في حياتها أو اتخاذ قراراتها المصيرية دون الرجوع لها.
سمر التي لا تملك سلاحاً غير الحب تشهره في وجه أي بوادر لكراهية أو نفور، تعرضت لمشاجرة لا تعرف لها مبررا من الأربعينية المتسلطة وقذائف “حريمي” لا تملك لها صداً، والعجيب أن هذا كله حدث على مرأى ومسمع من الزوج الذي لم يحرك ساكناً، ولم ينبس بكلمة تغلق فم أخته مبتلعة ما تكيله للزوجة التي تنظر له كونه سندها والحائط المنيع الذي تستند إليه من غدر الزمن، ولكنه خذلها ورمى بنظرته على أرض فسيحة لم تستجب لتوسله بابتلاعه في تلك اللحظة التي فقد فيها القدرة على النظر في عيني امرأة خذلها.
الحماة المصرية وأخت الزوج لهما من الشهرة الواسعة في الكيد لزوجة الابن ما جعلها مادة خصبة للدراما والكوميديا، ولكن الواقع دائماً ما يهزم الخيال في كيد الحموات.

المصدر : العرب

www.deyaralnagab.com