logo
منطقة صناعية عسكرية... تهجير واقتلاع في النقب!!
بقلم : رأفت أبو عايش ... 11.12.2018

يستيقظ المواطنون العرب في النقب، جنوبي البلاد، يوميا على أخبار هدم البيوت ومخططات التهجير التي تحيكها وتنفذها السلطات الإسرائيلية، بهدف طمس الهوية العربية للمنطقة وتهويدها.
ويرى الكثيرون أن مخطط المنطقة الصناعية العسكرية "رمات بيكاع" معركة أكبر وأخطر تهدف تهجير العرب وليس الهدف المعلن " الصناعات العسكرية"، وأنه استمرار واضح لمخطط "برافر" الاقتلاعي، حيث ذكرت المناطق المخططة مصادرتها في مخطط "رمات بيكاع" ضمن مخطط "برافر" الاقتلاعي سابقا.
مخطط المنطقة الصناعية العسكرية "رمات بيكاع"
وأثير الجدل في الأيام الأخيرة في شبكة التواصل الاجتماعي، بعد وضوح إخفاء ما يسمى "سلطة تطوير وتوطين البدو" اعتراضات أهالي القرى العربية المتضررة من مخطط المنطقة الصناعية العسكرية "رمات بيكاع"، وعدم إعطائهم الفرصة في اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء لطرح انتقاداتهم بشكل كامل، وتوجيه هيئات التخطيط الأخرى ضدهم.
*المخطط
نتج مخطط المنطقة الصناعية العسكرية "رمات بيكاع" من صفقة عقارية إسرائيلية هدفت لنسخ منشآت عسكرية وصناعية تحوي مصانع للمعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي ومصانع كيماوية تتبع للصناعات العسكرية الإسرائيلية من منطقة البلدة الاستيطانية "رمات هشارون" المقامة على أراضي قرية أبو كشك المهجرة وتحويل المنطقة الحالية في حيز "رمات هشارون" إلى 35 ألف وحدة سكنية.
ويهدف المخطط لمصادرة 980 دونما مُعدة للبناء، وتقع المنطقة المخططة وسط منطقة التقاء عدة قرى مسلوبة الاعتراف وقرى عربية معترف بها مثل عرعرة النقب وأبو قرينات التي جرى الاعتراف بها بعد العام 2000 وهي المتضرر الأكبر من مصادرة هذه الأراضي.
وتمت المصادقة على الخطة النهائية للمخطط خلال الأشهر الأخيرة من قبل المجلس الوزاري الأمني المصغر ولجنة وزارية مصغرة، وأعلن عن بداية العمل لنقل المنشآت العسكرية والمصانع الكيماوية مع بدء العام 2021 دون الأخذ بعين الاعتبار دعاوى المُلكية على أي من المساحات المصادرة والمدعومة بوثائق ومستندات وكواشين "الطابو" الكامل للعديد من المتضررين بحجة الحاجة العسكرية للأرض!
*اعتراضات السكان
تستميت ما يسمى بـ"سلطة تطوير وتوطين البدو" في دفعها لمخطط "رمات بيكاع" أكثر من رغبة الجيش ومؤسسات التخطيط الأخرى، وبحسب مصادر لـ"عرب 48" يظهر ممثلو السلطة في الجلسات بأنهم الأكثر رغبة في إتمام "رمات بيكاع" ومصادرة الأرض العربية.
وقال رئيس اللجنة المحلية في قرية وادي النعم، نجيب أبو بنية، لـ"عرب 48" إن "ما يسمى بـ“سلطة تطوير وتوطين البدو“ تقف في وجه أي توجه يسعى للحفاظ على أرض العرب في النقب، وتمارس الضغط على كل الهيئات الإسرائيلية الأخرى التي قد تميل لطلبات السكان العرب. وخلال إحدى الجلسات المختصة في اعتراضات السكان، وافق الجيش الإسرائيلي على تحديد مسطح مخطط „رمات بيكاع“ وعدم تجاوز منطقة شارع 6 المخططة، لكن السلطة المذكورة رفضت وتماهى الجيش مع طلبات السلطة".
نجيب أبو بنية
وأضاف أن "أكثر من ألفي متضرر في قرية وادي النعم لوحدها من جرائم هدم منازل واقتلاع وتهجير ووضع شروط وقيود على البناء الجديد بسبب المخطط، ولا تنوي السلطات طرح بديل لهم رغم كل التوجهات والمعركة القضائية، وتتنكر بـ“سلطة تطوير وتوطين البدو“ لمطالبنا بشكل مستمر".
وختم أبو بنية بالقول إن "السلطة تحاول التهرب من تنفيذ مخطط قرية وادي النعم بشكل مستمر رغم تحصيل الأهالي للاعتراف بعد معركة قضائية طويلة، وحسب أرقام السلطة ستحتاج القرية إلى أكثر من 20 عامًا لإنجاز مخطط وادي النعم، وبالتالي ليس هنالك أي حل لمن تسلب أرضه في هذه المرحة".
*خطر على الوجود العربي
وقال رئيس اللجنة المحلية في قرية صواوين، خالد الصلعان، لـ"عرب 48" إن "أهالي قرية صواوين من المتضررين الأساسيين بسبب مخطط „رمات بيكاع“. نشعر بخطر جدي على وجودنا وحياة أبنائنا، في البداية تخطيط منطقة الصناعات العسكرية الذي يضم بداخله مناطق للتدريب العسكري الإسرائيلي، والذي نراه اليوم بشكل كبير في تدريبات الجيش بين بيوتنا وفي أرضنا. الجيش يقوم بإطلاق النار وتفجير المتفجرات وقد تستيقظ بشكل مفاجئ على اهتزاز البيوت ودوي انفجار لا تعلم من أين أتى، وعليه فالخوف على أبنائنا من مخلفات الجيش أمر واقع، ونحن لا ننسى ما سببته مخلفات الجيش في قرى مثل الزرنوق سابقا".
وأضاف أن "مخطط شارع 6 الذي يعتبر جزءا من مخطط „رمات بيكاع" بفصل مرافق بلدة صواوين مسلوبة الاعتراف عن بعضها البعض، ويقع شارع 6 حسب تخطيط السلطات في قلب صواوين ويقوم بمحو „الشق- ديوان العائلة“ وملعب الأطفال الذي بناه السكان بمبادرة ذاتية، كما يهدد العديد من البيوت التي لا يملك سكانها بديلا آخر".
*مصادرة أراضي العرب
وقال الناشط وابن قرية أبو قرينات المتضررة الأولى من مخطط "رمات بيكاع"، راتب أبو قرينات، لـ"عرب 48"، إن "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء ناقشت المخطط المذكور، وظهرت بوضوح عدة نقاط خطيرة أولها أنه خلال الجلسة خصصت اللجنة 3 ساعات لطرح المخطط عليها وأقل من 40 دقيقة لعشرات المعترضين للرد عليه. وجرت الموافقة على المخطط من قبل اللجنة، ولم تعترض على الترحيل".
منطقة صناعية عسكرية جديدة تهدد حياة العرب بالنقب
يحاول مخطط منطقة "رمات بيكاع" الصناعية العسكرية السيطرة على 980.000 متر مربع مسطح وجاهز للبناء، وتقع المنطقة المخططة في قلب التقاء عدة قرى مسلوبة الاعتراف وتجمعات عربية معترف بها مثل بلدة عرعرة النقب وبلدة أبو قرينات التي جرى الاعتراف بها
وأضاف أن "كل ما طرحته السلطة كان مجرد حلول غير مناسبة منها ترحيل 5 آلاف عربي من أهالي قرية وادي النعم إلى قرية جديدة، وترحيل أهالي أبو قرينات المتضررين إلى داخل المسطح المخطط للقرية الأمر الذي سينتج ازدحامًا سكانيا هائلا. وما يسمى بـ“سلطة تطوير وتوطين البدو“ قدمت ردها للجنة اللوائية في الإعلام وليس في أوراق قضائية ورسمية، وأغلب الظن أن اعتراضاتنا سوف يتم رفضها ونستشف هذا الأمر من رد السلطة. وأعتقد أن التنفيذ الفعلي للمخطط قد بدأ وبهذا سيصادر المخطط 70 ألف دونم من المواطنين العرب".
وختم أبو قرينات بالقول: "تضررت شخصيا بشكل مباشر من هذا المخطط، إلى جانب سكان أبو قرينات، ونحو ألف عائلة مهددة اليوم بهدم منازلها وتهجيرها أو التضييق عليها. وللأسف لا وجود لأفق حقيقي ينهي معاناتنا من ممارسات العنصرية والتمييز والتهجير".

المصدر : عرب 48

www.deyaralnagab.com