logo
الأسيرة شاتيلا أبو عيادة.. البدوية الثائرة، رفضت تحويل القضية للحصول على حكم مخفف!!
بقلم : الديار ... 16.09.2017

عندما أصدرت محكمة الاحتلال على الأسيرة شاتيلا أبو عيادة (24 عامًا) من كفر قاسم حكماً بالسجن لـ 16 عامًا، نصحها البعض أن تحول خلفية قضيتها إلى مدنية حتى تحصل على تخفيض الحكم بموجب قرار شليش فرفضت، وقالت للنيابة ولمن نصحوها بذلك: "أنتم سبب ما نحن فيه من ويلات، نحن خرجنا في سبيل الله لندافع عن أنفسنا ضد ظلم الاحتلال".
خارطة العمل الفدائي الفلسطيني توزعت على طول الوطن، وشملت كل فسفيسائه ومكوناته، على طريق الإثخان في العدو، والرد على جرائمه، ومراكمة المغالبة والمقاومة حتى التحرير، وعلى هذا الطريق سارت شاتيلا أبو عيادة، الفتاة الفلسطينية الحرة بامتياز.
فتاة طموحة
شاتيلا ولدت في أسرة بدوية تسكن بلدة كفر قاسم؛ التي هي إحدى قرى المثلث، نشأت وترعرعت في بيت محافظ.
كانت شاتيلا منذ نعومة أظافرها مجتهدة وخلوقة وطموحة، تعمل وتدرس وتجتهد، فإن أصابت فلها أجر الإصابة والاجتهاد، وإن أخطأت فلها أجر الاجتهاد.
انطلقت شاتيلا في تاريخ (3-4-2016) إلى المنطقة الصناعية في رأس العين في منطقة المثلث داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وأشهرت سكينا وسط مكان مكتظ، وطعنت مستوطنة في يدها اليسرى، وتجمهر على الفتاة الثائرة عشرات المستوطنين، وحاولوا دهسها عدة مرات إلا أنها كانت تلاحقهم بسكينها فيهربون، وبعد لحظات هاجمها عدد كبير من شرطة الاحتلال وجنود من حرس الحدود حتى تمكنوا من السيطرة عليها.
والدتها أم موسى قالت إنها تفتخر بابنتها، لأنها تدرك تماما أن عقلية شاتيلا وتفكيرها وثقافتها عالية جدا، وهي مكافحة منذ نعومة أظفارها، وتعتمد كليا على نفسها من حيث التعليم بالرغم من أنها الفتاة المدللة، وهي آخر العنقود، وتحظى باحترام كبير بين أسرتها.
وقبل لحظات من تنفيذ شاتيلا للعملية، لم يشعر بها أي فرد من أفراد عائلتها، ولم يدركوا أن شاتيلا فقط كانت تتمنى الشهادة، وتخطط لها.
شاتيلا (24 عامًا)، وضعت كوبا من الزعتر المغلي أمام شقيقها وأخرجت كيس لحمة من الثلاجة، ووضعته على طاولة المطبخ من أجل إعداد الطعام، واستأذنت شقيقها خمس دقائق على أمل أن تعود لتجهيز طعام الغداء.
الانتقام لعائلة دوابشة
لم تعد شاتيلا إلى المنزل، بل نقلت إلى أقبية التحقيق فورا حيث مكثت بالتحقيق 30 يومًا متواصلة، ولم تعلم أسرتها بما حدث إلا بعد انتشار خبر العملية.
وبعد خروج شاتيلا من التحقيق، نقلت إلى سجن "هشارون" في "تل أبيب"، حيث روت لأسرتها مرارة الاعتقال والتحقيق المتواصل خلال زيارة ذويها لها.
وتقول أم موسى والدة شاتيلا إن ابنتها نفذت العملية بعد أن أدركت أن الاحتلال يعذب الفلسطينيين وينتقص من كرامتهم، في حين قالت شاتيلا للمحققين إنها نفذت العملية انتقاما لعائلة دوابشة وأبو خضير، ولشقيقها موسى الذي تعرض للاعتداء من مجموعة من المستوطنين، وفي نفس المكان، ووثق الاعتداء بالكاميرات.
وقد وقعت الحادثة قبل عام ونصف من اعتقال شاتيلا؛ ولكن شرطة الاحتلال لم تحقق ولم تهتم لما جرى، بالرغم من إصابة شقيقها موسى بعدة طعنات في الفخذ كادت أن تودي بحياته.
وفي المحكمة المركزية في مدينة اللد حوكمت شاتيلا، وصدر بحقها حكم بالسجن 16 عاما، وغرامة مالية مقدارها 100 ألف شيقل، وقد وجهت لها المحكمة عدة تهم، من بينها تصنيع عبوات ناسفة، ومحاولة زرعها في مناطق ومحلات تجارية صهيونية، وقد اتهمتها بمحاولة القتل 8 مرات، إلا أنها خفضت إلى واحدة.
شاتيلا هي الأسيرة الوحيدة في سجون الاحتلال التي تنحدر من أصل بدوي من مناطق فلسطين المحتلة عام 48، وتأمل عائلتها أن تخرج ضمن صفقة مشرفة يدرج فيها أسماء الأسرى والأسيرات من فلسطين المحتلة عام 48، خلافا لما حصل في صفقة وفاء الأحرار التي استثنى الاحتلال منها الأسيرة لينا الجربوني التي تنحدر من قرية أم البطوف.
رفض تحويل القضية
ومن المواقف البطولية التي عرفت عن شاتيلا، أنها رفضت الدخول إلى جلسات التحقيق وإلى المحكمة بدون حجاب بعد أن مزق الاحتلال حجابها، بل لفت جسدها ورأسها بورق التواليت وبما تبقى من ملابسها، ودخلت المحكمة وهي ترفع أصبعها السبابة.
كما رفضت أن تتحول قضيتها من أمنية الى مدنية للحصول على حكم مخفف بحسب قانون شليش، وقالت إنها فعلت ذلك لقناعتها أن الفلسطينيين شعب مظلوم ومقهور.
وتقضى شاتيلا عامها الثاني في الاعتقال، وتقول فيما نقل عنها إن قضيتها تعد فنجان قهوة في أعمار الشعوب والقضايا، وتأمل أن تكمل دراستها من داخل السجن، وقد التحقت بالجامعة خارج السجن، وهي في السنة الثانية.
وتحظى شاتيلا باحترام كبير بين الأسيرات، وهي متفوقة في حفظ القرآن الكريم.
ويوجد في سجن "هشارون" أسيرة ثانية من فلسطين المحتلة عام 48 هي الأسيرة صابرين زبيدات، وهي أم لطفلين، ومحكومة أربع سنوات أمضت منها عامين.

*مركز اسرى فلسطين للدراسات

www.deyaralnagab.com