logo
1 2 3 4961
صحافة : إيكونوميست: في “قاهرة السيسي”… شبكات الشوارع السريعة “قبيحة” تقتل التراث وتزيد التلوث
09.10.2020

تنشغل الحكومة المصرية بمشاريع كبيرة تشمل فتح طرق سريعة منها جسر جديد في الجيزة قرب القاهرة. وهو شيء كما تقول مجلة “إيكونوميست” باد للعيان، خاصة أن الطريق يمر قريبا من بنايات سكنية قال أحد سكانها لصحيفة محلية إنه يستطيع الوصول إليه من شرفة شقته ويدعو المارين بسياراتهم عليه للتوقف وشرب الشاي معه.
لكن الطريق ليس فقط محلا للسخرية بقدر ما هو رمز عن عدم كفاءة الحكومة التي تقوم بتطبيق خطة تنمية وطنية. وتعلق المجلة أن حجم بناء الطرق السريعة التي تربط المدن الجديدة والمخطط لها ضخم جدا.
وفي آب/ أغسطس، قال وزير النقل كامل الوزير، إن 130 مليار جنيه مصري (8.3 مليار دولار أمريكي) خصصت لاستكمال ألف جسر ونفق بحلول 2024 (وهناك 600 منها استكمل).
والهدف هو مضاعفة المساحة الحضرية المصرية في الـ30 عاما المقبلة. ويريد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجنرال السابق، استكمال المشاريع وبسرعة.
ويعيش ثلث سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة في القاهرة، العاصمة العتيقة. وتقول المجلة إن الكثير من المصريين يدعمون الجهود. فشوارع القاهرة معروفة بازدحامها. وجزء من الخطة هو تحويل مسار حركة السير باتجاه العاصمة الجديدة اللامعة التي تبعد 45 كيلو مترا شرقي العاصمة الحالية.
ومع استكمال الشوارع الجديدة، فحركة السير من النواحي وهوامش العاصمة لم تكن سريعة مثل اليوم. فالطرق التي بنيت هي الشيء الوحيد النادر والملموس عن تحسن نوعية الحياة للمصريين في عهد السيسي.
ولكن المشكلة هي أن البناء للطرق والجسور لم يخطط له بشكل جيد. فالجسور والجسور العلوية تثير القذى في العين لقبحها. فسكان حي هوليوبوليس الراقي نسبيا، يندبون خسارة مئات الأشجار التي اقتلعت. فيما تمت تسوية الحدائق العامة والساحات التي التهمتها الطرق الجديدة مع الأرصفة لفتح المجال أمام السيارات.
وتعرض عشرات المشاة للدهس من السيارات بعد افتتاح شارع جديد، مما اضطر الحكومة لوضع الجنود ومساعدة المارة على عبور الطريق.
كما تهدد عملية البناء الواسعة للطرق والجسور تراث مصر. فواحد من الشوارع السريعة المخطط لها سيقطع من وسط مدينة الموتى، وهي منطقة قديمة وضعتها اليونسكو على قائمة الأماكن التراثية العالمية، وبدأت الجرافات بالحفر في الجزء الحديث منها.
وفي مناطق أخرى، تم حفر طريقين سريعين عبر هضبة الجيزة قرب الأهرامات. ويخشى علماء المصريات من ضياع ثروات قديمة تحت الإسمنت (وتم التخلي عن خطة مماثلة في الجيزة في تسعينات القرن الماضي بعد عملية احتجاج واسعة).
ويشتكي السكان من أن الحكومة لم تستشرهم ولا يسمح لهم بالاحتجاج.
ويقول خبراء التطوير الحضري، إن خطط التطوير غير صحيحة. ويشيرون إلى مدن أخرى مثل باريس وسيؤول التي تحولت إلى صديقة للبيئة ويمكن السير فيها.
وقال المعماري البريطاني نورمان فوستر في ندوة بالقاهرة: “علينا التساؤل عن قيام جزء من العالم ببناء شبكة ضخمة من الشوارع فيما تعلمت المناطق الأخرى الدروس”.


www.deyaralnagab.com