logo
1 2 3 47294
الخليل:الشيخ سليمان الهذالين .. أيقونة بدوية في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه!!
09.08.2020

كتب جهاد القواسمي- كبر سن الشيخ سليمان عيد الهذالين، من خربة أم الخير البدوية شرق يطا، جنوب الخليل، لم يمنعه من اعتلاء مقدمة جيب عسكري تابع للاحتلال، رافعا صوته بالتكبيرات، إثر محاولة الاحتلال مصادرة مركبات بحجة أنها غير قانونية، واستطاع إرجاعها، ليتحول الى أيقونة وأسطورة بدوية في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.
*يقف متحديا ..
أخذ السبعيني الشيخ "أبو عادل"، الذي بدأت مأساته وعشيرته منذ عام 1980م، بإقامة نقطة تدريب عسكرية بمحاذاة أرضهم ومساكنهم، التي لا يفصلها عن مستوطنة كرمئيل، التي بناها الاحتلال فيما بعد لتحول حياتهم الى جحيم، سوى سياج من الاسلاك الشائكة، ولتظهر عنصرية الاحتلال ومستوطنيه وفرق الحياة بين حياة مترفة يتوفر فيها كل الكماليات، وحياة البدو الفلسطينيين، الذين كأنهم يعيشون الحياة البدائية التي تفتقد لأدني مقومات الحياة، ويلاحقونهم على ما تبقى من أراضيهم، أخذ على عاتقه التصدي بجسده لكل عملية اقتحام متحديا آليات الاحتلال ومستوطنيه، بعد رحيل مؤسس التجمع السكاني الشيخ عيد الهذالين عام 2002م، الذي اوصى بأن يدفن في الأرض نفسها قبالة المستوطنة، حتى باتت صورته متكئا عصاه الخشبية، حاضرة في وجه جنود الاحتلال ومستوطنيه، رافضا حصارهم واقتحاماتهم وهدمهم وإخطاراتهم.
*لن نتهجر ..
ويؤكد الشيخ سليمان، أن عشيرته الهذالين، من عرب الجهالين، التي هجرت من موطنها الاصلي في بئر السبع عام 1948م، لتتشت وتأتي الى أم الخير، لامتلاك والده قطعه أرض منذ عام 1956م، وتحط رحاله وليواصل مهنته في تربية الماعز والابل، أنه لن يتهجر مرتين، وسيقف وعشيرته متحدين مخططات الاحتلال الرامية الى طرد سكان خربته، ويقف بوجه التوسع الاستيطاني وما يتبعه من مشاريع زراعية حديثة، ويبقى صامدا بالعيش بالخيم المتناثرة والمهدومة والمخطرة بالهدم، وأكل عليها الدهر ورمم بعضها الآخر، وليشهد أول عملية هدم لخربته التي تعرضت للهدم أكثر من 15 مرة، عام 1997م، ويبقى من ذلك الوقت في حالة تأهب وترقب خشية تحرك آليات الاحتلال وتنفيذ هدم جديد، غير آبه للعقاب بالضرب او الاعتقال، مشيرا أنه لا يشعر بالراحة الا يوم السبت من كل أسبوع، وهو يوم الاجازة الاسبوعية للاحتلال، الذين احيانا يكسرون القاعدة، مؤكدا أن ذلك لا يزيده الا صمودا وثباتا.
*مأساة مستمرة ..
ويوجه الشيخ سليمان، والذي هو أب وجد لأكثر من ثلاثين فردا، وتعج خيمته المتواضعة، بالضيوف المتضامنين والصحفيين، ليحدثهم عن مأساته المستمرة، ويسمعهم معاناته من الاحتلال ومستوطنيه، ومنعهم من بناء البيوت وإنشاء البنية التحتية، وعمليات الاقتحام والهدم وكل صنوف الاعتداءات، وتجريف المحمية الطبيعية الخاصة بتجمعهم، واقتلاع الاشجار، وتدمير طابونه الذي وجد قبل قدوم الاحتلال، حتى منعه من دخول القدس والصلاة في المسجد الاقصى، وفي كل محاولاته الدخول يتم إعادته من الحواجز العسكرية لانه "مخرب" حسب تصنيف الاحتلال. مشكلة حقيقية في تمدد عائلته، الذين يصرون على البقاء حوله رغم ضيق المكان بعد زواجهم وتكاثرهم الطبيعي، فيضطر لتقسيم الخيام القائمة بينهم، مشيرا أن قساوة الاحتلال ومستوطنيه، وصعوبة ايجاد قوت يومه من بقايا قطيع الاغنام الذي كان يتجاوز الف رأس في عهد والده لتقلص اليوم بسبب تضييق الاحتلال للمراعي، سيبقى شوكة في حلق الاحتلال ومستوطنيه، حتى الرمق والنفس الاخير في حياته.
*تغييب الوعي ..
ويخشى الشيخ الهذالين، أكثر ما يخشاه، تغييب الوعي الفلسطيني على المدى البعيد بعد استحداث قرية بالاسم نفسه (أم الخير) إلى الشرق قليلا، وبالتالي حصر السكان في القرية المستحدثة وإفساح المجال لتوسيع المستوطنة على حساب أراضيهم.
*المصدر : صحيفة القدس


www.deyaralnagab.com