logo
1 2 3 47239
غزة العزة : «مخيمات العودة»: الأفراح تطيب الجراح والنقطة الطبية تجمع المسعفين عز وهديل في «القفص الذهبي»!!
09.05.2018

ن بين ثنايا الموت والدماء وأدوات القمع والقتل الإسرائيلي، اطلقت نساء فلسطينيات الزغاريد من أحد «خيام العودة» المقامة على حدود قطاع غزة، ابتهاجا بزفاف عروسين تعارفا بحكم عملهما الإنساني في تلك المنطقة الساخنة بالأحداث، معلنين عن بداية تكوين أسرة جديدة، من خيمة المسعفين.قصة الزواج هذه التي تخص المسعفين هديل النجار وعز الرقب ، لم تكن قصة من تلك التي وردت في روايات الأدب العالمي، أو حتى عملا دراميا ، هذه الحكاية كانت قصة حقيقية أبطالها لا يزالون يمارسون عملهم الإنساني في إسعاف مصابي فعاليات «مسيرة العودة» التي تشهدها الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. فبحكم عمل العروسين هديل وعز في النقطة الطبية شرق المدينة، حيث يقام هناك أحد «مخيمات العودة الخمسة»، جرى التعارف الأول، على وقع إطلاق النار من قبل جنود القناصة الإسرائيليين، حيث كان الشابان من طلائع المسعفين الذين انخرطوا في العمل الميداني الخاص بإسعاف الجرحى في تلك المنطقة التي شهدت سقوط المئات، ومنهم شبان وأطفال ونساء.وبسبب تعارف العروسين الجدد في تلك المنطقة التي تضم خياما عدة، يتردد عليها أناس كثر، ومن بينها «خيمة الخدمة الطبية»، أصرا على أن يكون عقد القران في مكان اللقاء الأول. فهناك حضر «المأذون الشرعي» في خيمة جهزت لعقد القران، زينت بباقات الورود الحمراء، ووضعت في صدارة الخيمة لافتة كبيرة وضعتها عائلة العريس بحكم العادات والتقاليد ترحب الضيوف، فيما توسطت مقاعد العروسين جمعا من الحضور والأقارب، كان أبرزهم شاب أصيب خلال أحداث المواجهات، ظهرت الضمادات الطبية على يده.وبدا المشهد أكثر جمالا حين صفق الحضور وعلت زغاريد النساء، بعد سماع كلمة «موافقة» من العروس، في ردها على سؤال «المأذون الشرعي»، «أتوافقين على عز زوجا لك».وفي الخيمة ذاتها تبادل العروسان وضع «خاتم الخطوبة»، وقد بدا الابتهاج على وجهي العروسين.وتقول العروس هديل التي وصلت للعمل كمتطوعة في فرق الإسعاف، وهي خريجة قسم التمريض، إنها وصلت في اليوم الأول للأحداث لتقديم الإسعاف للجرحى، لتتعرف بعد ثلاثة أيام على العريس، وقد امتدحت عريسها كثيرا بوصفه بـ «الطيب».أما العريس عز، فقد أشار إلى أن جرأتها وتفانيها في العمل في أرض الميدان في عمليات إسعاف الجرحى، كان أكثر شيء لفت انتباهه إليها.ويقول عز إنه أصر على عقد قرانه في مخيم العودة، لإرسال رسالة للاحتلال، بأن الفعاليات التي تشهدها المخيمات سلمية، وأن الدليل على ذلك هو عقد القران، داعيا باقي شباب غزة المقبلين على الزواج لعقد قرانهم في تلك الأماكن.وقد شهد حفل عقد القران، الذي أقيم قبل أيام قليلة، قيام رفاقهم في الوحدة الطبية وجمع من الأقارب بأداء «زفة العريس» على أرض المخيم.والجدير بالذكر أن الكثير من فرق الإسعاف العاملة في «مخيمات العودة» تعرضت لاستهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال، خلال القيام بمهامها في إسعاف الجرحى، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجراح وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، غير أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة عملهم.وسجل في «مخيمات العودة»، إقامة العديد من احتفالات «زفة العريس»، التي تقام قبل ساعات من زفاف العروسين في إحدى قاعات الإفراح، وكذلك «حفل الشباب» الذي يقام قبل يوم من حفل الزفاف، وبات وصول موكب زفة العريس لأرض المخيمات تقليدا يحافظ الكثير من العرسان على تأديته بدلا من الذهاب كما في الوقت السابق لمنطقة البحر لالتقاط الصور التذكارية.وكانت عائلة الشاب بصير البرش، من شمال قطاع غزة، أقامت في «مخيم العودة»، الواقع شرق بلدة جباليا، حفل إشهار نجلها، بحضور عدد كبير من الأقارب والأصدقاء، وهي احتفالات كانت تقام بالعادة في صالات أفراح خاصة.وسجل إلى جانب الأفراح، إقامة العديد من حفلات التراث الشعبي «الدبكة» و»الدحية»، إضافة إلى تحضير أكلات شعبية من قبل نساء حضرن خصيصا لتجهيز الأطعمة كـ «المفتول» و»السماقية» و»خبز الصاج».وتقام كل هذه الفعاليات الشعبية وحفلات الأفراح على مرمى جنود الاحتلال، الذين يتحصنون وراء كثبان رملية وأبراج عسكرية، ويحملون بأيديهم بنادق قنص أودت طلقاتها النارية التي تصوب بعناية ودقة، إلى استشهاد 50 مواطنا، وإصابة أكثر من سبعة آلاف.!!


www.deyaralnagab.com