logo
1 2 3 41120
تونس تجسد التقارب المغاربي على صهوات الخيول !!
26.07.2018

مهرجان بوحجلة للفروسية يتضمن في دورته الحالية عروضا تتنوّع بين سباق الخيُول والرماية ببنادق الصيد ومعرضا للأكلات الشعبية وعروضا فلكلورية ومنتديات ثقافية.
القيروان (تونس) - دخل الفارس لسعد الصويعي، لحظات قبل الموعد الحاسم، إلى إسطبل الخيول بمنطقة بوحجلة من محافظة القيروان (وسط تونس)، يتأمل فرسه ثم سحبها من بين الخيول لتمشي بينها كأنها ملكة.
وربت الصويعي على ناصيتها بلمسات الثقة والأمل، ثم رافقها إلى الخارج للالتحاق بسباق مهرجان الفروسية المغاربي، الذي تشارك فيه خيول من تونس والدول المغاربية؛ الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا.
وتتضمن الدورة الـ25 لمهرجان بوحجلة للفروسية، الذّي انطلق الأحد الماضي تحت شعار “الثقافة بوابة التنمية”، عروضا تتنوّع بين سباق الخيُول والرماية ببنادق الصيد ومعرضا للأكلات الشعبية وعروضا فلكلورية ومنتديات ثقافية ومسابقة لأجمل فرس.
وتهز الخيول -أثناء الاستعراض- برؤوسها وتتراقص على أنغام الموسيقى الشعبية، وكأنها ترد على تحية الجماهير، في صفين طويلين قبالة المنصة الرسمية.
وقدّم فرسان ومجموعات فلكلورية من طبرق اللّيبيّة عرضا فلكلوريا، كما قدمت جمعية الشباب للتراث والفلكلور (إميكراس) القادمة من ولاية غرداية خصوصيات وعادات الجنوب الجزائري (أمازيغ)، ما مثّل فرصة للتقارب الثقافي بين دول المغرب العربي.
وحازت الفرس زعفرانة (11 عاما) على الجائزة الأولى في مسابقة أجمل فرس من أصل عربي، في مسابقة أول أيام المهرجان.
ورث الصويعي، صاحب زعفرانة، عشق الفروسية عن والده أحمد الصويعي، وهو أحد “فرسان جلاص” (قبيلة عريقة في القيروان)، وقد نال جوائز وتكريمات محلية ودولية.
ويزهو الصويعي الابن بسيرتي والده وجده، ويؤكد حرصه على توريث عشق الفروسية وتربية الخيول لأولاده والمحافظة على تسمية “فرسان جلاص الأشاوس”، بفضل شراستهم في قتال المستعمر الفرنسي على ظهور الخيول بشجاعة وبراعة. وقال “أحافظ على سلالة الخيول العربية التي ورثتها وأعمل على توريث هذه التقاليد لأولادي”.
ويحافظ عدد من مربي الخيول في القيروان على سلالة الخيول البربرية الضخمة القوية التي تتلاءم مع صعوبة تضاريس بلدان المغرب العربي ومنها تونس.
ويتناقل الفرسان روايات عن دور الخيول في الفتوحات.
وأفاد محمد بن علي بن فرحات عطي، مربي خيول من بوحجلة، فازت فرسه البربرية في مسابقة أجمل فرس ولدت من أصل بربري خلَال المهرجان، “أعشق تربية الجواد البربري رغْم أنه لا يلقى الحظ نفسه مقارنة بالخيُول العربيّة”.
وقال طارق بوجلبان، المدير المحلي للثقافة بالقيروان، إن “مهرجان الفروسية مناسبة ثقافية وسياحية تجسد البعد المغاربي على أمل تحقيق البعد الدولي”.


www.deyaralnagab.com