logo
1 2 3 41120
أم الخمسة أطفال تعلم الصغار الكاراتيه في فلسطين!!
17.11.2017

فلسطينية من نوع آخر عشقت الرياضة وفن الرسم منذ صغرها، وأحبت لعبة الكاراتيه وانتسبت إليها واجتهدت لتتقدم وتحصل من خلالها على مراكز عالية، لم يعِقها الزواج عن إكمال مسيرتها الرياضية وتحقيق حلمها فأصبحت المدربة الوحيدة في مدينتها دون أن يشغلها ذلك عن واجباتها المهنية أو العائلية.
سلفيت (الضفة الغربية) - استطاعت الفلسطينية سماح شاهين (38عاما)، من مدينة سلفيت، وسط الضفة الغربية المحتلة، تخطي الحواجز والتقاليد المجتمعية، حتى باتت مدربة لرياضة الكاراتيه.
ورغم ما تعانيه الرياضة النسائية الفلسطينية من تهميش وتضييق، تسعى رياضيات فلسطينيات إلى كسر الحواجز، لإثبات الذات في ميدان الرياضة والمجتمع.
وسجلت الفلسطينيات حضورهن في كرة السلة وفي سباق السيارات، وفي الفنون الدفاعية خاصة في الكاراتيه، وفي ألعاب القوى، وفي الشطرنج، وحتى في كرة القدم. شاهين الحاصلة على الحزام الأسود “4 دان”، تدرب نحو 40 فتاة من أعمار متفاوتة، يتعلمن عن طريقها فن الدفاع عن النفس.
وبدأت سماح الحاصلة تعلم فنون الكاراتيه عندما كانت تبلغ 15 عاما، ففي الإجازة الصيفية سنة 1993، وعندما كانت مقيمة مع أهلها في دبي استهوتها لعبة الكاراتيه، ورأت في نفسها أنها يمكن أن تكون متميزة، وهذا ما رأته أيضا مدربتها الخاصة، التي حوّلتها إلى لاعبة متمرسة ثم مدربة يشار إليها بالبنان، وأخيرا هي الآن أول مدربة كاراتيه في محافظتها سلفيت رغم أنها ليست المدربة الأولى في فلسطين.
تقول شاهين عن بدايتها في تعلم الكاراتيه، إن تخوف العائلة من تأثير لعبة الكاراتيه لأخذها حيزا كبيرا من الوقت والجهد على حساب متابعة دراستها كان سببا لرفض أفراد العائلة متابعة رياضتها المفضلة، وأيضا لسبب بعد موقع التدريب عن منطقة سكنها، لكن بإصرار المدربة وإبراز محاسن وفوائد اللعبة على زيادة التركيز وسرعة الفهم والحفظ، وأن هذه اللعبة ستحسن من أداء ابنتهم وليس العكس، بدأ الأهل يتقبلون ويشجعون سماح على ممارسة الرياضة، واستمر التواصل بين المدربة والأم.
وبعد تدرجها في الحصول على أحزمة اللعبة، عادت إلى فلسطين لتواصل دراستها الجامعية وهناك تزوجت واستقرت.
سنة 2013، عادت سماح لخوض البطولات في جامعة النجاح وحصلت على الميدالية الفضية، وعلى الدان 4 من مدربها عمر اشتية، وهي شهادة معترف بها دوليا، وبقيت إلى الآن تمارس الكاراتيه، وهي الأولى والوحيدة في منطقة سلفيت، تدرب الذكور حتى عمر 12 سنة والإناث بجميع مراحل العمر.
تقول، “الكاراتيه هي لعبة الروح تعطي اللياقة والذكاء وتغذي الروح وهي طريقة للدفاع عن النفس عند الحاجة”، لذلك تشجع الفتيات على ممارستها.
وشاركت شاهين في العديد من البطولات الفلسطينية والعربية، وحصلت على عدد من الميداليات كان آخرها العام الماضي، حيث حصلت على الميدالية الفضية في بطولة الجامعات الفلسطينية التي نُظمت بجامعة النجاح الوطنية في نابلس شمالي الضفة.
وتعمل شاهين مدرّسة لمادة الفنون الجميلة في وزارة التربية والتعليم، وفي ذات الوقت، تعمل مدربة كاراتيه منذ خمس سنوات.
وتطمح شاهين إلى تكوين ناد للكاراتيه في مدينتها، وتشكيل فريق للفتيات يمثّل فلسطين في البطولات العربية والدولية.
والمدربة شاهين، أم لخمسة أبناء، جميعهم يتقنون اللعبة، فإلى جوارها في النادي ابنتها البكر، شيماء (13عاما)، والحاصلة على الحزام الأخضر.
وعن فكرة تدريب الفتيات على اللعبة، تقول شاهين، “في البداية لم يتقبل المجتمع الفكرة، ولكن يوما بعد يوم كبر العدد، واليوم لديّ عدد كبير من الفتيات يتدربن على اللعبة، ويطمحن إلى الاستمرار والحصول على مراكز متقدمة والمشاركة في بطولات دولية”.
وتعد سلفيت (شمال)، أصغر مدينة فلسطينية بالضفة الغربية، ويبلغ تعداد سكانها نحو 10 آلاف نسمة بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، ويمتاز مجتمعها بالطابع الريفي المحافظ.
وقالت شاهين، “الكاراتيه ليست لعبة مقتصرة على الذكور”، مضيفة، “ينقصنا الكثير، إذ نقوم بتدريب الفتيات في مركز غير مؤهل لهذه اللعبة، لكن نطمح إلى تطويره وبناء مركز متخصص”.
واستطاعت شاهين، حسب قولها التوفيق بين عملها مدرسة في سلك التعليم وبين واجباتها الأسرية وتدريبها للعبة، بدعم من عائلتها، مؤكدة أن “الدعم الأسري هو مفتاح النجاح”. بالإضافة إلى الحفاظ على الصحة البدنية واللياقة العالية، تستخدم الكاراتيه في الدفاع عن النفس في حال التعرض للأزمات، وترى أن الكاراتيه، ليست مجرد “رياضة للدفاع عن النفس فقط”، لكنها تمنح اللاعب “الثقة بالنفس، وقوة الشخصية”.
بدورها، تعبر شيماء شاهين (13عاما)، ابنة المدربة، عن شغفها بـالكاراتيه، قائلة “أنا سعيدة لكون والدتي مدربة كاراتيه، وأنا وأشقائي نسير على ذات الخطى”.
وتضيف، “أطمح في المدى القريب إلى أن أمثّل فلسطين في بطولات عربية ودولية.. هناك تشجيع من المحيط، ونظرة احترام من الناس”.
من جانبها، تقول المتدربة، بانا سائد (12عاما) إنها تشعر بالسعادة من خلال التدرب على الكاراتيه، على يد مدربتها شاهين، بعد أن أنهت حصة تدريبية، “أشعر بالفخر، أنا قادرة على أن أكون أنا بشخصيتي”.
أما ملاك ماهر، (14عاما)، فترى أنها “كوّنت شخصيتها التي أرادتها من خلال تعلم هذه اللعبة”، مضيفة، “أشعر بثقة في النفس وعزتها، وبتّ قادرة على فعل كل شيء دون مساعدة”.
ودعت ماهر، الفتيات إلى تعلم هذه الرياضة، لما لها من أهمية في “صقل شخصية الفتاة ولياقتها البدنية والذهنية”.


www.deyaralnagab.com