logo
الكرامه.. الاردن : تاريخ مشرف : معركة الكرامة...49 عاما على النصر العربي الفلسطيني الأردني المشترك!!
21.03.2017

تصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ49 لمعركة الكرامة، التي امتزجت بها دماء الشعبين الفلسطيني والأردني، لتسطر أول انتصار عربي على دولة الاحتلال الاسرائيلي، بعد تسعة أشهر على هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران عام 1967.وبدأ القتال في 21 آذار عام 1968، عندما حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن من عدة محاور، إلا أن الجيش الأردني بالاشتراك مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان قرية الكرامة ومنطقتها، تصدوا لهم في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة أجبرت إسرائيل على الانسحاب الكامل من أرض المعركة."القدس" دوت كوم تحدثت مع الخبير العسكري واصف عريقات، والذي كان آنذاك ضابطا في سلاح المدفعية بالجيش الأردني، وشارك في المعركة منذ بدايتها وحتى النهاية، حيث أشرف على قصف القوات الإسرائيلية المتقدمة باتجاه بلدة الكرامة، والشونة الجنوبية. يقول عريقات: إن مؤشرات ومعلومات عديدة دلت بأن الجيش الإسرائيلي يحشد قوات كبيرة من أجل الاعتداء على غور الأردن، والقضاء على قواعد الفدائيين المتمركزين هناك، وكانت المعلومات تشير إلى احتمال وقوع عدوان قريب جدا على المنطقة. ويواصل عريقات حديثه قائلا: إن الجيش الإسرائيلي أعد قوات كبيرة من المشاة والدبابات والمدرعات والمدفعية وسلاح الجو من أجل المعركة التي كان يعتقد أنها ستكون نزهة لجنوده المنتشين بانتصارهم في حرب حزيران 1967، لكن ما حدث لهم كان عكس المتوقع تماما". يضيف عريقات قائلا" إن جنود وضباط سلاح المدفعية الأردني وبالتنسيق مع الفدائيين كانوا يراقبون القوات الإسرائيلية المتقدمة، ثم بدأت المدفعية الأردنية المتمركزة على مرتفعات السلط الغربية، بعمل سدود نارية لحماية جنود الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين المتواجدين في بلدة الكرامة والشونة الجنوبية، وكان لدينا بنك أهداف يتضمن كل المواقع التي تقدمت منها القوات الغازية، وبدأنا بقصف عنيف معاكس بالمدفعية الثقيلة عيار 155 ملم على مرابض المدفعية الإسرائيلية، كما قصفنا المناطق الاستراتيجية التي بنتها إسرائيل من أجل عبور نهر الأردن للضفة الشرقية، وهي الجسور الثابتة والمتحركة التي نصبها جيش الاحتلال على النهر". ويتابع عريقات مستذكرا اللحظات الملحمية في تلك المعركة التي سطر فيها الفدائيون رغم ضعف امكاناتهم وتسليحهم مع اخوانهم من جنود الجيش العربي الأردني أروع صور الشجاعة والبطولة والاقدام، يقول "بعد أن استشهد ضابط الملاحظة الأمامي النقيب خضر شكري من الكرك، استلمت مهام العمل مكانه في مرتفعات السلط الغربية، وكنت أراقب التقدم الإسرائيلي من غربي النهر إلى شرقيه، ثم قمت بتغطية المنطقة من الكرامة وحتى الشونة الجنوبية بالقصف المدفعي الثقيل على أرتال الدبابات والآليات الإسرائيلية المتقدمة والتي وصلت لحدود الشونة الجنوبية، حيث تصدى لها الفدائيون بكل براعة وبطولة، ونجحنا معا في تدمير العديد منها، وأوقفنا تقدمها، كما قصفنا بالمدفعية مواقع إنزال الجنود المظليين الإسرائيليين وقتلنا العديد منهم". ورغم غياب غرفة عمليات مشتركة بين الفدائيين والجيش الأردني آنذاك، إلا أن التنسيق بينهم كان قائما، وساهم في صد العدوان، وإجبار إسرائيل على طلب وقف إطلاق النار للمرة الأولى في حروبها مع العرب. سجلت معركة الكرامة أول انتصار للإرادة الأردنية الفلسطينية المشتركة، وكان التنسيق بين المقاومة والجيش الأردني فاتحة للتعاون بينها وبين الجيوش العربية فيما بعد، كما أنها أعادت الروح والإيمان للعرب بإمكانية النصر على العدو الذي هزمهم قبل تلك المعركة بأشهر قليلة. كانت معركة الكرامة نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة فتح خاصة، والمقاومة الفلسطينية عامة، وتجلى ذلك في سيل طلبات التطوع في المقاومة سيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية، والتظاهرات الكبرى التي قوبل بها الشهداء في المدن العربية التي دفنوا فيها، والاهتمام المتزايد من الصحافة الأجنبية بالمقاومة الفلسطينية، ما شجع بعض الشبان الأجانب على التطوع في صفوف المقاومة الفلسطينية.وحول خسائر المعركة، فقد ارتقى 17 شهيدا من الجانب الفلسطيني، و20 من الجانب الأردني و65 جريحا بينهم عدد من الضباط، ودمرت 10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعان، فيما قتل 70 إسرائيليا وأكثر من 100 جريح، ودمرت 45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات...المصدر: القدس دوت كوم!!


www.deyaralnagab.com