logo
دمشق..سوريا : تشكيل "درع الجزيره" يعد بمثابة إعلان قطيعة بين نظام الأسد والأكراد !!
25.06.2015

وجه النظام السوري عبر البيان التأسيسي لتشكيل “لواء درع الجزيرة” في محافظة الحسكة الحدودية مع كل من العراق وتركيا رسائل عدة للداخل كما الخارج.ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد دعا البيان شيوخ القبائل العربية (سنية) إلى “التدقيق في الانتهاكات التي تتعرض لها الشريحة العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية”.وكانت مصادر تحدثت في وقت سابق عن محاولات كردية لتهجير العرب من المناطق التي يسيطرون عليها، وهو الوتر الذي يحاول النظام اللعب عليه للتصدي لتغول الأكراد من جهة وكسب العشائر السنية من جهة أخرى.وأضاف البيان أن “الجزيرة السورية جزء لا يتجزأ من سوريا ومن غير المسموح لأي جهة استغلال الظروف الاستثنائية الذي يمر به الوطن من أجل تنفيذ أي أجندة انفصالية أو فدرالية تحت أي عنوان كالديمقراطية وتآخي الشعوب لأننا شعب واحد وسنواجه بقوة وبكل الأسلحة المتاحة والكبيرة والمتعددة أي محاولات عبثية بمصير الجزيرة السورية”.ودعا البيان شيوخ القبائل العربية في الجزيرة السورية إلى الإسراع في تجهيز خطة ميدانية شاملة تحسباً لأي تطورات يمكن أن تمس الوجود العربي في أرضه التاريخية وذلك بالتنسيق المباشر مع الدولة التي نرفض أن تحل محلها أي سلطة أو إدارة أخرى من شأنها أن تعطي مؤشرات عنصرية مكسوفة ومخيفة.ويشكل البيان الذي وقعت عليه عشائر موالية للنظام في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا تطورا لافتا في سوريا يعكس تخوف الأسد من تغول وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، وهو الذي عمل خلال السنتين الأولتين من عمر الصراع على تقوية عودهم لمؤازرته في مواجهته مع المعارضة.وتشهد العلاقة بين الأكراد والنظام السوري خلال الأشهر الأخيرة توترا كبيرا، كان آخرها اتهام الأخير للوحدات الكردية بتهاونها في دعم قواته خلال تقدم داعش صوب الجزء الذي يسيطر عليه من مدينة الحسكة، والذي كاد أن يفقده.وقد حصلت على مر الأيام الماضية مناوشات بالأسلحة بين قوات الأسد والوحدات في أكثر من منطقة ما جعل مراقبين يقولون إن العلاقة بين الجانبين دخلت مرحلة القطيعة.ويرى الأسد أن الأكراد قد خذلوه في الحرب، وسط عدة مؤشرات تقول أنهم انقلبوا عليه، خاصة وأن ما تحكم الأكراد هي الحسابات السياسية والميدانية، والتي تجعلهم في موقع أفضل لتحقيق “حلم الدولة الكردية”.نقطة ثانية تجعل النظام يبدو حانقا على الأكراد، وهو أن قوات الأخيرة بات ينظر إليها على أنها الوحيدة القادرة على دحر تنظيم داعش، وهو الذي لطالما حاول التسويق أن دونه لن تنجح الحرب على التنظيم المتطرف.والعلاقة بين الأكراد والنظام شهدت منعرجا حاسما منذ 2014 وتحديدا في معركة عين العرب أو كوباني بالكردية التي هاجمها تنظيم داعش في 16 سبتمبر الماضي وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل أن يدخل المدينة في الثالث من أكتوبر.وقد شهدت معارك عين العرب أول تدخل للمعارضة في القتال إلى جانب القوات الكردية المدعومة جوا من قوات التحالف الدولي، في ما بقي النظام، يراقب الأحداث من على الربوة، الأمر الذي أثار آنذاك غضب الأقلية الكردية التي رأت أنه تخاذل في حمايتها.وتقاتل اليوم قوات من الجيش الحر في محافظة الحسكة وعدد من المناطق والقرى بالقرب من الرقة إلى جانب الأكراد.ولا يستبعد مراقبون في أن تكون إيران أيضا من تقف خلف إعلان تشكيل ميليشيا “درع الجزيرة” في الحسكة لمواجهة الوحدات الكردية خاصة وأنها معنية هي الأخرى بالدرجة الأساس بما يحققه الأكراد في الشمال، كما هو الشأن بالنسبة إلى تركيا التي تتوجس مما يحدث بهذا الشطر السوري لأنه سيرتد عليها بصفة مباشرة.وتحتل محافظة الحسكة أو كما يطلق عليها “الجزيرة” موقعا استراتيجيا فهي تحد الموصل وإقليم كردستان من جهة العراق وتركيا (جنوب شرق).ولئن تضمن إعلان درع الجزيرة” تحذيرا للأكراد يقرب وفق “المتابعين إلى “إعلان حرب”، فقد حمل أيضا بين طياته مساع للنظام للتقرب من العشائر السنية عبر بعض المشايخ الذين يدينون له بالولاء.ولوحظ خلال الفترة الأخيرة أن مسؤولي النظام يركزون على تحسين هذه العلاقة من خلال الاجتماعات المكثفة التي عقدت في العاصمة دمشق والتي انبثق عنها قرار عدد من المشايخ رفض دعوة الأردن بتسليح العشائر.وكان ملك الأردن عبدالله الثاني قد دعا، منذ فترة إلى دعم العشائر في سوريا مع التركيز على القاطنين في الجنوب لمحاربة الإرهاب.ويخشى الأسد من أن يكون الأمر موجه ضده، خاصة وأنه يعتبر أن عمان أحد الداعمين الرئيسيين لفكرة الإطاحة به!!


www.deyaralnagab.com