logo
بيروت..لبنان:مؤتمر الدعم الدوليّ للبنان: تعهّدات بتقديم 370 مليون دولار!!
05.08.2021

تعهّدت الدول المشاركة في مؤتمر الدعم الدولي، الذي نظمته الأمم المتحدة وفرنسا عبر الإنترنت، الأربعاء، بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، داعية إلى تشكيل حكومة تنكبّ على "إنقاذ" البلاد من مأزقها الراهن.والمؤتمر، الذي شارك فيه ممثلون عن أربعين دولة ومنظمة دولية، وخُصص لتقديم مساعدات إنسانية للبنان، هو الثالث منذ انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من آب/ أغسطس 2020، الذي نتج عن تخزين كميات من مادة نيترات الأمونيوم من دون اجراءات وقائية، وتسبّب بمقتل 214 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وخلف الانفجار أضرارا هائلة في المرفأ ومحيطه وعدد من أحياء العاصمة.وتخطّت قيمة المساعدات التي تعهد المؤتمرون بتقديمها الأربعاء والبالغة 370 مليون دولار قيمة الاحتياجات التي كانت الأمم المتحدة قد حددتها بـ 350 مليون دولار، في مجالات المواد الغذائية والصحة والتعليم وتنقية المياه، في وقت تتراجع فيه قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الأساسية.وكرر المشاركون في المؤتمر دعوة القادة اللبنانيين إلى تشكيل حكومة، تنكبّ على إجراء إصلاحات بنيوية، يشترطها المجتمع الدولي منذ عام مقابل تقديم دعم مادي، لوضع حدّ لانهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في كلمته إن باريس ستخصص في الأشهر المقبلة 100 مليون يورو دعما مباشرا للشعب اللبناني.وأوضح أن هذه المساعدات تتوزع في قطاعات التعليم والتربية والدعم الغذائي والصحي، مع تقديم 500 ألف جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا، خلال آب/ أغسطس الجاري، إضافة إلى المساهمة في إعادة إعمار مرفأ بيروت.وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة بـ100 مليون دولار، تضاف إلى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن كمساعدات إنسانية خلال السنوات الماضية".ودعا بايدن إلى تشكيل حكومة لبنانية بشكل سريع للعمل على وضع البلاد على طريق النهوض.ومنذ أيام، يعمل رئيس الوزراء المكلف، نجيب ميقاتي، على تشكيل حكومة جديدة، بعد أن حالت خلافات بين القوى السياسية دون تأليف حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، والتي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر، إن الأزمة الاقتصادية في لبنان تتفاقم بفعل الفراغ السياسي الذي يعيشه البلد. ودعا السيسي إلى ملء هذا الفراغ، "لمنع دخول لبنان في دوامة سيقع فيها الجميع".فيما قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إن بلاده بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي، للاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، بحسب بيان الرئاسة.وأضاف أن "إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني، ضرورة ملحة، ولبنان الذي يضع في قمة أولوياته تأهيل وتطوير هذا المرفق، يرحب بأي جهد دولي في هذا الإطار".وعبر الاتصال المرئي، أكد وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، في المؤتمر "محافظة المملكة على مساهماتها المستمرة في إعادة إعمار لبنان وتنميته".وأوضح أن "لبنان يواجه صعوبات في تشكيل حكومة فاعلة، وأن إصرار حزب الله على فرض هيمنته على الدولة اللبنانية هو السبب الرئيسي لمشاكل لبنان"، وعادة ما ينفى الحزب ذلك.وجدد تأكيد الرياض على أن أي مساعدة تقدم إلى الحكومة اللبنانية الحالية أو المستقبلية تعتمد على قيامها بإصلاحات جادة وملموسة، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وتجنب أي آلية تمكن الفاسدين من السيطرة على مصير لبنان.وقال وزير خارجية السعودية: "يقلقنا أن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت لم تسفر بعد عن أي نتائج ملموسة".وأعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس بدوره عن التزامات تصل إلى 40 مليون يورو، بما في ذلك للاجئين السوريين، بعد 24 مليون يورو قدمتها بلاده العام الماضي.وتعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم 5,5 مليون يورو من أجل التصدي لوباء كوفيد-19.وتذهب المساعدات مباشرة إلى السكان عبر منظمات المجتمع المدني برعاية الأمم المتحدة، من دون المرور بقنوات أو مؤسسات رسمية، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وللحؤول دون شبهات فساد، تلاحق أداء الطبقة السياسية، التي يحمل اللبنانيون عليها فشلها في إدارة أزمات البلاد المتلاحقة.وأعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا خلال المؤتمر، أن لبنان سيستفيد من 860 مليون دولار من مخصّصات حقوق السحب الخاصة التي ستُمنح للدول الأعضاء، داعية إلى استخدامها "بطريقة مسؤولة وحكيمة".!!


www.deyaralnagab.com