logo
بغداد..العراق : أطفال «الدولة» يخلّفون انقساماً بين الإيزيديين: رفضٌ مجتمعي وأمهات يتمسكن بصغارهن!!
23.09.2020

تجري مجموعة من النساء الإيزيديات اللواتي هربن من قبضة «الدولة الإسلامية» منذ عدّة أيام جولة في العاصمة العراقية بغداد، للقاء الرئاسات الثلاث والمسؤولين العراقيين، بهدف تشريع قانون يضمن حقوقهن، جراء ما تعرضن له من ممارسات إجرامية على يد التنظيم.وأعلن النائب عن المكون الإيزيدي صائب خدر، تفاصيل اللقاءات التي أجرتها الناجيات مع الرئاسات العراقية، مشيرا إلى أن الناجيات يحثن البرلمان العراقي على تشريع قانونهن.وقال في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان بحضور عدد من النساء الإيزيديات، إن «سلسلة من اللقاءات أجريت من قبل الناجيات حول جملة من القضايا التي تخص الناجيات وضحايا الإيزيديين».ولفت إلى أن «الناجيات أجرين مجموعة من اللقاءات لحث الكتل لتشريع قانون الناجيات الإيزيديات» موضحا أن «هناك أكثر من ثلاثة ألف ناج وناجية لم يستلموا أي حقوق».
وشدد على «ضرورة أن تكون هناك محاسبة لمرتكبي الجريمة والقصاص منهم وتعويض عوائل الضحايا» داعيا مجلس النواب إلى «حسم تشريع قانون الناجيات بشكل سريع وتنفيذ الوعود التي قطعها السياسيون للناجيات».وكان عدد من الناجيات الإيزيديات أجرين لقاءات مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيسي الوزراء مصطفى الكاظمي، والبرلمان محمد الحلبوسي، وتركزت اللقاءات على تشريع قانون الناجيات الإيزيديات المرسل من رئاسة الجمهورية إلى البرلمان.ونفذ تنظيم «الدولة الإسلامية» جرائم قتل جماعية طالت كبار السن والشباب من أبناء المكون الإيزيدي، عندما اجتاح قضاء سنجار غربي الموصل، مركز نينوى شمالي العراق في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014 واختطف أكثر من 5 آلاف شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والفتيات اللواتي اقتدن سبايا وجاريات للاستعباد الجنسي والتجارة في أسواق للنخاسة افتتح بعضها داخل الأراضي السورية.وأكد مكتب إنقاذ المختطفات والمختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، أن العدد الكلي للمختطفين والمختطفات الذين لم يتم تحريرهم حتى الآن بلغ 2887 من بينهم 1308 أنثى، و1579 من الذكور.تخلصت منه، لأنه من أب مغتصب ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية وأم إيزيدية تعرضت للاغتصاب من قبل 5 أشخاص على مدار ست سنوات متتالية دون أن يعرف من هو والده الحقيقي» هكذا تسرد الناجية الإيزيدية سوزان سمو (19 عاما) قصتها بعد تحريرها من إحدى العائلات التابعة لأحد أمراء تنظيم «الدولة» في مخيم الهول الذي يأوي عشرات الآلاف من الإيزيديين والنازحين وأفراد عائلات مقاتلي «الدولة» في سوريا بعد دفع مبلغ قدره 20 ألف دولار لأحد المهربين من قبل عمها.وكانت سوزان قد اختطفت مع ثلاث من شقيقاتها ووالديها واثنين من إخوانها في أغسطس/آب 2014 من قبل عناصر تنظيم «الدولة» ولا تعرف مصيرهم حتى الآن.وتقول سوزان لموقع «الجزيرة نت» إنها اضطرت لترك رضيعها قبل اجتيازها الحدود العراقية السورية خوفا من رفضه من أهلها ومجتمعها بعد أن كانت قد أنجبت طفلا آخر عام 2015 وأخذ منها بعد شهر من ولادته.ويعاني عشرات الأطفال المولودين من آباء ينتمون لتنظيم «الدولة» وأمهات إيزيديات ناجيات أصبحن ضحية أعراف المجتمع الإيزيدي الرافض لهؤلاء الأطفال، ليكون المجهول هو مصيرهم.وتقف عدة أسباب أمام الإيزيدي لرفض أطفال الناجيات، أبرزها ما يتعلق بالعادات والتقاليد الدينية والمجتمعية، كما ينظر إلى هؤلاء الأطفال أنهم يشكلون خطرا ونقطة سلبية على المجتمع الإيزيدي في المستقبل.ويبقى الطفل من هؤلاء منبوذا في المجتمع الإيزيدي لكونه لم يولد من أبوين إيزيديين، إضافة إلى صعوبة زواجه أو ارتباطه في المستقبل مع شخص إيزيدي.وهناك ناجيات إيزيديات يرغبن بالاستمرار في تربية أطفالهن والعيش معهم بغض النظر عن العوائق القانونية والاجتماعية والدينية، ويؤكد مدير فرع سنجار للمنظمة الإيزيدية للتوثيق خيري علي إبراهيم، أن «هؤلاء النساء تعرضن لعمليات غسل الدماغ ولا يعلمن بما يقلن».وأبدى استغرابه من «قيام ناجية بتربية طفل أباه اشترك بتنفيذ جرائم ترتقي للإبادة الجماعية بحق شعبها وأهلها، إضافة إلى أنه ولد نتيجة الاغتصاب والعنف الجنسي».وقال: «مع هذا نحن متعاطفون جداً مع هؤلاء الأطفال من مبدأ الإنسانية وبراءة هؤلاء الأطفال».وفي حين قبلت بعض الناجيات تربية أطفالهن في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا، رفض قسم آخر منهن أطفالهن المولودين من العنف الجنسي، ويتم وضع الأطفال المولودين بهذه الطريقة في رياض مخصص للأطفال تحت اشراف قوات «سوريا الديمقراطية» شرقي سوريا، ودار خاص بشؤون الأيتام في محافظة نينوى شمالي العراق.واتهم إبراهيم، الحكومة العراقية بـ«التقصير في دعم الناجيات الإيزيديات وإعادة تأهيلهن نفسيا ومعنويا» داعيا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الإيزيديين لتجاوز هذه المحنة «كون مسألة الأطفال المولودين نتيجة العنف الجنسي معقدةً للغاية».وتؤكد إحصاءات أجريت من قبل عدة منظمات محلية أن خلال عامي 2018 و2019 وجد نحو 8 آلاف طفل يعانون من مشكلة إثبات النسب والهوية في المناطق التي سيطر عليها تنظيم «الدولة» مثل الأنبار ونينوى ومناطق أخرى في كركوك وصلاح الدين، مع اختطاف نحو 6414 من النساء والأطفال الإيزيديين، ولا يزال مصير أكثر من 2900 مجهولا.وواجه المجتمع الإيزيدي «التحدي الأكبر» بقبول الناجيات من سطوة التنظيم عام 2014 بعد قرار أمير الإيزيدية والمرجع الروحي لهم، إضافة للمرجع بابا شيخ، باستقبال الناجيات من قبضة التنظيم ومساعدتهن كون ما وقع عليهن لم يكن بإرادتهن.وحسب شهادات ناجين وناشطين متابعين لهذا الملف، قام التنظيم بعمليات غسل الدماغ للإيزيديات اللائي ما زلن تحت قبضته في سوريا بأنه لم يعد لديهن أحد من عائلاتهن، وسيتم قتلهن من قبل المجتمع الإيزيدي في حال عودتهن. ووفقا لمتابعة مهتمين، كان هناك تخطيط مسبق بالتطهير العرقي للإيزيديين لتغيير النسب على ضوء عمليات الإبادة التي تعرضوا لها في أغسطس/آب 2014. كما يرى ذلك خضر دوملي المختص بحل النزاعات والباحث المهتم بقضايا الناجيات الإيزيديات، الذي أكد أنه «يصعب على المرأة الإيزيدية أن تقوم بتربية طفل داخل عائلتها، والكل يعرف أن والده اشترك بعمليات القتل والإبادة بحق الإيزيديين والخطف والسبي والاغتصاب التي تعرضوا لها وخاصة في سنجار».وحسب دوملي فإن الحكومة العراقية «غير مستعدة حتى الآن لإصدار تشريعات لمعالجة هذه الظاهرة، مع غياب الحلول لآلاف الأطفال مجهولي النسب والأصل».


www.deyaralnagab.com