logo
عمان.. الأردن : انتفاضة.. الرمثا الأردنية وهي “تحتج”: إلى الرزاز وسلامة حماد.. “هذه ثورتكم”!!
24.08.2019

“وينك يا رزاز؟.. تريدون ثورة.. هذه ثورتكم”، ثم “وينك يا سلامة حماد (وزير الداخلية)؟.. هذه الرمثا تثور”.. عبارتان في غاية الحساسية رافقتا شريطا ترويجيا سجله مساء الجمعة وفجر السبت أحد أبناء مدينة الرمثا الحدودية الأردنية بالقرب من درعا السورية وهما يوثقان أحداث عنف.في نفس الشريط المسجل والمصور، ظهر شخصان يديران عملية “النقل المباشر” على طريقة “المراسل المواطن”، ثم بدأت عملية البث عبر تطبيقات “واتساب”، حتى يتداول عشرات الآلاف من الأردنيين المشهد واللقطات.في التفاصيل إحراق إطارات وتجمعات وشغب وسلوكيات عنيفة من أبناء مدينة الرمثا حصريا وفي وسطها.وقوات الدرك كانت تطلق بالعشرات قنابل الغاز التي ردها شباب المدينة على رجال الدرك، في مشهد يستدعي بعض مؤشرات الانتفاضة بنسختها الفلسطينية.واستدعى الأمر استدعاء قوات إضافية من الأمن العام والدرك للسيطرة على تحركات عنيفة لأهالي المدينة الحدودية، فيما بدأ نشاط احتوائي بين الحكومة ونواب المدينة ورموزها على أمل إغلاق مشهد العنف الاجتماعي والوصول إلى معالجة منطقية لسبب الشغب والاحتجاج.وبدأت أعمال الشغب مباشرة بعدما عمم مدير عام الجمارك الأردنية على جميع المراكز الحدودية، وتحديدا على معبر نصيب وجابر المحاذي لسوريا، بقراره الجديد، بناء على تنسيب مجلس الوزراء، القاضي بالسماح بإدخال “عبوة سجائر” واحدة فقط مع كل مسافر، الأمر الذي اعتبره أهالي الرمثا بمثابة حرب اقتصادية عليهم حصريا من دون بقية أهالي المحافظات.ويؤكد أبناء مدينة الرمثا بأن حياتهم المعيشية تعتمد بصورة مباشرة على تجارة البحارة التي تمكنهم من إدخال عدة علب سجائر للمتاجرة بها.وكان نائب رئيس الوزراء، الدكتور رجائي المعشر، قد اعتبر علنا تهريب السجائر مع البحارة من السائقين أبناء مدينة الرمثا من الأسباب المباشرة للعجز في واردات خزينة الدولة خلال الأشهر الستة من العام الحالي.واحتج أبناء المدينة بعنف على تعميم الجمارك الذي تسبب بأزمة أمنية.وأظهر أبناء الرمثا، الذين يعتمدون في معيشتهم على “تجارة التبادل خارج البروتوكول الرسمي” مع الحدود السورية، شدة وصرامة في الاحتجاج لم تكن مسبوقة، خلال اليومين الماضيين خصوصا.أحرق أبناء المدينة الإطارات وحاويات القمامة، وتجمع العشرات منهم ملثمين في الشوارع، وأطلق رصاص في الهواء مرتين على الأقل، رغم أن السلطات الأمنية أعلنت فجر السبت أنها سيطرت على أحداث الشغب في الرمثا.وأطلق الدرك أيضا قنابل الغاز والدخان لتفريق المشاغبين في سلسلة احتجاج شارعية وصفها مراقبون بأنها “ميني انتفاضة”، ردا على قرارات اقتصادية للحكومة تحاول المساس برزق أهالي المدينة الناتج عن التعامل مع الحدود السورية.وسبق لوزير الصناعة والتجارة أن قدر بأن إغلاق معبر نصيب مع سوريا ووقف استيراد المنتجات السورية انتهيا بتعزيز نشاط تجارة البحارة، وهي تجارة حدودية عبر سيارات المسافرين.وغضب أهالي الرمثا بالرغم من أن الحكومة أعلنت بأن قرارها بخصوص السماح للمسافر بعلبة سجائر واحدة لا علاقة له بمعبر جابر مع سوريا فقط، بل بجميع المعابر!!


www.deyaralnagab.com