logo
عمان..الاردن : جريمة «شارع مكة» في الأردن: منحنيات «عشائرية وأمنية» حساسة… مشاجرة بين شخصين سرعان ما أصبحت بين «عشيرتين»!!
08.05.2018

اتخذت السلطات الأمنية الأردنية تدابير أمنية سريعة في محيط مدينة مأدبا شرقي العاصمة عمان، سعياً لتطويق آثار جريمة اعتداء تسببت باحتقان عشائري، بالتوازي مع قرار للادعاء العام بحظر النشر في هذه القضية بسبب حساسيتها المفرطة.وأحاطت دوريات أمنية بكثافة بالطرق المؤدية لمدينة مأدبا حيث تجمع عصر الإثنين المئات من أبناء قبيلة بني صخر لتدارس حادثة اعتداء بشعة تعرض لها في الشارع العام أحد أبناء عائلة الفايز من القبيلة، على يد مجموعة أشخاص، بينهم، فيما يبدو، ضابط سابق في أحد الأجهزة الأمنية.واضطرت السلطات لهذه الإجراءات بعدما أثارت الجريمة التي ارتبطت باسم شارع مكة وسط غرب العاصمة عمان، جدلاً عاصفاً وقلقاً واسعاً.وتجمع نحو ثمانية أشخاص على الأقل حول المواطن الفايز واعتدوا عليه بوحشية بالعصي والسكاكين وقاموا بتصوير الواقعة، فيما لم يتدخل حسب شريط فيديو التقط الحادثة، أي من المارة والعابرين، وشوهدت امرأة في المكان تصيح وتحاول إسعاف الرجل الملقى على الأرض. وعقدت اجتماعات أمنية وتم تشكيل لجنة للتحقيق.وأعلنت إدارة الأمن العام القبض على خمسة أشخاص من ثمانية ظهروا في شريط الاعتداء الشهير والذي تم توزيعه على نطاق واسع.وفي الأثناء اتخذت السلطات القضائية قرارا بحظر النشر في هذه القضية بسبب الخلفية الوظيفية فيما يبدو للمتهم الرئيسي في اعتداء شارع مكة، وكذلك بسبب سلسلة من التعقيدات والحساسيات العشائرية والقبلية التي ظهرت في ثنايا وعلى هامش هذه القضية، والتي استدعت كما علمت «القدس العربي» وجود اهتمام من مراكز القرار الأساسية في الدولة. واتخذت إجراءات أمنية في محيط منازل وعائلات أطراف القضية، وكذلك في الشوارع والأبواب المؤدية لمدينة مأدبا، وسط التهاب المسألة في بعدها القبائلي حيث أن الضحية ينتمي إلى عائلة الفايز من قبيلة بني صخر المعروفة، فيما ينتمي المتهم الرئيسي في القضية إلى عشيرة الشوابكة المجاورة للفايز بحكم الجغرافيا والمدينة. وقررت مديرية الأمن العام مع قوات الدرك الوطني اتخاذ أقصى التدابير في المنطقة لمنع تحولها إلى نطاق أوسع، في الوقت الذي بدأت فيه وساطة عبر وفد من وجهاء مناطق أخرى لتطويق المسألة.قبل ذلك وفي التفاصيل تفاعلت أبعاد عشائرية وبيروقراطية على نحو منفلت خلال اليومين الماضيين للجريمة المشار إليها.وتبادلت عشائر بني صخر التي تمثل الضحية التحذيرات مع عشائر الشوابكة التي تمثل المعتدي الرئيس في حادثة ما سمي محليا بشارع مكة وسط العاصمة عمان.وصدرت عن اجتماع حاشد لأبناء قبيلة بني صخر بيانات وتصريحات شديدة اللهجة تتهم أحد الضباط باستخدام نفوذه والاعتداء بقصد الموت والقتل على ابنهم المدعو زيد الفايز، فيما صدر عن عشيرة الشوابكة بيان للرأي العام يتهم الضحية زيد الفايز بأنه المعتدي الاول في هذه القضية، حيث سبق له ان احتجز مع أقارب له واختطف الطرف الثاني في المشاجرة وهو ضابط في أحد الاجهزة الأمنية واسمه عماد الشوبكي .السلطات كانت قد شكلت لجنة للتحقيق في حادث شارع مكة حيث تعرض الشاب الفايز إلى عملية اعتداء وشروع بالقتل تم تصويرها من قبل المعتدين، فيما قال بيان الشوابكة إن ابنهم سبق ان اختطف من قبل الفايز وتعرض للإيذاء بآلات حادة .ولم يكشف النقاب بعد عن تفاصيل هذه المواجهة التي بدأت بين شخصين وانتهت الآن بين قبيلتين ووسطها ضابط برتبة رائد، في الوقت الذي لم تعلن فيه الحكومة عن روايتها الرسمية للأحداث.وما زاد التعقيد في هذه القضية هو رواية عائلة الفايز المتداولة لمسار الأحداث حيث أن ضحية جريمة الاعتداء تعرض لما حصل معه بسبب توفير الحماية لسيدة أردنية مجهولة تعرضت للابتزاز والملاحقة والمطاردة من قبل المدعو الشوابكة. وكانت قد سربت تسجيلات صوتية تتضمن الحوارات بين السيدة المشار إليها والضابط من عائلة الشوابكة.وتؤشر التسريبات التي استمعت «القدس العربي «لها وتم تداولها في الأردن على نطاق واسع جداً إلى حوار بين السيدة وأشخاص قد يكون من بينهم أحد أعمام الشوابكة، وهو عضو في البرلمان، وتشتكي فيه السيدة من أنها تعرضت للتهديد بقتلها وأولادها .ظروف وملابسات القضية لم تظهر بصورة جلية بعد، لكن القلق وسط الجمهور وصل إلى سقف غير مسبوق بسبب إصرار المعتدين في جريمة شارع مكة على توثيق وتصوير الجريمة، والتي يبدو أن دافعها الانتقام من حادث سابق.!!


www.deyaralnagab.com