logo
دمشق..سوريا : الغموض ما زال يلف مصير مدينة دوما… وحكايا مؤلمة لأطفال ضلوا ذويهم وشردوا في الشمال!!
06.04.2018

لايزال مصير أكثر من 150 الف نسمة في مدينة دوما شرقي العاصمة دمشق، وصفت حالهم بأنها على شفا الانهيار، مجهولاً، بموجب تكتم جيش الإسلام التشكيل السوري المعارض الذي يبسط سيطرته في المنطقة، على النتائج الأولية للمفاوضات مع الجانب الروسي، في حين اوعز الأخير بخروج مقاتليه الجرحى برفقة عائلاتهم والمدنيين الراغبين، إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر المدعومة من انقرة في الشمال السوري الذي بات يعرف بأنه اكبر تجمع لمعسكرات النازحين في العالم، وسط تخوف الأمم المتحدة على مصير المتبقين في مدينة دوما مع منع دخول المساعدات الإنسانية اليهم، حيث دعا يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إلى السماح بوصول المساعدات إلى المدينة التي تضم ما بين 80 و150 ألف مدني هناك «على شفا الانهيار» بعد سنوات من الحصار والقتال.وأمل «أن يؤدي الاتفاق لتمكين الناس من البقاء إذا اختاروا ذلك، ومنح عفو للمقاتلين الذين سيلقون أسلحتهم، مع منح فرصة المغادرة لمن يختار منهم الرحيل عن دوما، مشيراً إلى حصار 400 الف نسمة في الغوطة الشرقية لعدة سنوات في حين قد غادر منهم 130 ألفاً في الأسابيع الثلاثة الماضية. ووصف إيغلاند أوضاع 80 ألف شخص تم اجلاؤهم إلى مراكز الايواء الخاضعة لسيطرة النظام السوري بالـ «مروعة» بالتزامن مع رحيل نحو 50 ألفاً إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، وهو ما وصفه إيغلاند «بأكبر تجمع لمعسكرات النازحين في العالم» يشمل 1.5 مليون شخص، واعظاً بالتعلم من معارك حمص وحلب والرقة ودير الزور والغوطة الشرقية، كي لا تصبح إدلب المليئة بالمدنيين النازحين منطقة حرب، مـما سـيعرض حـياة النـاس للخـطر.وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر «انجي صدقي» في لقاء مع «القدس العربي» ان اوضاع المخيمات في ريف دمشق، حيث يتواجد آلاف النازحين من أهالي الغوطة الشرقية، مؤلم جداً، عازية السبب إلى أن عدداً صغيراً من مراكز الإيواء مجهز نوعاً ما، في حين معظم تلك المراكز غير مجهزة لاستقبال العدد الكبير من الاهالي الذين خرجوا مؤخراً من الغوطة الشرقية.وقالت صدقي: شهدنا خلال الأيام الفائتة استقبال الآلاف داخل مراكز الايواء، هناك أكثر من 10 مراكز ايواء في منطقة الدوير بريف دمشق تستقبل العائلات، ولكن جميعها تستقبل ارقاماً تفوق طاقة المساحات الموجودة داخل المراكز، سواء من ناحية الغرف المتاحة او من ناحية الجهة الصحية او توفر شبكات المياه والحمامات.وحول النازحين قالت صدقي لـ «القدس العربي»: العائلات التي نقابلها في وضع سيئ جداً ومنهم متأثرون نفسياً بسبب السنوات التي عانوا خلالها من الصراع دون ان يكون لهم ذنب، وبعضهم مشوا كيلومترات طويلة واياماً طويلة حتى تمكنوا من الوصول إلى هذه المراكز ومعظمهم اتوا إلى هنا من غير اي ممتلكات، فقد جاؤوا بملابسهم التي تغطي أجسادهم فقط، ورأينا أطفالاً مشوا لمدة تتجاوز العشر ساعات حتى وصولوا إلى هنا، وبعضهم من دون احذية».وبالنسبة للوضع الصحي للاهالي، قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي، انه من أسوأ الامور هنا التكدس في مراكز الايواء، وهذا ما يؤثر سلباً على الحالة الصحية مع عدم توفر المياه والحمامات وسط انتشار الكثير من الامراض المعدية، وان 70 بالمائة من المشاكل في مراكز الايواء هي بسبب مرض الاسهال، وأوضحت أنه يوجد نحو 10 مراكز تضم اكثر من 50 الف شخص، مع صعوبة معرفة العدد الحقيقي للنازحين.وأعربت المتحدثة عن املها في مساعدة أكبر كم ممكن من النازحين مشيرة إلى ان الصليب الأحمر تمكن من تقديم الخبز لحوالي 15 ألف شخص من مختلف المراكز من ضمن اكثر من 50 الف شخص، وقالت «زودنا كفاءة المطابخ التي تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدعهما حتى تستطيع توفير حوالي 21 الف وجبة ساخنة للاشخاص كما تم توزيع البطانيات وحفاضات الأطفال والفراش، ونحاول كل يوم ان ننتشر في معظم مراكز الإيواء».ومن اهم الأمور التي تدعو للقلق حسب «صدقي» عدم القدرة على تقديم العلاج المناسب لاعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من البتر ولديهم صعوبة في الحركة والتنقل وقالت «المئات يقفون في صف امام العيادات المتنقلة معظمهم في حالة صحية سيئة جداً، وذلك بسبب تراكمات من عدم توفر عناية صحية لسنين طويلة داخل منطقة الغوطة الشرقية وهي من ضمن الأمور المقلقة». اما الأشد قلقاً وألماً فهو وضع عشرات الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم خلال هروبهم من الغوطة الشرقية الكثير، حيث قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر «الأطفال الذين تفرقوا عن عائلاتهم أشد ألماً، وكل شيء يجب ان يتم لضمان لم شمل هذه العائلات ويجب ان يتم اخبارهم عن مكان وجود اهلهم وهي من أهم الصعوبات لدينا».وأضافت: «ان هؤلاء الأطفال الذين يصعب معرفة عددهم باتوا يعانون من مشاكل نفسية بسبب فراق اهلهم فهم موجودون داخل المخيمات من دون احد»!!


www.deyaralnagab.com