logo
عدن..اليمن: مسلسل الاغتيالات في عدن يوسّع دائرة التساؤل عمن يقف وراءها محليا وخارجيا!!
15.02.2018

كشف استمرار الاغتيالات السياسية في محافظة عدن، جنوبي اليمن، عن وقوف أطراف محلية وخارجية وراء هذا المسلسل الدموي، الذي تسبب في سقوط دماء نحو 400 حالة خلال أقل من 3 سنوات، أحدثها اغتيال إمام وقيادي بارز في حزب الإصلاح، فرع عدن.وأثارت حادثة اغتيال الشيخ شوقي محمد كمادي، صباح الثلاثاء أمام مدرسة مأرب الثانوية التي يعمل فيها بمنطقة المعلا في محافظة عدن، من قبل مسلحين مجهولين ملثّمين ويستقلون دراجة نارية، حالة استياء واسعة وردود فعل كبيرة في عدن، جرّاء رحيل كمادي الذي يعد أحد أبرز الشخصيات الدينية المعتدلة في عدن وهو إمام وخطيب جامع الثوار، وخطيب ساحة التغيير بعدن، بالإضافة إلى أنه رئيس الدائرة التنظيمية في حزب التجمع اليمني للإصلاح بعدن. وأعادت حادثة اغتياله فتح ملف مسلسل الاغتيالات في عدن التي أصبحت أبرز القضايا الأمنية التي تؤرق سكان محافظة عدن منذ تحريرها من الميليشيا الانقلابية الحوثية، وتسلم القوات المحلية المدعومة من الإمارات زمام الأمور فيها، والتي أثارت تساؤلات كثيرة عن الدوافع والاسباب والأبعاد لحوادث الاغتيالات التي اجتاحت محافظة عدن.وحظيت حادثة اغتيال كمادي بالكثير من بيانات الاستنكار والإدانة والتعازي من قبل القوى السياسية الوطنية ومن كبار مسؤولي الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ليس للتعبير عن الحزن على رحيل كمادي فحسب ولكن أيضا لاستنكار المسلسل الممنهح للعنف والاغتيالات التي طالت حياة العلماء والمسؤولين والنشطاء السياسيين خلال فترة السنتين والنصف الماضية.وقال هادي في برقية العزاء التي بعثها إلى أحمد شوقي كمادي، نجل الراحل شوقي كمادي، وإلى كافة افراد أسرته «إن مثل الأعمال الإجرامية التي تزهق الأرواح البريئة وتسفك الدماء الطاهرة وتقلق الأمن والاستقرار مجردة من قيمنا الإسلامية والأخلاقية».ووجه الرئيس هادي جهازي الأمن القومي والسياسي والأجهزة الأمنية الأخرى «بمتابعة وملاحقة الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع جراء جرائمهم التي اقترفوها بحق الأبرياء… وأن يد العدالة ستطال كل من تسول لهم انفسهم المساس بأمن واستقرار الوطن والمواطن».وطالب وزير الأوقاف والإرشاد القاضي أحمد عطية، وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتحرك السريع لإنقاذ علماء ودعاة محافظة عدن لكثرة ما طالهم من حالات اغتيالات. وقال عطية «كل يوم نصحوا على جريمة اغتيال لإمام أو خطيب أو داعية.. نناشد وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتحرك السريع لإنقاذ ما تبقى من الخطباء والعلماء». واعتبر الوزير اليمني هذه الإغتيالات التي تطال الخطباء والأئمة في محافظة عدن بأنها «جرائم بحق الدين والوطن والإنسانية، يُراد منها بقاء المجتمع مظلم من علمائة ودعاته».وذكرت المصادر أن حادثة اغتيال كمادي تضاف إلى أكثر من 16 حادثة اغتيال طالت حياة الخطباء والأئمة في محافظة عدن منذ تحريرها من الميلشيا الانقلابية الحوثية، واستلام القوات الأمنية الموالية والمدعومة من دولة لإمارات العربية المتحدة، مسؤولية حماية الأمن في عدن. وأعادت هذه الحادثة فتح أبواب التساؤلات عن المستفيد وعمن يقف وراء هذا المسلسل الممنهج لحوادث الاغتيالات السياسية في محافظة عدن والذي أصبح يشكل قلقا كبيرا وتهديدا بالغا لاستقرار العاصمة المؤقتة للحكومة عدن، والتي طالت حياة العديد من القادة السياسين والعسكريين والنشطاء وقادة المقاومة التي ساهمت في تحرير محافظة عدن، وكان في مقدمة الشخصيات التي تعرضت للاغتيال هناك محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد في 6 كانون أول / ديسمبر 2015. وكشف الكاتب السياسي العدني عبدالرقيب الهدياني أن هناك سؤال كبير يتردد كثيرا في عدن ويتمحور حول من يستهدف الدعاة وأئمة المساجد في عدن؟ وقال إن «هناك ثلاث جهات تقاطعت مصالحها في تصفية هذه الشريحة من عدن والجنوب: الأولى، هي إيران وأذرعها في اليمن على اعتبار تصفية الساحة من علماء ودعاة وقيادات المجتمع السني ومن واجهوا مشروعها في اليمن وبالتالي الانتقام منهم. الثانية، هي الإمارات التي لها مطامع كبيرة في موانئ عدن وباب المندب والجزر اليمنية وهي تعتقد أن يوما قريبا سيثور الشارع ضدها ويرفض ممارساتها والمنطلق سيكون عبر المساجد ومرشدي المجتمع، وبالتالي التخلص من هؤلاء الدعاة العلماء لصالح مرتزقتها العملاء. والثالثة، هم الانفصاليون الذين يرون في شريحة الائمة وخطباء المساجد سلفين واصلاحين عائقا أمام مشروعهم التشطيري وبالتالي إبعادهم من المشهد».وأوضح الكاتب السياسي العدني أنه «ستفشل إيران ﻷن عدن سنية وسيخيب ظن الإمارات ﻷن مزاج الشارع يميل بسرعة ضد عبثها وسيفشل الانفصاليون ﻷنهم أشتاتا وبذرة فنائهم تكمن في مشروعهم»!!


www.deyaralnagab.com