logo
دمشق..سوريا : 70 ألف عائلة محاصرة و40 ألف إعاقة.. ومأساة تنذر بكارثة إنسانية في ريف دمشق الشرقي!!
23.10.2017

أدى النزاع المتواصل وقصف الطيران الحربي الروسي والسوري، وانعدام الأمن، والقيود المفروضة على دخول البضائع الى ريف دمشق الشرقي المحاصر من قبل قوات النظام السوري، الى تعاظم المعاناة في الغوطة الشرقية والتسبب بأوضاع إنسانية ومعيشية صعبة لأكثر من 70 الف عائلة محاصرة، قد أغلق أمامهم جميع المعابر الانسانية مما أدى إلى انعدام المواد الأساسية وازدياد الحاجات الملحة.وتوفي خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، طفلان جراء سوء التغذية في غوطة دمشق الشرقية، الناجم عن اشتداد الحصار الذي يفرضه النظام على المنطقة وأفاد الدكتور يحيى أبو يحيى مسؤول القسم الطبي، في المؤسسة السورية للتنمية لوكالة الأناضول، بأن الطفلة «سحر» كانت تعاني من نقص تغذية وهي في رحم أمها، كون الأم تعاني سوء التغذية.فإغلاق الطرقات وما يترتب على ذلك من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية وفقدانها من الأسواق وتراجع القدرة الشرائية للأفراد، زاد من حجم الكارثة الإنسانية مع انعدام سبل العيش وتفشي ظواهر البطالة وسوء التغذية، ودق ناقوس الخطر لكارثة قد تودي بالآلاف في ظل توقف تام لشبكة امداد المياه وانقطاع التيار الكهربائي وخدمات الصرف الصحي وندرة المحروقات وارتفاع أسعارها، مما اسفر عن شلل قطاع الخدمات والنقل والقطاع الزراعي، ولجوء المحاصرين الى احراق المواد البلاستيكية لاستخراج الوقود منها وما لها من مخاطر صحية وبيئية.وحسب تقرير حديث لمنظمة مدنية تنشط في ريف دمشق المحاصر، فإن أكثر القطاعات تضررًا خلال سنوات الحصار هو قطاع الخدمات الطبية، بسبب منع دخول المواد الطبية وفقدان معظمها نتيجة القصف المركز على الأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة وازدياد احتمالية تعرض السكان للإصابة وحالات البتر، إذ بلغت حالات الاصابة والإعاقة الدائمة (5258) حالة، فيما بلغ عدد الأفراد المصابين والمعاقين (4419) وكانت معظم هذه الحالات نتيجة القصف أو نقص الأدوية النوعية الحاد وحاجة بعض الحالات المرضية إلى العلاج خارج بلدات الحصار.توفيت الرضيعة «سحر ضفدع» البالغة من العمر 34 يوماً، صباح يوم امس الأحد، بسبب سوء التغذية ونقص والحليب المخصص للأطفال كنتيجة طبيعية للحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري للسنة الرابعة على التوالي، فيما كان قد سبقها بيوم واحد فقط طفل آخر لم يتجاوز عمره الثلاثين يوماً للأسباب نفسها، وحسب تقارير طبية فقد أحيل عدد من حديثي الولادة الى العناية المشددة وربما يلقون نهايتهم خلال الساعات المقبلة، فيما يتواجد في ريف دمشق المحاصر، حوالي 250 حالة طبية حرجة تحتاج إلى العلاج الفوري في المشافي المتخصصة خارج الغوطة، فيما اكد مصدر طبي ان معظم هؤلاء حياتهم مهددة بالموت.ناشطو ريف دمشق، اطلقوا امس حملة بعنوان «الاسد يحاصر ويحرق الغوطة» في اشارة الى حجم القصف المكثف من قبل الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، الذي يستهدف المدنيين ويوقع عشرات الضحايا من الاطفال والنساء كل يوم، بالرغم من اتفاق «تخفيف التوتر» الذي يشمل المنطقة.وقال الناشط الاعلامي «صهيب بيرقدار» من ريف دمشق في اتصال مع «القدس العربي» ان سبب الحملة هو الدماء التي أريقت على امتداد مدن وبلدات الغوطة، ولأجل 360 ألف انسان محاصر في أرض الفسطاط ولأجل الثكالى والأيتام والجرحى، المهددين جميعاً بالموت على يد قوات النظام والميليشيات التي يطلق عليها اسم «القوات الرديفة».ونقل الناشط الاغاثي «محمد عبد الرحيم» من اهالي ريف دمشق عن مصدر طبي قوله «بان قدوم فصل الشتاء ينذر بأزمة صحية في المناطق المحاصرة وخاصة ان مجموعة من الامراض المعدية قد بدأت فعلاً بالانتشار بين الاهالي شرق دمشق، واهمها التهابات المجاري التنفسية والرئوية وحالات الإنفلونزا الشديدة التي تتطلب عناية طبية وسط فقدان شبه تام للخدمات الطبية، فيما تتضاعف الأزمة الصحية للفئات الأكثر ضعفاً كالأطفال والشيوخ والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما المصابين بأمراض المزمنة كالربو وإلتهابات المجاري التنفسية العلوية». استمرار القصف والتصعيد جعل من أعداد المصابين في ازدياد بشكل يومي مع ازدياد حجم الاحتياجات الطبية والدوائية كما شكل إغلاق الطرقات وندرة دخول قوافل الأدوية إلى البلدات المحاصرة على تخوم العاصمة، الى فقدان تام للعديد من أنواع الأدوية وخاصة أدوية الأطفال، والقلبية والضغط و مضادات الالتهاب وارتفاع أسعار المتبقي منها.وطالب الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي، وفِي المقدمة منه مجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته تجاه المعاناة المستمرة في الغوطة الشرقية بما يضمن رفع الحصار بشكل فوري عن الغوطة وعن جميع المناطق المحاصرة في سوريا.وقال الائتلاف، انه منذ أربع سنوات، بدأت معاناة أهالي غوطة دمشق الشرقية جراء الحصار المضروب عليهم من قبل عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية، في جريمة ضد الإنسانية تستمر فصولها تحت سمع العالم وبصره، وفي ظل قصف جوي ومدفعي همجي، تؤدي فيه طائرات «الاحتلال الروسي» دوراً محورياً.وجاء في بيان صجفي ، إن أكثر من 350 ألفاً من المدنيين يعيشون صراعاً مع الجوع والمرض، وغياب الخدمات على مدار الساعة، فيما تعجز جهود الهيئات التابعة للحكومة السورية المؤقتة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الغوطة الشرقية، عن تغطية الاحتياجات وتوفير الخدمات والمستلزمات، وخاصة الأدوية التي يؤدي غيابها إلى تردي الأوضاع الصحية لآلاف المرضى ووفاة بعضهم على خلفية الأوضاع العصيبة التي يعيشونها. وأشار البيان إلى أن القصف الجوي والمدفعي على الغوطة دمر 40 من المشافي والمستوصفات فيها، والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين، وأكثر من 5 آلاف معاق و16 ألف يتيم. وأضاف أن الغوطة الشرقية تعاني من انعدام لقاحات السل والحصبة، وعدم توفر أدوية الأطفال وأدوية أمراض القلب والسل وضغط الدم والمستلزمات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، بما فيها عقاقير التخدير، كما تعطلت خدمات غسيل الكلى، إضافة لوجود 252 حالة طبية حرجة يجب نقلها بشكل فوري إلى مراكز للعلاج خارج الغوطة.ولفت البيان إلى أن استشهاد أكثر من 18 ألفاً بينهم نحو 6 آلاف طفل وامرأة، وتعرض سكانها لمذبحة القرن عندما استخدمت عصابات الأسد بحقهم الأسلحة الكيميائية يوم 21 آب 2013، دون أن يتحرك المجتمع الدولي بأي طريقة جادة وحاسمة؛ يوجهون اليوم نداء استغاثة، لإنقاذهم مما يعانونه، وخوفاً من تحول الكارثة التي يعيشونها هناك إلى أمر طبيعي وقابل للاستمرار بل وحتى للتصعيد!!


www.deyaralnagab.com