logo
ادلب..سوريا : محرقة في إدلب :200 غارة جوية على أرياف إدلب وحلب وحماة وموسكو تقصف القرى الحدودية بقنابل عنقودية!!
30.09.2017

يصف الناشطون الميدانيون على الأرض السورية بأن الإرهاب الحقيقي بات يغطي أرضهم مذ تدخلت موسكو بجنودها وطيرانها، فهي المحتل والضامن الأمثل لتدمير الأرض السورية، حيث ارتكب الطيران الحربي الروسي سلسلة مجازر في 45 منطقة طالها القصف في أرياف ادلب وحلب وحماه مستخدمة الأجواء التركية للوصول إلى تلك المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا، راح ضحيتها أمس عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال من العائلة ذاتها.واكدت مصارد اهلية أن قصفاً جنونياً من قبل الطيران الروسي استهدف امس قرى وبلدت الشمال السوري بالصورايخ الذكية والقنابل العنقودية، بأكثر من 200 غارة جوية تركز معظمها على اماكن تجمع المدنيين، وأسفرت عن ارتكاب مجازر وتدمير بنى تحتية ونزوح المئات إلى البراري.وذكرت منظمة اطباء بلا حدود السورية ان تكثيف عمليات القصف شمال غرب سوريا قضى على الرعاية الصحية بشكل تدريجي، مطالبة أطراف النزاع وداعميهم بعدم ضرب مرافق الرعاية الصحية، وأفادت المنظّمة بأنّ المستشفيات تغلق أبوابها في شمال غرب سوريا، وخاصة في محافظة إدلب وشمال محافظة حماه، سواء من جرّاء تعرّضها للقصف أو خوفًا منه، وسط تكثيف حادّ لعمليات القصف في المحافظة، وهو ما يقلّص بشكل متواصل الخيارات المتاحة للمرضى بالحصول على رعاية حيوية، في وقت هم بأمس الحاجة إليها.
واشارت إلى خروج 4 مشافٍ تدعمها المنظمة عن الخدمة، وهي «مستشفى حماه المركزي» وثلاثة مستشفيات أخرى في محافظة إدلب، في حين أُخلي مستشفيان أساسيان في منطقة جسر الشغور خوفًا من تعرضهما للقصف، بالتالي، أصبحت المرافق الطبية الأخرى في المنطقة مكتّظة، وتجد صعوبة بالتكيف مع موجات الجرحى المتوافدين إليـها حـسب المصـدر.وقال الناسط الإعلامي «عبد الرحمن سلامي» من محافظة ادلب لـ»القدس العربي» ان الطيران الحربي استهدف قرية البشيرية في ريف جسر الشغور الشرقي بغارة جوية بالقنابل العنقودية، وقصف بشكل عنيف معرة النعمان من الجهة الشرقية وقرية معرشمارين والزعلانة، وأطراف مدينة سراقب، وقرية كفر جالس، مضيفًا ان الطيران الروسي ارتكب مجزرة في بلدة حارم على الحدود مع تركيا مما ادى إلى مقتل أكثر من 15 مدني بينهم أطفال من عائلة واحدة، وعشرات الجرحى والعالقين تحت الانقاض، اضافة إلى مقتل ثلاثة أطفال وخمس نساء وجرح 10 آخرين في «قطاع أريحا» عقب غارتين للطيران الحربي على م سهل الروج، ومقتل سيدتين في قرية بزيت بريف ادلب، كما شن الطيران الحربي عدة غارات على بلدة أبو ظهور، إحداها محملة بأربعة صواريخ مما أدى لدمار هائل في المنطقة وإصابة شخصين و3أطفال، اضافة إلى مقتل رجل وامرأة في قرية المعزولة.وذكر الدفاع المدني في ادلب ان فرق الدفاع عملت على تحديد أماكن الذخائر غير المنفجرة من القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية التي تم القائها على المدنيين ليلاً في بلدة التمانعة، من أجل تخفيف المخاطر، مشيرا انه سيتم إتلافها من قبل الفريق المختص لاحقا.واكد مصدر من فريق الدفاع المدني شمال سوريا في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان موسكو عمدت على تكثيف القصف على المراكز الحيوية والبنى التحية قصفت مدينة جسرالشغور بأربعة غارات جوية استهدفت الجامع الكبير وسوق المدينة ومدرسة في المدينة وأسفرت عن وقوع إصابتين، كما استهدفت مدينة خان شيخون ب 8 غارات بالقنابل العنقودية وصواريخ ال 22، وقصف الطيران الحربي كلٍ من بلدة مرديخ وقريتي البيلعة وتل الطوقان ومدرسة قرية عقربات، اضافة إلى قصف مشفى الرحمة ومركز الدفاع المدني الخارج عن الخدمة في خان شيخون.تركيا للمرة الألف في الموقف الصعب، فلا هي قادره على الوقوف في وجه امريكا وإسرائيل وايران واغلب العالم ولا هي قادره على مسايرة المشروع الروسي، لذلك نراها قد ارتضت بالحد الادنى من ذلك، بالموافقة على الوقوف إلى جانب روسيا على الرغم من الاختلافات الشديده بين مطالبها والمشروع الروسي بغاية الحفاظ على امنها الوطني وهو المطلب الذي لا يمكن تجاوزه.الخبير والمحلل السياسيي محمد العطار قال في تصريح لـ «القدس العربي» ان روسيا هي محتل للاراضي السورية بالامر الواقع، كون عساكرها ينتشرون في الأرض السورية، وقواعدها البرية والجوية والبحرية يتواجدون فيها، مما يكرس الاحتلال، فروسيا ضامن لدمار كل الحضارة السورية أرضاً وشعباً، وهي المسؤولة عن تهجير الشعب، وهي تهدف إلى اعادة المناطق المحررة إلى حظيرة النظام، وغايتها من التدمير والقصف الكثيف ما هو الا لتدمير ما تبقى من فصائل واشعار، الاهالي بعودة هيمنة النظام السوري إلى المنطقة.اما تركيا التي تبتلع الموسى على الحدين، فقال عنها الخبير السياسي انها غير قادرة على الوقوف بوجه أمريكا ومخططاتها، ولا هي قادرة على مسايرة المخططات الروسية والرد على عدوانها وغير راضية عنها، ولكنها أقل الشرور التي من الممكن ان تتحملها تركيا لقاء الحفاظ على المنطقة، المحاذية لحدودها، وبهذا تكون تركيا قد حافظت على امنها الداخلي كونه المطلب الأساسي لها، مضيفاً «يجب ان ننسى ان روسيا بمساعده ايرانية وسكوت تركي ستسعى لاعادة كل الأرض السوريه إلى سيطرة النظام».فيما دوّن العميد مصطفى الشيخ على صفحته الشخصية ان المجازر المرتكبة في الشمال السوري تحتمل الوجهان الواردان، حيث ذكر العميد ان «ما يحصل في ادلب يفهم من سياق الاحداث عبر السنوات الماضية، ولكن الارجح ان ما يحصل في الشمال السوري ناتج عن اتفاق بين روسيا وتركيا، والسبب يعود إلى ان تركيا تواجه منذ بداية الأزمة بسوريا ضغوطاً غربية وصلت إلى تهديد نخاع الامن القومي التركي من خلال دعم الأكراد متمثل بدعم الأحزاب الكردية المصنفة إرهابية لديها، وبالتالي حتى انتخابات كردستان تعني فتح جرح آخر لتركيا اشد عمقاً من الوضع بشمال سوريا المتعلق بالأكراد، وبالتالي تركيا بموقفها الحالي هي اقرب للاتفاق مع الروس وفق مصالحها، وهي لا شك بين المطرقة والسندان وهي محشورة تماماً بالزاوية الميتة فأي تصرف غير مدروس قد يفجر الوضع الداخلي بتركيا واعتقد ان زيارة بوتين لانقرة حدث بالغ الأهمية نظراً لتوقيته وقد يترتب عليه مواقف قد تنقل تركيا من المعسكر الغربي وحلف الاطلسي إلى المعسكر الروسي بحكم تلك الضغوط الغربية الهائلة على تركيا والتي تبدو الحالة السورية متعلقة بانفجار تركيا من الداخل وعندها ستحط رحال الحرب بسوريا، ولا شك ابداً ان المتأمل للصراع الدائر يدرك بصورة جلية اذا كان متبصراً.وأضاف: بالاستراتيجيات للدول العظمى ان ما يحصل اليوم ليس مسرحية انما حرب عالمية ثالثة بأدوات متطورة جداً استخباراتية وعلمية وفضائية غيرت انماط الحروب العالمية السابقة كتحصيل حاصل لتطور وسائل الصراع والتحكم والسيطرة الخرافية، وبالتالي لا زالت سوريا والعراق نقطتا الانفجار الذي يجسد الخلاف الدولي حول الهيمنة والسيطرة في القرن المقبل، ولعل التحالفات الخفية بين الصين وايران وروسيا وكوريا الشمالية هي الهاجس الاكبر للولايات المتحدة والتي تعتبر نقطة ضعف وخاصرة رخوة في جسد الولايات المتحدة والتي يستخدمها بوتين ببراعة إلى اليوم.وقال الناشط الإعلامي في الشمال السوري رائد توفيق: معظم أهالي إدلب ومن وفد إليها من مدن وبلدات المهجرة من ريف دمشق وحلب الشرقية يعتبر أن الضامن الروسي عدو للشعب غير ضامن له، وأن موسكو لن تألو جهداً في إركاع هذا الشعب سواء عبر الحرب أو المفاوضات، لصالح النظام السوري وأضاف، أن الحملة العسكرية الروسية المستمرة على غالبية مدن وبلدات محافظة إدلب، بما فيها البلدات الحدودية مع تركيا، هي تأكيد روسي بأنها ماضية في مشروعها بسحق الحاضنة الشعبية للثورة السورية، وكذلك ممارسة ضغوط على الجارة تركيا للقبول بالسيناريو الروسي حول الشمال السوري.ورأى المصدر، أن الحملة الروسية ضد إدلب، هدفها إبلاغ السوريين عبر الدم والصواريخ والقنابل العنقودية بأن رفضهم لأي مخرج من مخرجات اتفاق أستانا، سيكون البديل عنه دفن السوريين تحت أنقاض المنازل، دون الإكتراث لأي ضمانات قد تبنتها موسكو خلال مفاوضات أستانا.وعزز الناشط موقفه، بالقول: «الغارات الروسية تواصل دك الأحياء السكنية التي كانت تعتبر منذ وقت طويل ملاذاً آمناً للأهالي، وكذلك المشافي والمدارس والمساجد، لم تسلم من الغارات الروسية السورية، مما يدل على أن الحملة الروسية هدفها جوانب الحياة المدنية للحصول على تنازلات من السوريين دون أي اعتراض!!


www.deyaralnagab.com