logo
الرباط..المغرب : الآلاف من سكان الريف المغربي يشيعون جثمان الناشط عماد العتابي بالزغاريد والهتافات المنددة!!
11.08.2017

شيع الآلاف من سكان منطقة الريف/ شمال المغرب أمس الخميس الناشط عماد العتابي، الذي توفي يوم الثلاثاء الماضي بعد غيبوبة دامت أكثر من 3 أسابيع نتيجة إصابته بالرأس في أثناء فض قوات الأمن لمسيرة في مدينة الحسيمة. وانطلقت جنازة العتابي، الذي وصف بشهيد «حراك الريف»، مساء الأربعاء من مسجد اكرا ازوكاغ التي تبعد الحسيمة ب15 كلم، وقام المشاركون في الجنازة بالصلاة على الفقيد، ليتم نقله بعدها لمقبرة اكرا ازوكاغ المحاذية للمسجد في موكب جنائزي، بحضور آلاف المواطنين الذين قدِموا من مختلف مدن وقرى الريف.ورفع المشاركون في الجنازة وبمجرد وصول جثمان العتابي، إلى المسجد، وسط زغاريد النساء، شعارات تندد بمقتل ثاني شهيد في حراك الريف، وطالبوا الدولة بالكشف عن الحقيقة، ورددوا «الشعب يريد من قتل الشهيد»، و»الشهداء في القبور والخونة في القصور»، و»مجرمون مجرمون قتلة إرهابيون»، و»قتلوهم عدموهم ولاد الشعب يخلفهم» و»عماد مات مقتول والمخزن هو المسؤول»، «الشهيد خلا وصية لا تنازل على القضية».ووصل جثمان عماد العتابي، الذي توفي الثلاثاء في المستشفى العسكري بالرباط، إلى مطار مدينة الحسيمة، بعد ظهر الاربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة، ووسط غموض يلف موقف عائلته من الخطوات التي ستقوم بها بعد تسلم الجثمان بعد وضعه في صندوق تم تشميعه ومنع فتحه إلا بأمر من السلطات.وقال شقيق عماد العتابي مباشرة بعد وصوله إلى مدينة الحسيمة على متن مروحية طبية نقلت جثمانه أخيه، عن ضغوط يتعرض لها من دون الكشف عن الجهات التي تمارسها عليه.وقالت مصادر إعلامية إن عائلة العتابي وافقت على نقل الجثمان من مطار الشريف في اتجاه مسجد اكرا ازوكاغ لأداء صلاة الجنازة ودفنه في مقبرة اكرا ازوكاغ المحاذية للمسجد.وقال محمد العتابي قبل اتخاذ القرار: إنه « لا يستطيع الإدلاء بأي معطيات حاليا»، وأنه متوجه الحين صوب منزل عائلته بجماعة أيت قمرة؛ حيث سيقرر برفقة عائلته مصير الجثمان، وهل سيتم دفنه قبل التوصل بالتقرير الطبي الذي طالبت به العائلة منذ إصابة عماد على إثر أحداث مسيرة 20 تموز/ يوليو الماضية.ونقل موقع لكم عن مصدر حقوقي وجثمان العتابي لا يزال موجودا بمطار الحسيمة، في ظل حراسة أمنية وصفها بـ»المشددة»، أن المنطقة التي توجد فيها عائلة العتابي محاصرة بالقوى الأمنية، وقال: «إن ضغوطاً قوية تمارس على عائلة العتابي كما تمارس على المحامين الذين يتابعون قضية ثاني شهيد في الحراك الشعبي بالريف»؛ حيث يعتبر الشهيد الاول هو بائع السمك محسن فكري الذي قتل نهاية تشرين الاول/ اكتوبر 2016 في شاحنة ازبال مطحونا أثناء محاولته استرداد أسماكه التي صادرتها السلطات في ميناء المدينة.وقال المصدر، إن السلطات العمومية قامت بتطويق مختلف الطرق والممرات المؤدية لجماعة آيت قمرة، كما نصبت حواجز أمنية من المطار إلى غاية بيت عائلة عماد العتابي فيما بقي الجثمان عالقا في المطار لحوالي ساعتين بعدما وصلت عند حوالي الرابعة والنصف عصرا عبر مروحية بسبب خلاف بين عائلة العتابي والسلطات، التي أصرت على تشييع الجثمان قبل غروب شمس اليوم نفسه، واقترحت على العائلة نقله مباشرة من المطار نحو المقبرة؛ حيث سيوارى الثرى، بينما رفض أخ المرحوم ذلك وأصر على دفنه أمس الخميس، قبل أن يتراجع في آخر لحظة بسبب الضغوط التي مورست على العائلة.وقالت إن عائلة العتابي أصرت في البداية بعدم دفن جثة عماد إلا بعد التوصل بتقرير التشريح الطبي الذي لن يتوصل به وكيل الملك (النائب العام) في الحسيمة قبل صباح الخميس وعدم دفن الجثة إلى حين الإطلاع على هذا التقرير لمعرفة الأسباب الحقيقية والعلمية لوفاة فقيدهم.وأورد نشطاء من خلال تدوينات، على الفايسبوك أن «جثة عماد العتابي احتجزت في مطار الشريف الإدريسي في الحسيمة؛ حيث كانت العائلة تطالب بنقله إلى مستودع الأموات، ليدفن غدا بعد أن يتم نقله إلى منزل العائلة لإلقاء النظرة الأخيرة عليه»، وأن السلطات رفضت بشدة نقله إلى مستودع الأموات، كما رفضت إرجاء دفنه إلى الغد، وألحت على نقله مباشرة من المطار إلى المقبرة»؛ وهو الأمر الذي رفضته العائلة بشدة، فاقترحت السلطات صيغة أخرى وهي نقله إلى منزله لدفنه قبل غروب شمس اليوم» وإلا فإنها ستعيد الجثمان إلى الرباط.وقالت نوال بن عيسى قائدة حراك الريف التي كانت موجودة ضمن مستقبلي الجثمان في المطار: «جنازة عماد العتابي كانت تاريخية واستثنائية بكل المقاييس، رغم كل المناورات؛ حيث كان قرار السلطات المحلية في شخص عامل الإقليم هو إن أصرت العائلة على إرجاء الدفن إلى الغد فإنه سيقوم بإعادة الجثة إلى الرباط، بمبرر أن القرار الذي تسلمه هو نقل الجثة من المطار إلى المقبرة مباشرة وليس شيئا آخر، وبعد أزيد من ثلاث ساعات من المفاوضات وجدت العائلة نفسها أمام قرارين: إما القبول بدفن عماد مباشرة أو إرجاعه إلى الرباط، فاضطرت العائلة مرغمة على قبول دفنه وتفادي التلاعب بجثته وإعادته من جديد إلى الرباط، وربما وضعهم أمام أمر الواقع ودفنه في مكان آخر غير الحسيمة.» وأضافت: «إنها حكرة حقيقية شعرت بها عائلة الشهيد، هذه الحكرة كنت شاهدا على جزء منها، كنت مع العائلة في المطار وكان قائد ايت يوسف وعلي يتتبع كل سكناتنا وحركاتنا، حتى المكالمات الهاتفية التي كنا نجريها من المطار كان السيد القائد يتلصص عليها… وأمام هول ما رأيت وما عاينت لم أتمالك نفسي ونحن نرافق جثة الشهيد إلى مثواه الأخير، فانخرطت في بكاء مرير صامت، وقلبي يملؤه حقد دفين على هذا النظام وهذا العبث وهذا الإجرام المنقطع النظير…»وتحولت الجنازة بعد مراسيم دفن الجثمان إلى مسيرة تنديدية بطريقة موت العتابي، وسط إنزال أمني كثيف حال دون السماح للمسيرة من التقدم صوب الحسيمة، مما خلق تؤثرا بين النشطاء والقوات الأمنية، ليختار بعدها أغلب النشطاء طريق الجبال للوصول إلى الحسيمة في مسيرات متفرقة “.وتقدم المحتجون صوب الحسيمة رافعين شعارات تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين، وتحقيق الملف المطلبي للحراك وتحميل الدولة مسؤولية “مقتل” عماد العتابي: “عماد مات مقتول والمخزن هو المسؤول” .. “الشهيد خلىّ وصية لا تنازل على قضية وهو ما أدى إلى تدخل أمني باستعمال القوة، لمنع المشيعين من تنظيم مسيرة احتجاجية حاشدة كانت متوجهة صوب وسط مدينة الحسيمة ونصبت القوات العمومية حاجزا بشريا وسط الطريق لمنع المسيرة من التقدم مما أدى إلى غضب كبير وسط المتظاهرين الذين كانوا يرددون الشعارات التي تؤكد على ضرورة معاقبة المتورطين في مقتل العتابي، مطالبين بالكشف عن ملفه الطبي وتحديد المسؤوليات ويطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية «الحراك الريفي»، ورفع العسكرة والاستجابة للملف المطلبي، مؤكدين استمراراهم في الخروج إلى الشارع إلى غاية تحقيق ما خرجوا من أجله منذ عشرة أشهر.وبعد خروج المحتجين إلى الطريق الرئيس، تدخلت قوات الأمن وعناصر أمنية بزي مدني ترتدي خوذات، لمنعهم من مواصلة الشكل الاحتجاجي ورد عليهم الغاضبون بشعار «سلمية سلمية .. لا حجرة لا جنوية»، قبل أن يتم فسح المجال للسيارات من أجل المرور بعد توقف لدينامية السير للحظات، فيما لجأ محتجون آخرون إلى مرتفعات ودواوير مجاورة مواصلين ترديد الشعارات.أطلق نشطاء حراك الريف مساء الأربعاء نداء لإطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات, وبأشكال احتجاجية غير مسبوقة. وجاء في النداء الذي أرسل لـ«القدس العربي» “نظرا لتجاهل الدولة لمطالب الجماهير الشعبية والمتمثلة أساسا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ورفع العسكرة، وتنفيذ الملف الحقوقي فعلا وليس قولا على أرض الواقع.. فقد تقرر الشروع بأشكال نضالية مستمرة، وذلك على النحو التالي الطنطنة بشكل يومي ابتداء من الساعة التاسعة مساء فوق السطوح مع الزغاريد والشعارات، ورمي نفاخات من فوق السطوح تحمل أسماء المختطفين، وتنظيم وقفات احتجاجية يومية في جميع شواطئ مدينة الحسيمة والنواحي، وإلصاق صور وأسماء المختطفين في جميع شوارع الحسيمة وامزورن وغيرهما والقرى، وإضراب عام كل يوم جمعة إلى حين إطلاق جميع المعتقلين السياسيين، ومقاطعة متجر مرجان، وذلك لتشجيع التجار الصغار على التجارة وفك أزمتهم الاقتصادية شيئا ما ، لتسديد حاجيات عائلاتهم الفقيرة…. -مسيرات بالسيارات (بلكلاكسون) بشكل يومي ابتداء من الساعة العاشرة ليلا، في كل من شارع عبد الكريم الخطابي، سيدي عابيد، محمد الخامس، الحسن الثاني، للقاء بشارع طارق بن زياد مرورا إلى صبادييا» ،وقلوا إن كل هذه الأشكال النضالية تأتي «كي يتأكد الملك بأم عينه من مدى سلميتنا وحضارتنا، وأنه لا داعي أبدا للدرك الحربي، وذلك في انتظار تنظيم مسيرة مليونية بعد 20 غشت في حالة عدم إطلاق سراح الأبرياء الأحرار».!!


www.deyaralnagab.com