logo
جنيف..سويسرا : الأورومتوسطي : الإجراءات الأمنية تحول العراق إلى سجن!!
02.07.2017

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، عن بالغ قلقه إزاء تصاعد حدة الإجراءات الأمنية المتخذة من القوات الحكومية العراقية والمليشيات الموالية لها، من إغلاق متكرر للمحافظات والمدن بما يحولها إلى سجون كبيرة.وحذر المرصد الأورومتوسطي، مقره جنيف، في بيان صحفي له من "الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون العراقيون لا سيما النساء والأطفال والمرضى، جراء هذه السياسات التعسفية واللاإنسانية بحقهم".وقالت الباحثة في المرصد الأورومتوسطي، رمال سائد، إن عدداً من المدن العراقية تتعرض منذ فترة طويلة لانتهاكات مستمرة، من قبل القوات الحكومية العراقية والمليشيات المرافقة لها، بفعل عمليات الإغلاق والمحاصرة.وذكرت سائد أن هذه الإجراءات يتم اتخاذها "من دون مراعاة للحاجات الإنسانية للسكان، ودون ظروف أمنية قاهرة، بحيث تتعمد تلك القوات إغلاق المحافظات والمدن لأيام عديدة، ومنع أي دخول لها سواء من قبل سكانها أو زوارها".ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن أهالي المدن العراقية المغلقة وجدوا أنفسهم بعد تحررها من سيطرة ما يعرف باسم تنظيم الدولة، أمام تضييق حكومي شديد.وأوضح أن هذا التضييق يتضمن منع دخول السلع والمواد الغذائية لأيام عديدة، الأمر الذي يعرض تلك السلع للتلف من جراء الشمس الحارقة وسوء التخزين؛ ما يؤثر بشكل سلبي على حياة المدنيين بشكل مباشر، فضلاً عن عدم السماح بتسهيل خروج الحالات الطارئة من المرضى والحالات الإنسانية الأخرى من المدن المغلقة.وقال المرصد إنه وثق بتاريخ 24 يونيو/حزيران 2017 إغلاق القوات الحكومية المشتركة مداخل الفلوجة ومخارجها، ومنع الآلاف من المرضى والموظفين والمسافرين من التنقل لإتمام مهامهم؛ ما تسبب بتعرض حالات كثيرة من المدنيين للإغماء، وبعضهم أسعف يدوياً من قبل الأهالي بوضع المغذي الطبي لهم.ولم يكن هذا الإغلاق الوحيد لمدينة الفلوجة وإنما سبقه عدة إغلاقات طويلة أنهكت المواطنين، ولم تمكنهم من الالتحاق بوظائفهم وأشغالهم اليومية، نتيجةً لانتظارهم عدة أيام للخروج أو الدخول إلى المدينة.ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن أهالي مدينة الفلوجة ووجهاءها خاطبوا وزير الداخلية، قاسم الأعرجي، فتم فتحها بناءً على طلبه لمدة يوم واحد فقط، ومن بعدها استمرت معاناة المدنيين لباقي الأيام.كما أشار إلى أن القوات الحكومية تتعمد أيضاً إغلاق منافذ مدينة الفلوجة خلال ساعات فتحها المعلنة من طرفها لمدة ثلاث ساعات، في حين يتحدد خروج أهالي المدينة إلى بغداد بـ12 ساعة فقط؛ ومن خلال منفذ واحد وهو (سيطرة الصقور) التي تقع شرقي مدينة الفلوجة؛ حيث يبدأ عمل هذا المنفذ من الساعة 7 صباحاً وحتى الساعة 8 مساءً.وفي محافظة الأنبار يتنقل سكانها بين مناطق سكناهم والمدن القريبة منهم، والتي تقع ضمن رقعة جغرافية واحدة، بـ"قصاصة" تسلمها لهم الأجهزة الأمنية الحكومية، وتعد "القصاصة" جواز سفر للمدني خلال تنقله داخل محافظته، ويتم الحصول عليها لكل مدينة أو بلدة يحتاج الدخول إليها، وتأتي بعد إجراءات طويلة ومعقدة، وتفتيش يستمر ساعات.وبين المرصد أن الإجراءات المشددة المذكورة تتشابه في مدن ومحافظات شمالي العراق ومناطق شمال بغداد مثل مدينة "تكريت"، و"بيجي" في محافظة صلاح الدين، ومحافظة "ديالى"، وبعض مناطق حزام بغداد ("الطارمية" و"المحمودية" و"جرف الصخر").وتسيطر المليشيات والقوات الحكومية على هذه المدن والبلدات، وتغلق منافذها وتمنع تنقل المدنيين، في حين تتصاعد تلك الممارسات عقب كل تفجير أو اغتيال مسؤول عسكري أو قائد من المليشيات.وخلص الأورومتوسطي إلى أن "هذه الإجراءات المجحفة بحق المدنيين تعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، حيث يلزم القانون الدولي لحقوق الإنسان الحكومات باحترام حق السكان في حرية الحركة والتنقل داخل وخارج المدن".ودعا المرصد الحكومة العراقية إلى العمل على تسهيل حياة المدنيين، وتوفير الخدمات الضرورية لهم، والسماح بدخول السلع والمواد الغذائية للمدن المغلقة، وضمان خروج المرضى لتلقي الرعاية الصحية.!!


www.deyaralnagab.com