logo
البصره..العراق : النزاعات العشائرية جنوب العراق: حروب النفوذ والمياه والشرف!!
03.06.2017

تشهد المدن والمحافظات الجنوبية من العراق صراعات عشائرية وقبلية دامية، يصل الأمر فيها في أحياناً كثيرة، إلى استخدام الاسلحة الثقيلة كمدافع الهاون والصواريخ المحمولة على الكتف، وسط عجز تام لقوات الأمن العراقية في معالجة مثل هذه المشاكل التي بدأت تأخذ شكلا خطيرا، ما تطلب زيارة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى تلك المناطق أكثر من مرة.علي التميمي، مقدم في وزارة الداخلية قال: إن «الكثير من الصراعات الدائرة هناك، ليست عشائرية، وانما صراعات بين الميليشيات للسيطرة والنفوذ على طرق تهريب النفط والمخدرات، وتقوم تلك الميليشيات باعطاء هذه الصراعات طابعا عشائريا، لكي تمنع تدخل الحكومة فيها. وهناك ايضاً صراعات عشائرية بين القبائل على الماء والاراضي والبساتين وغيرها».وباتت النزاعات العشائرية في جنوب العراق من أكبر التحديات المهددة للسلم الأهلي فيها. وتختلف طبيعتها، فإما أن تكون في قضايا شرف أو أراض أو مياه.وثمة عدد من الأشخاص تضرر بسبب هذه الصرعات. علي، أحد الذين تمكن من الفرار إلى العاصمة بغداد بعد أن تم ترحيله هو وابناء عمومته من ديارهم ومصادرة منازلهم وأراضيهم بسبب قتل أحد الأفراد من قبيلة أخرى. قال : «قامت إيران خلال السنوات الماضية بقطع وتجفيف اﻻنهار التي تنبع في أراضيها، وتمر عبر اﻻراضي العراقية».أضاف «سبب ذلك أزمة في مياه الري في تلك المناطق، مما اضطرنا إلى حفر آبار واستخراج المياه الجوفية لحاجتنا الماسة اليها، كوننا نعمل في الزراعة».وسبب النزاع مع القبيلة الأخرى، وفق علي، «كان على بئر قديم يقع في أرض محايدة ما جعل كل قبيلتنا وقبيلة أخرى، تتنازل على احقية امتلاك هذا البئر ونشب نزاع عشائري، ما أدى إلى مقتل أحد ابناء القبيلة الأخرى، وقمنا على اثرها بترك منازلنا والهرب إلى مناطق أكثر أمنا خوفاً من عمليات الثأر واﻻنتقام منهم».أم عباس، التي فضلت أن تختار اسماً وهمياً نظراً لحساسية الموضوع، قالت : «قُتلت ابنتي بتهمة جريمة شرف من قبل اخوتها وأبناء عمومتها وبعد فحصها في دائرة الطب العدلي تبين انها مازالت عذراء ولم يتم اﻻعتداء عليها بأي شكل من الأشكال».تواصل: «بعد التحقق من الحادث اتضح انه بوشاية من احد اﻻشخاص الذي اتهمها بعلاقتها مع شخص من عشيرة ثانية ماجعل اخوتها يقتلونها في الحال دون التحقق من صحة الخبر؛ ما أدى إلى حدوث صراع عشائري كبير سقط فيه العشرات».وحسب أم عباس، «مثل هذه الأمور تحصل بشكل كبير في مجتمعاتنا، ولكن هناك ظلم يلحق بالمرأة عندما تقترف هذه الجريمة، حيث يتم قتلها في الحال، في حين يكون الجاني حرا وطليقا في حال دفعه مبلغاً من المال إلى ذوي الفتاة او مايعرف بـ(فصل عشائري) في مجتمعاتنا، مع العلم انه اقترف الجريمة عينها».وأوضحت أن «العقاب كان يجب أن يشمل الرجل أيضاً، وليس قتل العشرات من فتيات هذه العشيرة وتلك، فلوﻻه ما اقترفت الفتاة الجريمة. ولكن هناك ظلما واجحافا واضطهادا تتعرض له المرأة في تلك المحافظات بسبب العادات والتقاليد، التي ماتزال مهيمنة على تلك العقول». فضلاً عن هذه المشاكل اﻻجتماعية في جنوب العراق، هناك النزاعات على اﻻراضي والمياه، إضافة إلى الصراع على النفوذ من أجل السيطرة على طرق تهريب النفط والمخدرات، وفق ما أكد الحقوقي المهتم بالصراعات والنزاعات الدائرة في تلك المحافظات، محمد .وبين أن «تلك الطرق اصبحت ممراً آمنا لتهريب المخدرات من أفغانستان وإيران وتمر عبر العراق»، مضيفاً : «تصل تلك النزاعات إلى استخدام اﻻسلحة الثقيلة والمتوسطة من مدافع وهاونات وغيرها من اﻻسلحة التي من المفترض ان تكون بيد الجيش العراقي فقط، لكن اﻻنفلات اﻻمني وسيطرة الميليشيات على تلك المناطق جعل من الصعب فرض سلطة القانون فيها».!!


www.deyaralnagab.com