logo
كلمة الديار...05.04.2024
وجبة القتل الجديدة في مطبخ إسرائيل!!

راقب سرب من القوات الجوية الإسرائيلية يلقّب بـ«الأفعى السوداء» ليلة الإثنين الماضي، قافلة لمنظمة «المطبخ المركزي العالمي» ثم وجّه مسيّرة من طراز «هيرميس 450» لملاحقة سيارتي دفع رباعي مصفحتين وثالثة غير مدرعة الثلاث خلال سيرها متباعدة على طول طريق الرشيد الساحلي في غزة في اتجاه الحدود المصرية ثم أطلقت ثلاثة صواريخ من طراز سبايك، المصممة لعمليات «القتل الدقيق» فضربت المركّبات وقتلت 7 من موظفي «المطبخ العالمي» هم الأسترالية قائدة الفريق، زومي فرانكوم، والبولندي داميان سوبول، والبريطانيون جون تشابمان وجيمس هندرسون وجيمس كيربي، والكندي ـ الأمريكي جاكوب فليكينغر، والفلسطيني سيف الدين أبو طه.
كان أفراد القافلة قد نسقوا تحركاتهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسبقا، وأكدت منظمة «المطبخ العالمي» في بيان لاحق أن فريقها حصل على تصريح لاستخدام الطريق، وكانت المسيّرة تحمل صورة واضحة لشعار المؤسسة الخيرية، وحسب خبير عسكري بريطاني، فإن السلطات العسكرية «ربما كانت تعرف حتى أسماء الأشخاص الذين كانوا في القافلة».
بعد إنزال حوالى 100 طن في مستودع سمع أحد فنيي منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني صوت انفجار الصاروخ الأول، وبعد دقائق التقط صوت انفجار صاروخين آخرين، وأظهرت الصور أن السيارة الثالثة، الأقل تحصينا، تعرضت لأضرار أكثر جسامة، وحين وصل المسعفون وجدوا جثثا ممزقة بسبب الانفجارات.
وصف رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما حدث بـ«استهداف غير مقصود» فيما اعتبر هرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش، ما حدث «خطأ في التعرف على الهوية» لكن أكثر من عبّر فعلا عن حقيقة موقف الدولة العبرية من الهجوم وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات الذي اعتبر مقتل عمال الإغاثة والمدنيين «جزءا من الحرب» وكذلك السفير الإسرائيلي في وارسو الذي رفض، خلال مقابلة، الاعتذار عن الحادث رغم تكرار الطلب منه، وقام، كالعادة، باتهام البولنديين بـ«معاداة السامية».
الطاهي الاسباني ـ الأمريكي خوسيه أندريس مؤسس المنظمة كشف أن العملية كانت «هجوما مباشرا على مركبات ذات علامات واضحة، وكانت تحركاتها معروفة للجميع في الجيش الإسرائيلي» وأن الحادث لم يكن بسبب «سوء الحظ أو إسقاط القنبلة في المكان الخطأ» فيما وضعت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، إيرين جور، اصبعها على السبب الحقيقي للمقتلة لكونها ليست هجوما على «وورلد سنترال كيتشن فحسب، وإنما على المنظمات الإنسانية التي تظهر في أسوأ المواقف حيث يستخدم الغذاء كسلاح حرب».
يُفهم الأمر إذن ضمن العملية الإسرائيلية الأكبر في قطاع غزة، والتي تستخدم المجاعة كسلاح لتحقيق أهدافها العسكرية. قبل الهجوم بأيام كان «المطبخ العالمي» يستعد لتسليم 400 طن من المساعدات لأهالي غزة، وبعد المجزرة التي حاقت بموظفيه أوقف إيصال المساعدات.
بعد العمل على استئصال «الأونروا» والخنق الممنهج لشمال غزة، والهندسة القائمة للتجويع في كل القطاع، بلغت إسرائيل حدا من التوحّش لم تعد فيه قادرة على الاكتفاء بقتل الفلسطينيين، وبمنع مؤسسات الإغاثة الأممية والدولية من مساعدتهم، فالتهمت، في وجبة القتل الأخيرة، موظفي الإغاثة البديلة (المطبخ العالمي) وهي منظمة أمريكية ـ دولية، لتؤكد لحلفائها، كما لخصومها، أنها دولة خارج القانون.
**المصدر: القدس العربي
*أقرأ ي ايضا
***عملية دمشق الإسرائيلية: إعلان حرب على إيران؟
نفّذت إسرائيل، يوم الإثنين الماضي، عملية عسكرية كبيرة في العاصمة السورية دمشق أدت إلى مقتل ثمانية إيرانيين (حسب وكالة الأنباء الفرنسية) بينهم ثلاثة من قادة «فيلق القدس» وأربعة «مستشارين» ومدني.
في تصريحه حول الموضوع أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن جريمة قصف القنصلية الإيرانية في دمشق «لن تمر دون رد» كما رأت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة فيها «انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي والمبدأ الأساسي، المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية» في المقابل، فإن «القناة 12» الإسرائيلية استخدمت هذه المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية للاستنتاج بأن الهجوم على القنصلية الإيرانية هو بمثابة «هجوم على أراضي إيران».
أحد المواقع السورية («كلّنا شركاء») نشر ما قال إنها «تسريبات أمريكية» حول القصف من «مصدر أمريكي مطلع على الضربة قبل دقائق من إجرائها» أكدت أن المعلومات الاستخباراتية التي وصلت الإسرائيليين كانت عن اجتماع طارئ للقيادات العليا لـ«الحرس الثوري» الإيراني وقيادات من تنظيم «الجهاد الإسلامي» وأن «مجلس الحرب» الإسرائيلي عجّل بالموافقة على القصف رغم معرفته بأن المبنى ذا الطوابق الأربعة الموجود بين السفارتين الإيرانية والكندية، هو مدني، وهو ما يفسّر مقتل مدنيين سوريين من سكان البناية. كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد سبق «التسريبات» بتأويل موقع العملية بأن «المبنى كان متنكرا على أنه مدني» فيما وصفت إذاعة جيش الاحتلال المبنى بأنه «بمثابة المقر العسكري للحرس الثوري».
قبول هذه المعطيات عن كون المبنى مدنيا لا ينفي طبعا الحساسية الكبرى للضربة، وخصوصا إذا علمنا أن السفير الإيراني هو أحد سكان تلك البناية المقصوفة، والأغلب، من تاريخ معرفتنا بعلاقة إسرائيل السيئة بالقوانين الدولية، أن قادة جيش الاحتلال ما كانوا ليتورعوا عن تنفيذها حتى لو كانت تجري في القنصلية فعلا.
غير أن كشف هذه المعلومة تغيّر طريقة تحليلها، فرغم توافق وسائل إعلام الطرفين على أن القصف استهدف القنصلية، وأنه يعتبر إعلانا للحرب، فإن رد المستوى السياسيّ والعسكري الأعلى في إيران سيتعامل مع هذه التفصيل بدقة في حال قرر الرد على إسرائيل، وهو ما سيحصل على الأغلب.
صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية الإيرانية اعتبرت الحدث «مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل» لكنّها ركزت على مساءلة القيادة العسكرية عن سبب تركزها «في مبنى لا يملك القدرة على الدفاع». ورأت الصحيفة أنه كان على القيادة «توقع الأسوأ» وأن الحديث عن احترام إسرائيل للقانون الدولي غير منطقي، فإذا كانت دول العالم تعترض على انتهاك إسرائيل القانون الدولي فذلك لأنها على علاقة متبادلة معها ورغم ذلك فإن إسرائيل لا تحترم تلك الحقوق «فكيف الحال مع إيران التي لا تعترف بوجود إسرائيل».
تميل الآراء في الصحف الإيرانية إلى توقع حصول رد إيراني مع وجود ما يشبه الاتفاق حول «طبيعة الرد» فالقائد السابق لبحرية «الحرس الثوري» العميد حسين علائي، يرى في مقال صحافي أن أفضل مسار للرد هو أن تتخذ إيران «إجراءات قانونية ودولية ودبلوماسية واسعة النطاق» ناصحا بعدم الحديث عن أي رد فعل من إيران أو قوى المقاومة و«عدم إظهار أي تسرع في الرد» أما إبراهيم متقي، الأستاذ في جامعة طهران، فيرى أن رد الفعل الإيراني يجب أن يأتي «ضمن آليات الردع المتبادل» على أن يكون الهدف خارج فلسطين المحتلة وأن «يركز على العمليات المشتركة والحرب التركيبية» وكلا الاتجاهين يشير إلى أن النخب السياسية في إيران لا تحبّذ حربا إقليمية واسعة.
**المصدر: القدس العربي


www.deyaralnagab.com