logo
1 2 3 41309
أميركا اللاتينية تكرم أيقونة الثورات تشي غيفارا!!
13.10.2017

سانتا كلارا (كوبا) - في العاشر من أكتوبر 1967، سُجي جثمان أرنستو تشي غيفارا، الذي قيل إنه قتل في اليوم السابق أمام عدة صحافيين في مشرحة ميدانية في فالي غراندي بجنوب بوليفيا.وقتل تشي الملقب بـ”رامون” بعد أسره في واد ضيق إثر معركة ضارية. وجابت صور التقطها الصحافي الفرنسي مارك أوتن آنذاك لجثمان رفيق سلاح الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، العالم، بينما أكد الجيش البوليفي أن تشي مات متأثرا بجروحه، لكن تبين لاحقا أنه أُعدم.وتعترف كوبا بالجميل لتشي حيث ترأس راوول كاسترو احتفالا نظم للمرة الأولى في غياب شقيقه، في المدينة الواقعة على بعد 300 كلم شرق هافانا ودفن فيها رفات قائد الثورة.وكان جندي بوليفي أعدم تشي، الذي كان في الـ39 من العمر، في التاسع من أكتوبر، لكن في كوبا تحيى هذه الذكرى سنويا في الثامن من أكتوبر، أي يوم أسره في قرية في الأنديس.ونظمت احتفالات في بوليفيا أيضا الاثنين الماضي، بحضور أبناء تشي والرئيس البوليفي إيفو موراليس الذي اتهم وكالة الاستخبارات المركزية “سي.آي.أيه” باضطهاد وتعذيب واغتيال غيفارا خلال الأشهر الـ11 من حركة التمرد التي قادها في بوليفيا.وكانت جثة غيفارا قد دفنت في بوليفيا وعثر عليها قبل عشرين عاما قبل إعادتها وسط مراسم تكريم إلى كوبا حيث نظمت جنازة وطنية له.ومنذ 1997، زار أكثر من 4.7 ملايين شخص ضريح تشي الذي يعلوه تمثال كبير من البرونز في سانتا كلارا المدينة التي تعتبره ابنها بالتبني منذ الانتصار الحاسم الذي حققه فيها في ديسمبر 1958 على قوات الدكتاتور الكوبي فولغنسيو باتيستا.ونشرت الصحافة الكوبية عددا من المقالات الخاصة بتشي وفي الإذاعة والتلفزيون، تم تكريمه عبر حفلات سيمفونية، ترافقت مع مقتطفات من خطب غيفارا الذي كان وزيرا للصناعة في أول حكومة ثورية في كوبا.وعلى هامش الاحتفالات في هذا البلد الذي تعد فيه خدمة الإنترنت واحدة من الأكثر محدودية في العالم، تم طرح تطبيق أطلق عليه اسم “سيمبيري تشي” أي تشي دائما مخصص لضريح سانتا كلارا.وإلى اليوم، لا يزال تشي ملهما للشباب، فرغم أنه مولود وسط عائلة بورجوازية، إلا أن ذلك كان دافعا لأن يغير حياته بعد أن جاب أميركا اللاتينية على متن دراجة نارية لصديقه ألبيرتو غرانادو واطلع فيها على بؤس المحرومين ولا سيما السكان الأصليين.والتقى تشي، الذي درس الطب، في 1955 بفيدل المنفي في المكسيك، والتحق بصفوف الثوار الكوبيين في المقاومة التي تقاتل باتيستا، لكنه أراد خوض معارك جديدة.وبعد عشر سنوات من الكفاح، كتب لفيدل مستأذنا نقل المقاومة لأفريقيا خاصة أن “مناطق جديدة من العالم تطالب بمساهمة جهودي المتواضعة”. وانتهت الرسالة بعبارة باتت شهيرة “دائما حتى النصر”.وتلت ذلك أشهر من “الاختفاء” لدى وجوده في الكونغو لمحاولة فرض الثورة المسلحة فيها، من دون تحقيق أي نجاح، قبل أن يبدأ في بوليفيا حربه الأخيرة.وتنتشر صوره في كل أنحاء كوبا، ولا سيما تلك التي يبدو فيها طويل الشعر قوي العينين ويعتمر قبعة ويرتدي سترة وقد التقطها المصور الكوبي المتوفي ألبرتو كوردا.وجابت هذه الصورة أرجاء العالم، وزينت جدران غرف أجيال من الطلبة، وتستخدم اليوم لتحقيق انتعاش تجاري.!!


www.deyaralnagab.com