logo
1 2 3 41309
سكان باكستان يستعينون بأداة تهوئة يشغلها حمار !!
28.09.2017

بلوشستان (باكستان) - يستعين السكان في إحدى أكثر مدن باكستان حرّا بعد ساعات من العمل المضني في ظل حرارة تتخطى 50 درجة مئوية في الظل، بأداة تهوئة بدائية يشغلها حمار طلبا للقليل من النسيم المنعش.وبحسب دراسة علمية حديثة، قد يجعل التغير المناخي جزءا من جنوب آسيا منطقة غير قابلة للسكن بحلول نهاية القرن الحالي. هذه الفرضية تبدو واقعية في منطقة سيبي الصحراوية في ولاية بلوشستان حيث بلغت الحرارة 52.4 درجة مئوية هذا الصيف.والملاذ الوحيد لتفادي الاختناق من الحر في هذه المناطق التي تفتقر للكهرباء، حمير تقوم بالدوران من دون توقف محركة معها قطعا كبيرة من القماش لمد العائلات المتعطشة للنوم ببعض الهواء.ويحلم القروي لكمير براهماني بنقل عائلته للعيش في منطقة أقل حرا غير أنه يفتقر للموارد المطلوبة. ويقول “كيف يمكنني الانتقال إلى كويتا (عاصمة الولاية) أو سواها فيما كلفة رحلة الذهاب وحدها عشرة آلاف روبية (95 دولارا) أي ما أجنيه خلال شهر كامل؟”.وكتب الباحثون “ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال الصيف قد يبلغ مستويات تفوق قدرة جسم الإنسان على الصمود”.وتعتبر باكستان أكثر بلدان العالم تضررا جراء تبعات الاحترار المناخي إذ أنها تدفع ثمن ذوبان الجليد في مجلداتها العملاقة في الهملايا إضافة إلى ضغوط قوية على مواردها المائية.ويقول مير محمد لوني وهو قروي مقيم قرب سيبي “في كل سنة نقول لأنفسنا إن الحر الذي نواجهه لا يطاق لكن في العام التالي ترتفع الحرارة أكثر فننسى حر العام السابق".ويجهد لوني نفسه لمقاومة القيظ، حتى ينهي أكبر قدر من المهام في الصباح الباكر قبل اللجوء إلى كوخ خشبي يرشه بالماء بواقع مرة كل نصف ساعة للتخفيف من حدة الشعور بالحر في المكان.وعند الظهر، تصبح السوق أشبه بمدينة أشباح وسط إقفال شامل للمتاجر وتكدس السكان في زوايا مظللة أو قرب نقاط توزيع المياه الموحلة.ولحسن حظ سكان سيبي، يجعل القرب من صحراء ذات مناخ جاف نسبيا المنطقة قابلة للعيش، بحسب مدير هيئة الأرصاد الجوية في بلوشستان محمد طاهر خان.ويقول أحدهم وهو شهيد حبيب “يجب تثقيف الناس” وإبلاغهم بالمعلومات البسيطة مثل اختيار الملابس التي يجب ارتداؤها وكمية المياه المطلوب تناولها.ويشكو آخرون من افتقار المدينة للمساحات الخضراء القادرة على التخفيف من وطأة الحرارة. ويوضح عمران حسيني وهو من سكان كراتشي “علينا زرع أكبر قدر ممكن من الأشجار”.لكن بائع الشاي في سيبي ظافر علي لديه وصفة أخرى وهي كوب من الشاي الساخن، ما قد يبدو مستغربا في هذا الجو الحار. غير أنه يؤكد نجاعة هذا الحل المقترح قائلا “الحرارة تقضي على الحرارة”.!!


www.deyaralnagab.com