أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
سكان مخيمات مقديشو.. حياة ملؤها المعاناة والجوع!!
بقلم : نور جيدي ... 15.07.2014

مقديشو ـ في ظل ظروف قاسية ومعاناة إنسانية، يعيش سكان مخيمات العاصمة الصومالية مقديشو، الذين يتجاوز عددهم نحو مليون شخص يقبعون في نحو 10 مخيمات رئيسية، بحسب إحصائيات الهيئة الحكومية المعنية بشؤون النازحين الصوماليين.
مخيم “سيدكا” الكائن على بعد أمتار من القصر الرئاسي تغمره فضلات مقديشو وتملأه المياه الراكدة بين جنباته وذلك بعد هطول الأمطار الموسمية التي سقطت في العاصمة وقطعت الشوارع الرئيسة في العاصمة، بحسب مراسل الأناضول.أكثر من مائتي عائلة تعيش في هذا المخيم الذي تضرر بسبب هطول الأمطار، وحوَل الأكواخ والخيام التي تمثل ملجأ أساسيا للنازحين إلى أشكاك فارغة تملأها المياه لم تعد صالحة للسكن وسط غياب دعم الهيئة الانسانية لتخفيف المعاناة.حبيبة توحو، أم لأربع أطفال، قالت لمراسل الأناضول: “فاقمت الأمطار معانات النازحين، ويبيت بعض النازحين بلا مأوى بعد أن جرفت سيول الأمطار منازلهم المكونة من القطع البلاستيكية والكرتون وأغصان الشجر، ونحن نخشى من أن يستمر هذا الوضع دون تدخل الهيئات الإنسانية”.
وأضافت حبيبة: “ارحمونا بفضل شهر مضان يرحمكم الله”، مشيرة إلى أن أوضاعهم المعيشية ستزداد سوء إذا لم تتغير الأمور عن هذا الوضع.ورغم توزيع بعض الهيئات الإنسانية مواد غذائية على الأسر الفقيرة من أجل توفير لقمة عيش خلال رمضان إلا أن هذا المخيم لم يجد نصيبه من هذه المساعدات ليبقى أمل ساكنيه على من يجود بهم خيرا.من جانبه، قال محمد الأمين، أحد المسؤولين عن مخيم سيدكا، لوكالة الأناضول، إن الحالة الإنسانية في سكان المخيم تثير القلق، مشيرا إلى أن بعض النازحين صاروا بلا مأوى نتيجة هطول الأمطار التي تعصف المخيم.وأضاف المسؤول أن أرضية المخيم منخفضة عما حولها ما أدى إلى انحراف سيول الأمطار إليه بسبب عدم توفر السواتر الترابية.
ومن الملفت خلال شهر رمضان لهذا العام أن العاصمة تشهد تراجعا كبيرا عن إقامة موائد الرحمن التي توفرها الهيئات الإنسانية للأسر الفقيرة والمارة الذين لم يسعفهم الطريق للوصول إلى منازلهم.روبلي عبدالولي من النازحين الجدد جراء الحرب القبلية التي تشتعل في اقليم شبيلي السفلى الذي غمرت مياء السيول كوخه المتواضع، واضطر هو وعائلته لإفتراش كوخ لا يقيهم برداً ولاحرا، يقول للأناضول إن “أزمة السكن تلاحقنا أينما نحل، فهربنا من منازلنا بسبب الصراع القبلي ولجأنا إلى هذا المخيم ولا أحد يساعدنا، بل ونفتقر إلى ممتلكاتنا المتواضعة ونفوض أمرنا إلى الله”.
وبحسب اسماعيل محمد، الناشط في المجال الإغاثي، فإن معظم النازحين في مخيمات العاصمة هم النازحون الذين شردتهم المجاعة رغم مبادرات الهيئات الإنساينة لإعادة تأهيل هؤلاء النازحين إلى موطنهم الأصلي إلا أن كيثرا منهم عادوا إلى مخيماتهم بسبب عدم توفر الحياة المناسبة في أقاليمهم.وحول الخطة التي شرعتها الحكومة الصومالية لتوطين النازحين في مخيمات العاصمة إلى مناطق بعيدة عن العاصمة تتوفر فيها سبل العيش أكد إسماعيل أن هذه الخطة لا تغير شيئاً عن حياة النازحين بل تسهم في هجرة المواطنين عن قراهم ليشكلوا ضغطا سكانيا في العاصمة.وأضاف محمد أن “أنسب الطرق لإعادة تأهيل النازحين هي توفير ما يضمن لهم البقاء في مناطقهم الأصلية ليواصلوا حياتهم الزراعية والرعوية و تزويدهم بأدوات الحرث للمزراعين فيها، وإلا فإن مشكلة النازحين في العاصمة ستبقى عالقة وتثقل البلاد بأعباء اقتصادية وأمنية”.
ويتزامن هذا الوضع الإنساني المتفاقم في مخيمات العاصمة في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة عن أزمة مجاعة جديدة تضرب العاصمة، إذ لم يف العالم وعوده المالية والإنسانية للصومال، وذلك بسب التكدس البشري في مقديشو وارتفاع الأسعار الغذائية في أسواقها بسبب تدني الشلن الصومالي (العملة المحلية) أمام الدولار الأمريكي!!

1