أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
يريد أن يناظر الأسد لكنه «لم يبلّغ» بذلك بعد: مرشّح شيوعي لاتحاد الجمهوريات السورية!!
بقلم : سليم‭ ‬البيك ... 20.05.2014

نحن‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الأعراس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬حتى‭ ‬مصر،‭ ‬وكي‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬أسطري‭ ‬هذه‭ ‬مجرد‭ ‬تكرار‭ ‬لمقالات‭ ‬عديدة‭ ‬كُتبت‭ ‬في‭ ‬انتقاد‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬وتحديداً‭ ‬سوريا،‭ ‬وفي‭ ‬نقضها‭ ‬والسخرية‭ ‬منها‭ ‬كونها‭ ‬تحمل‭ ‬كافة‭ ‬الأسباب‭ ‬لذلك،‭ ‬ومعظمها‭ ‬أسباب‭ ‬ملحّة‭ ‬سيتعذّر‭ ‬المرور‭ ‬عنها،‭ ‬سأتناول‭ ‬هنا‭ ‬جزئيّة‭ ‬بسيطة‭ ‬تخص‭ ‬‮«‬يسارية‮»‬‭ ‬مرشّحين‭ ‬عن‭ ‬المعارضة‭.‬
نعم،‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬مرشّحين‭ ‬يساريين،‭ ‬وغاية‭ ‬حديثي‭ ‬هي‭ ‬المرشّح‭ ‬السوري‭ ‬ماهر‭ ‬حجّار‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬‮«‬الجبهة‭ ‬الشعبية‭ ‬للتغيير‭ ‬والتحرير‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬المعارض‭ ‬السوري‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬قدري‭ ‬جميل،‭ ‬وهذه‭ ‬ميزة‭ ‬غرائبية‭ ‬لدى‭ ‬معارضات‭ ‬نظام‭ ‬الأسد،‭ ‬كأن‭ ‬تكون‭ ‬معارضاً‭ ‬ووزيراً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرشّحاً‭ ‬للرئاسة‭ ‬ومنتخِباً‭ ‬للسيّد‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬وأن‭ ‬تترشّح‭ ‬لرئاسة‭ ‬سوريا‭ ‬ويخاطب‭ ‬برنامجك‭ ‬الانتخابي‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬المضطهدة،‭ ‬بالأخص‭ ‬منها‭ ‬شعوب‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭.‬
منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الثورة‭ ‬السورية،‭ ‬بل‭ ‬مجمل‭ ‬الثورات‭ ‬العربية،‭ ‬انكفأ‭ ‬اليساري‭ ‬‮«‬مشدوهاً‮»‬‭ ‬مما‭ ‬يحصل،‭ ‬فاتخذ‭ ‬موقف‭ ‬المتوجّس‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬إمبريالية‭ (‬تكون‭ ‬حتماً‭ ‬أمريكية‭ ‬صهيونية‭ ‬رجعية‭ ‬عربية‭)‬،‭ ‬ومع‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬وسير‭ ‬تطوّرها‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬‮«‬انشداهه‮»‬‭ ‬داعماً‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬منذ‭ ‬الأشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الثورة‭. ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬التعقيدات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬دخول‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرّفة‭ (‬السنّية‭ ‬فقط‭ ‬لأن‭ ‬الشيعية‭ ‬منها‭ ‬علمانية‭ ‬ظاهراً‭ ‬وباطناً،‭ ‬ولعلّها‭ ‬ملحدة‭) ‬ومع‭ ‬ارتماء‭ ‬المعارضات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬أمريكا،‭ ‬صار‭ ‬لليسار‭ ‬الصدئ‭ ‬‮«‬مبرّرات‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬للوقوف‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬حربه،‭ ‬فصار‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬الجامع‭ ‬الأكبر‭ ‬ليسار‭ ‬عربي‭ ‬وعالمي‭ ‬بائس‭. ‬اليوم‭ ‬‮«‬إجاك‭ ‬الدور‭ ‬يا‭ ‬دكتور‮»‬‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يُقال،‭ ‬اليوم‭ ‬ماهر‭ ‬حجّار‭ ‬سيسحب‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجموع‭ ‬اليسارية‭ ‬من‭ ‬أحضان‭ ‬الأسد‭ ‬لأنّه‭ ‬المرشّح‭ ‬الشيوعي‭ ‬المنتظر‭ ‬للرئاسة،‭ ‬وهذا‭ ‬يبعث‭ ‬لديهم‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬سوريا‭ ‬جمهورية‭ ‬أشبه‭ ‬بالاتحاد‭ ‬السوفياتي،‭ ‬أي‭ ‬اتحادية‭ (‬فدرالية‭) ‬لمناطق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬والعلويين‭ ‬والأكراد‭ ‬والدروز‭… ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬الأسد‭ ‬هو‭ ‬الأحقّ‭ ‬بهذه‭ ‬الصنعة‭ ‬التي‭ ‬اشتغل‭ ‬عليها‭ ‬طويلاً‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬جدارته‭ (‬مكمّلاً‭ ‬مسيرة‭ ‬والده‭) ‬فيها‭.‬
الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬المعروضة‭ ‬لحجار‭ ‬على‭ ‬‮«‬الإخبارية‭ ‬السورية‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬السوري،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬السوري‭ (‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة،‭ ‬فكيف‭ ‬الحال‭ ‬فيما‭ ‬بعدها‭!) ‬وكان‭ ‬متقصّداً‭ ‬ألا‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬‮«‬حارة‮»‬‭ ‬الأسد،‭ ‬فحوَت‭ ‬الدعاية‭ ‬على‭ ‬مفردات‭ ‬كهذه‭: ‬إرادة‭ ‬الشعوب،‭ ‬إرادة‭ ‬القطب‭ ‬الواحد،‭ ‬استفراد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التحكّم‭ ‬بمصائر‭ ‬الشعوب،‭ ‬لم‭ ‬تجلب‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬غير‭ ‬الحروب،‭ ‬قطب‭ ‬الشعوب،‭ ‬مواجهة‭ ‬الاستفراد‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الأنظمة‭ ‬الثورية،‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬دول‭ ‬البريكس،‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬مواجهة‭ ‬القطب‭ ‬الأوحد،‭ ‬القيم‭ ‬الخالدة‭ ‬للبشرية‭.‬
السؤال‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬اليسار‭ ‬العربي،‭ ‬السوري‭ ‬منه‭ ‬تحديداً‭ ‬كونه‭ ‬المنتخِب‭ (‬دعنا‭ ‬لا‭ ‬نتوقّف‭ ‬عند‭ ‬هذه‭)‬،‭ ‬لترك‭ ‬الأحضان‭ ‬الخامنئيّة‭ (‬وعبرها‭ ‬الأسديّة‭) ‬والتوجّه‭ ‬لمرشّح‭ ‬يحكي‭ ‬ما‭ ‬يطيب‭ ‬لهم‭ ‬سماعه؟‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الخلفية‭ ‬الغنائية‭ ‬للدعاية‭ ‬كانت‭ ‬نشيد‭ ‬الأممية‭ (‬ما‭ ‬غيره‭)!‬
حجّار‭ ‬نفسه‭ ‬ظهر‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬لبرنامج‭ ‬‮«‬قصارى‭ ‬القول‮»‬،‭ ‬وفيه‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أجوبته‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المرشّحين،‭ ‬كأن‭ ‬يُسأل‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬إجراء‭ ‬مناظرة‭ ‬مع‭ ‬الأسد‭ ‬كأي‭ ‬مرشّحَين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فيجيب‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أُخبَّر‭ ‬بذلك‮»‬‭. ‬فوراً‭ ‬تلعثم‭ ‬الرجل‭ ‬وتلفّظ‭ ‬بكلمة‭ ‬غريبة‭ ‬أراد‭ (‬غالباً‭) ‬القول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الإيعاز‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬بذلك،‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬سيفعل‭! ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال،‭ ‬أعاد‭ ‬مقدّم‭ ‬البرنامج‭ ‬طرح‭ ‬السؤال،‭ ‬ليجيب‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬مستعد‭ ‬لعرض‭ ‬خطي‭ ‬السياسي‭ ‬وبرنامجي‭ ‬الانتخابي‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬السوري،‭ ‬ربما‭ ‬والسيد‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‮»‬‭. ‬لم‭ ‬يجرؤ‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬التلفّظ‭ ‬بكلمة‭ ‬‮«‬المناظرة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬النديّة،‭ ‬بل‭ ‬سيعرض‭ ‬برنامجه‭ ‬بكل‭ ‬تهذيب‭ ‬وخنوع‭.‬
نحن‭ ‬هنا‭ ‬أمام‭ ‬رعب‭ ‬يعتري‭ ‬أحد‭ ‬المترشّحين‭ ‬متلعثماً‭ ‬في‭ ‬كلامه‭ ‬متجنّباً‭ ‬أي‭ ‬إشارة‭ ‬لأي‭ ‬مناظرة‭ ‬مع‭ ‬الأسد‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬المرشّح‭ ‬الرئاسي‭ ‬هذا‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب‭ (‬المعارض‭) ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعترض‭ ‬بكلمة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬أكلَ‭ ‬كفاً‮»‬‭ ‬من‭ ‬عنصر‭ ‬أمن‭ ‬أمّي‭ ‬يتمتّع‭ ‬بميزة‭ ‬الانتماء‭ ‬لطائفة‭ ‬الأسد‭ ‬حامي‭ ‬العلمانية‭ ‬والصديق‭ ‬الأوّل‭ ‬لليسار‭!‬
كيف‭ ‬يريد‭ ‬الأسد‭ ‬للمعارضة‭ ‬أن‭ ‬تكون؟
‭ ‬‮«‬الحزب‭ ‬السوري‭ ‬القومي‭ ‬الاجتماعي‮»‬،‭ ‬لنبتعد‭ ‬عن‭ ‬اليسار‭ ‬قليلاً‭ ‬كوننا‭ ‬نحكي‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬أقرب‭ ‬للفاشية،‭ ‬استلهم‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬النازية‭ ‬المبادئ‭ ‬والتحية‭ ‬وحتى‭ ‬اللوغو‭. ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬ممثل‭ ‬بالحكومة‭ ‬السورية،‭ ‬وهو‭ ‬أعلن‭ ‬دعمه‭ ‬لبشار‭ ‬في‭ ‬‮«‬المعركة‭ ‬الانتخابية‮»‬،‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬لهذا‭ ‬الحزب‭ ‬مليشيات‭ ‬مقاتلة‭ ‬في‭ ‬صفّ‭ ‬جيش‭ ‬الأسد‭ ‬وبشكل‭ ‬معلن،‭ ‬لكن‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تذكره‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬سما‮»‬‭ ‬السورية‭ ‬إلا‭ ‬مرفقاً‭ ‬بصفة‭ ‬‮«‬المعارض‮»‬‭.‬
أخيراً،‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الحزب‭ ‬السوري‭ ‬القومي‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭ ‬علي‭ ‬حيدر‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬وزير‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭.‬
هذه‭ ‬هي‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬يسمح‭ ‬بها‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬إن‭ ‬اتجهت‭ ‬يساراً‭ ‬أم‭ ‬يميناً‭ ‬طالما‭ ‬أنها‭ ‬تسير‭ ‬كيفما‭ ‬وأينما‭ ‬أراد‭ ‬النظام‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسير‭.‬
شتيمة‭ ‬‮«‬اليساري‮»‬‭ ‬لحمدين
في‭ ‬مصر،‭ ‬هنالك‭ ‬مرشح‭ ‬قومي‭ ‬ناصري‭ ‬وغير‭ ‬يساري‭ ‬هو‭ ‬حمدين‭ ‬صباحي،‭ ‬لكن‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭ ‬المحبّة‭ ‬للسيسي‭ ‬تصف‭ ‬صباحي‭ ‬في‭ ‬تقاريرها‭ ‬باليساري،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬تقدّمها‭ ‬للسيسي،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬يساري‮»‬‭ ‬أشبه‭ ‬بشتيمة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬المريضة،‭ ‬ولأن‭ ‬‮«‬البركة‮»‬‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬اليسار‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬شتيمة‭.‬
مرشد‭ ‬المقاومة‭ ‬أحمد‭ ‬جبريل
إلى‭ ‬فلسطين‭. ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬كان‭ ‬يوماً‭ ‬ضمن‭ ‬اليسار‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وكان‭ ‬نشيد‭ ‬الأممية‭ ‬يُتلى‭ ‬عندها‭ ‬كلّ‭ ‬صباح‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬وأربعة‭ ‬عقود،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تشتري‭ ‬إيران‭ ‬جميع‭ ‬أسهمه‭ ‬ليكون‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬‮«‬للجبهة‭ ‬الشعبية‭-‬القيادة‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬أحمد‭ ‬جبريل‭ ‬الذراع‭ ‬الغدّارة‭ ‬التي‭ ‬يضرب‭ ‬بها‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
لذلك‭ ‬فهو‭ ‬الزعيم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأكثر‭ ‬حضوراً‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬الميادين‮»‬،‭ ‬وآخرها‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬حديث‭ ‬دمشق‮»‬‭.‬
يبدأ‭ ‬الحوار‭ ‬بسؤال‭ ‬من‭ ‬المُحاوِر‭ ‬عن‭ ‬بيان‭ ‬للجبهة‭ ‬تقول‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬يشكل‭ ‬امتداداً‭ ‬للنكبة‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬ستة‭ ‬وستين‭ ‬عاما‮»‬‭ ‬ليجيب‭ ‬جبريل‭ ‬‮«‬بأننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬مرتاحين‭ ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نرى‭ ‬الشعارات‭ ‬السياسية‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هنالك‭ ‬الظلم‭ ‬والفساد‭ ‬والخ،‭ ‬شعارات‭ ‬داخلية‮»‬‭.‬
يحكي‭ ‬عن‭ ‬الثورتين‭ ‬التونسية‭ ‬والمصرية،‭ ‬وصحيح‭ ‬كانت‭ ‬الشعارات‭ ‬مطلبية‭ ‬وهذا‭ ‬أصل‭ ‬كل‭ ‬ثورة‭ ‬بالمناسبة‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يطالب‭ ‬السيّد‭ ‬جبريل‭ ‬التونسيين‭ ‬والمصريين‭ ‬الفقراء‭ ‬الجائعين‭ ‬والعاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والمهانين‭ ‬من‭ ‬أنظمتهم‭ ‬أن‭ ‬يتركوا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ويشعلوا‭ ‬ثورة‭ ‬يطالبون‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬أنظمتهم‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬جالس‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬هو‭ ‬ولا‭ ‬الأسد‭ ‬قادر‭ ‬أو‭ ‬راغب‭ ‬بفتح‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بل‭ ‬ويحرسها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬معكّر‭ ‬للأمن‭ ‬المسيطر‭ ‬على‭ ‬الحدود‭. ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬لتنظيمه‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬وغزة؟‭ ‬وهل‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬داخل‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة‭ ‬أصلاً؟
في‭ ‬سياق‭ ‬المقابلة‭ ‬ينتقد‭ ‬جبريل‭ ‬المواقف‭ ‬الأولى‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬بخصوص‭ ‬‮«‬المشاكل‭ ‬في‭ ‬سوريا‮»‬‭ ‬ليستدرك‭ ‬المُحاوِر‭ ‬ويرد‭: ‬‮«‬جاؤوا‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬وقالوا‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬اليرموك‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬المسلحين‮»‬‭. ‬يقولها‭ ‬وكأنها‭ ‬غاية‭ ‬حضور‭ ‬الوفد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬شاهد‭ ‬الزور،‭ ‬وكأنها‭ ‬خدمة‭ ‬أرادوا‭ ‬إسداءها‭ ‬للنظام‭ ‬السوري‭ ‬وبالتالي‭ ‬استحقّوا‭ ‬هذا‭ ‬الدفاع‭ ‬من‭ ‬القناة‭ ‬عبر‭ ‬موظّفها،‭ ‬وأهالي‭ ‬‮«‬اليرموك‮»‬‭ ‬يعرفون‭ ‬تماماً‭ ‬من‭ ‬جوّعهم‭ ‬وحاصرهم‭ ‬وقاتلهم‭ ‬وقصفهم‭. ‬
يعرّجون‭ ‬على‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القناة،‭ ‬يسأل‭ ‬المُحاوِر‭: ‬كلفتَ‭ ‬بعض‭ ‬رفاقكم‭ ‬بالتواصل‭ ‬مع‭ ‬حماس،‭ ‬ما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التواصل؟‮»‬‭ ‬ليجيب‭ ‬جبريل‭ ‬وبكل‭ ‬جدّية‭: ‬‮«‬لكي‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬أن‭ ‬يعودوا‭ ‬إلى‭ ‬المقاومة‮»‬‭.‬
ليست‭ ‬مزحة،‭ ‬أحمد‭ ‬جبريل‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يدلّ‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬المقاومة،‭ ‬كأن‭ ‬تقتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬‮«‬اليرموك‮»‬‭ ‬بالرصاص‭ ‬وتحاصرهم‭ ‬فيموتون‭ ‬جوعاً،‭ ‬هذه‭ ‬مقاومة‭ ‬أحمد‭ ‬جبريل‭ ‬و‭ ‬‮«‬معلمه‮»‬‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭.‬

‮❊‬‭ ‬كاتب‭ ‬فلسطيني
1