أحدث الأخبار
الجمعة 26 نيسان/أبريل 2024
إلى أي أرض يهرب العربي من كوابيس الخراب!!
بقلم : الديار ... 14.06.2016

رواية "كابوس الأرض اليباب" تطرح أسئلة حول قدرة المرء تطويع الحياة والتعامل مع عالمه الداخلي شديد الحساسية والإرباك.
رام الله (فلسطين)- تقدّم رواية “كابوس الأرض اليباب”، للكاتب والمسرحي رياض مصاروة سردا لتتابع كوابيس حالم يبلغ من العمر ستين عاما، وأسئلته عن معنى الحياة ومرور الزمن، من زاوية رؤية شخصيّة لكنّها غارقة في الوقت نفسه في اللحظة الراهنة، عبر مشاهد ووجوه تعبر إلى نومه من نشرات الأخبار الدامية وتقارير الموت والغرق والخراب التي تلفّ أجزاء كثيرة من الجغرافيا العربية.
وهو يعود إلى ليله بشغف وترقّب ليتابع الوجوه التي بات ظهورها متكرّرا في مناماته، بل إنه أطلق على بعضها أسماء، وأنشأ معها حوارا، وراح يحادثها وتحادثه.
تطرح الرواية، الصادرة حديثا عن دار راية للنشر في حيفا، العديد من الأسئلة منها: كيف يستطيع المرء تطويع الحياة؟ وكيف يتعامل مع عالمه الداخلي شديد الحساسية والإرباك؟ وهل يمكن أن يكون الحلم، حتى لو كان كابوسا، بديلا للواقع أم أنّه في أفضل الأحوال امتداد ملتبس لهذا الواقع؟ وأين يهرب الانسان من كوابيسه؟
يقول المؤلف “ما سأرويه كان حلما، بل أكثر، كان كابوسا رافقني في نومي المتقطع في الآونة الأخيرة. قال لي طبيبي “النوم المتقطع هو علامة تقدم الإنسان في العمر. ذلك العمر الذي تعرفه الفلسفة بالزمانية، زمانية الإنسان، زمانية وجوده، تلك الفترة الزمنية المتاحة بين الولادة والموت.
لم أكن بحاجة إلى الاعتراف بتقدم عمري، فهو يتقدّم مسرعا دون أن يسألني، وأنا أعرف أن توقف الزمن هو فكرة لا نستطيع الإمساك بها. لم أحاول أن أقنع صديقي الطبيب أن كابوسي لا علاقة له بتقدم العمر، لأنني كنت مجهدا فكريا، ومجهدا من التقاط الصور التي أشاهدها يوميا على شاشات الفضائيات العربية؛ الدمار، الخراب، الدم، نشيج الأمهات، نشيج الأطفال، دموع الفاقدات لأحبائهن، المقابر، الجنازات، أصوات تطلب الإغاثة، شيوخ مذلون، وما نقصني في هذه المشاهد صور جرذان تزحف على بطونها تقضم عظام الموتى”.
تجدر الإشارة إلى أن “كابوس الأرض اليباب” هي العمل الثاني الذي يصدر للكاتب عن دار راية، بعد المجموعة القصصية “ملهاة الألم”، وهي بدعم من مجلس الثقافة والفنون التابع لمؤسسة البايس.
يذكر أن رياض مصاروة، مسرحي وكاتب فلسطيني مقيم في الناصرة. ولد في الطيبة عام 1948، درس الإخراج المسرحي في مدينة لايبتزغ الألمانية. أخرج وكتب وأعدّ عددا كبيرا من الأعمال المسرحية، بينها “ليالي الحصاد”، و”بؤس ورعب الرايخ الثالث” لبريخت، و”رجال في الشمس” عن رواية غسان كنفاني، و”راشيل كوري” وغيرها.

1