أحدث الأخبار
الثلاثاء 23 نيسان/أبريل 2024
حالة إستنساخ:الثورات العربيه والصدام بين مشتقات الاستبداد!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 08.08.2013

*يُصاب الانسان بالصدمه من منسوب ثقافة الاستبداد ونسبة منسوب التحشيد والتطييف والتحريض والفتاوي اللتي تدعو الى الجهاد والقتال ضد اطراف شركاء في نفس الوطن ونفس الدين ونفس الهويه الوطنيه والسبب هو غياب ثقافة الديموقراطيه والحلول الوسط عن ذهن ما يسمى بالقيادات والعلماء وغيرهم من الفاعلين والمؤثرين في المجتمعات العربيه لابل غياب ثقافة وحضارة الديموقراطيه عن وسائل الاعلام العربيه اللتي تلعب دورا هَّداما في التحشيد والتفريق والتأجيج وإقصاء الاخر كما هو حال فضائيتي"الجزيره والميادين" ودزينه اخرى من الفضائيات الخارجه والمتخرجه من ردن ثقافة الاستبداد والطائفيه وما عليكم الا ان تتابعوا لغة مفبركي فضائية الجزيره وتموزيات فضائية الميادين لتلاحظوا الكارثه الحاصله كمحصله حاصله لثقافة الاستبداد..حتى هذا ابوربطة عنق مُهندَّمه..قارئ الاخبار ومقدم البرامج..من برَّه رخام ومن جوَّى سخام..اما بعد..
يُحكى انَّ او لا يُحكى انه في يوم من الايام وفي عام من الاعوام ان ثورات عربيه قد اطاحت بالاستبداد واستبدلته بالخراب والدمار واغرقت الاوطان والشعوب العربيه في بحر من الدم وادخلتها الى غابة من الفوضى الهدامه والقاتله, ويُحكى ان العالم اطلق على الحراك العربي تسمية " الربيع العربي" الذي سرعان ما تحول الى خريف قبل ان يُزهر وُيثمر...لم يثمر لا ثمر عجر ولا ثمر ناضج واللذي جرى ان عاصفة ما او فيضان ما اقتلع الحرث والزرع وقتل وجرح مئات الالوف من العرب وشرد الملايين ودمر المدن والقرى العربيه وحولها الى ركام وخراب واطلال تطل على واقع عربي مريض ومأزوم فتكت بوعيه وواقعه الة الاستبداد على مدى عقود من الزمن وهي العقود اللتي شوهت عقل وهوية العربي الذي تعرض الى حالة مسخ ومسح ونسخ وتهجين حتى يلائم متطلبات وطلبات حاكم مستبد اراد خَّلق بشر عبيد له لا احرار في وطنهم ولوطنهم....حاكم لم يشوه فكر ووجدان الفرد فقط لا بل سعى لخلق وجدان وفكر جماعي مشوه يؤمن بما يقوله المستبد ويطيع اوامره دون اسئله ودون تفسير وبالتالي ماجرى ان المجتمعات العربيه لم تنتج منذ عقود من الزمن سوى ثقافة الاستبداد والتجهيل التي انتجت بدورها ثقافة الاستبداد المعارضه التي تجلت في الاحزاب والحركات التي عارضت انظمة الحكم, لكنها استنسختها في مسلكيتها وبرامجها السياسيه والحزبيه مما يعني ببساطه ان مدرسة الاستبداد قد انتجت واخرجت معارضيها الذين تقمصوا بالكامل مسلكية ونمط الفكر الاستبدادي الذي اصبح كلمة الفصل الاخيره بين الانظمه والمعارضات العربيه لابل اصبح اليوم اداة التعبئه والتحشيد الجاريه في الاقطار العربيه كل على حده وفي العالم العربي بشكل عام... جدل بين فرقاء او بين فريقين او اكثر كانت وما زالت مرجعيته ثقافة الاستبداد والاقصاء والانتقام ومحاولة الاستحواذ على السلطه..كل السلطه ودون حلول وسط وهذا ماهو جاري في ليبيا وسوريا و ماهو جاري في مصر بالذات بعدما تبينت اطراف الخديعه اللا ثوريه اللتي يتصادم فيها اليوم في الشوارع والميادين اطراف ومشتقات انتجتها حقبة الاستبداد وثقافة الاستبداد وهي الثقافه التي لم تترك حيز شبه معقول للثقافه الديموقراطيه الغائبه بالكامل عن المشهد المصري والمشهد العربي ككل من تونس مرورا بمصر وليبيا وحتى سوريا اللذي يمارس فيها الاطراف مقولة علينا وعلى اعداءنا.. وإما نحن او انتُم!..بالمطلق ولا حل وسط يلوح في الافق..من اين سيلوح هذا الحل في خضم ثقافة الاستبداد والاقصاء المقتنعه بها الاطراف المتحاربه؟ وهل تعلمت الاطراف المتحاربه شئ اخر غير الاستبداد والفكر الظلامي بشقيه المستورد والمحلي...!!
عندما نقول مقولة علينا وعلى اعداءنا وإما نحن او انتم! او كما يقولون في الباديه "حصانين لايرتبطان بشبح واحد" فنحن نشير الى ثقافة الاستبداد وثقافة اقصاء الاخر وعدم امكانيه وجود حل وسط تتفق عليه الاطراف المتنازعه وهذه نزعه استبداديه مستقاه من ثقافة الاستبداد وإقصاء ا
لاخر وسحله في الشوارع وقتله وتقطيعه اربا اربا حتى بعد موته وكأن الميت يهمه سلخه بعد موته؟.. العرب ليست كمن يرى الذئب ويصر على قص اثره فقط ! لابل ان الذئاب تنهش في لحم وتلغ في دم العرب يوميا والعرب لا يرون اي مخرج اخر سوى الاستمرار في القتل والذبح في حين تغيب فيه بالكامل اي محاوله لقَّص اثر المأساه ووقفها ووقف نزيف الدم والخراب..ماذا ترك حسني مبارك لمصر؟..ثقافة الاستبداد والاقصاء الجاريه اليوم في ميادين مصر؟.. الجاري في سوريا والذي جرى في تونس وفي ليبيا..هو نفس الشئ:ثقافة الاستبداد الموروثه من انظمة الحكم البائده تمارسها جميع الاطراف المتحاربه والمتخاصمه..نظام ومعارضه ومشتقاتهم ومؤيديهم..!!
يصاب الانسان بالصدمه من نسبة منسوب التحشيد والتطييف والفتاوي اللتي تدعو الى الجهاد والقتال ضد اطراف شركاء في نفس الوطن ونفس الدين ونفس الهويه الوطنيه والسبب هو غياب ثقافة الديموقراطيه والحلول الوسط عن ذهن ما يسمى بالقيادات والعلماء وغيرهم من الفاعلين والمؤثرين في المجتمعات العربيه لابل غياب ثقافة وحضارة الديموقراطيه عن وسائل الاعلام العربيه اللتي تلعب دورا هداما في التحشيد والتفريق والتأجيج وثقافة اقصاء الاخر كما هو حال فضائيتي"الجزيره والميادين" ودزينه اخرى من الفضائيات الخارجه والمتخرجه من ردن ثقافة الاستبداد والطائفيه وما عليكم الا ان تتابعوا لغة مفبركي فضائية الجزيره وتموزيات فضائية الميادين لتلاحظوا الكارثه الحاصله كمحصله حاصله لثقافة الاستبداد..حتى هذا ابوربطة عنق مُهندمه..قارئ الاخبار ومقدم البرامج..من برَّه رخام ومن جوَّى سخام..!!
الذي جرى ويجري في العالم العربي هو ان البديل اللذي تتمناه الشعوب وتتفوه به المعارضات العربيه هو نفسه ضبابي وغير واضح المعالم ولا يمكن تسميته ديموقراطيه لان الديموقراطيه بمفهومها ومنسوبها الادنى في الوعي العام توفر على الاقل الحد الادنى من التنافس السلمي بين الاحزاب والحركات وماهو موجود اليوم وحتى في اعقاب سقوط بعض الطغاه هو قتال دموي دائر بين الاطراف المتصارعه على الحكم بسبب غياب ثقافة الديموقراطيه واختلاط المفاهيم على الشعوب بين السياسه والدين والقوانين, حيث تفصل الديموقراطيه في العاده بين الدين والدوله بينما في المشرق والمغرب العربي تتداخل الامور من خلال توظيف الدين في الخطاب السياسي وعملية التحشيد كما جرى في تونس ومصر بمعنى استغلال نهج ديموقراطي من اجل بلوغ الحكم و من ثم تغيير نهج الحكم بما يتناسب مع البرنامج الديني والعقائدي لهذا الحزب او تلك الحركه....
..العيب ليس في الفكر الديموقراطي اللذي يحتكم لصناديق الاقتراع لابل العيب يكمن في انتهازية المشهد ككل حين تقوم الاطراف بتحشيد الانصار والفوز بالانتخابات الديموقراطيه رغم انها غير مقتنعه بهذا الفكر وبالتالي ماجرى في مصر مثلا هو ان الخطاب الديني هو الذي اوصل حركة الاخوان للحكم عبر انتخابات شبه ديموقراطيه مرجعيتها بالاصل ثقافة الاستبداد والاقصاء وهي الثقافه نفسها التي استندت اليها المعارضه حين اقصَّت بدعم من الجيش المصري محمد مرسي عن كرسي الرئاسه في مصر..مراجعه بسيطه تجعلنا نقول ونفترض انه كان بامكان المعارضه المصريه انتظار حتى انتهاء مهلة رئاسة مرسي والانتخابات القادمه لتنحيته عبر صناديق الاقتراع, لكن ثقافة الاستبداد والاقصاء بالاضافه الى تعقيدات ودهاليس اقليميه وعالميه ادت الى ما ادت اليه من حال في مصر..حرب دائره في الميادين بين مشتقات ومفردات ثقافة الاستبداد الذي قادها حسني مبارك على مدى اربعة عقود..ليس واثقا اليوم من ان اللذي جرى في مصر هو استرجاع للثوره كما ظننت سابقا!لكني جازما بان هنالك حالة استنساخ الاستبداد؟
كل ماهو جاري في العالم العربي هو حالة استنساخ للاستبداد والانتقام والكذب والتضليل ولو اخذنا حملة التحريض في بعض وسائل الاعلام المصريه ضد الفلسطينيين والسوريين لاكتشفنا استنساخ جديد قديم لوسائل اعلام حسني مبارك في تبرير حالة سقوط ما بالرغم من ان الشعب الفلسطيني والسوري منقسم كماهو حال الشعب المصري بين مؤيد للنظام الجديد ومؤيد لنظام مرسي وبالتالي تندرج حملة التحريض في اطر تضليل اعلامي عن الازمه الحقيقيه الحاصله في مصر..تصدير الازمه على حساب الشعب الفلسطيني او السوري امر مخزي ومعيب لانه ببساطه ليس كل الشعب الفلسطيني حماس وليس كل هذا الشعب مؤيد لمرسي وحركة الاخوان وحصار غزه وتجويع الشعب الفلسطيني لا يبرره التحجج بتاييد حماس لحكم مرسي..غزة هاشم علاقتها بمصر منذ امد طويل وقبل وجود حركة حماس بوقت طويل!!
استنساخ الاستبداد والفشل يتجلى ايضا في إستئناف سلطة رام الله المفاوضات مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي وكأن هنالك ما تبقى للتفاوض وكأن احدا ما من الشعب الفلسطيني فَوض هذه السلطه الفاشله بالتفاوض بعد كل هذا الفشل الطويل ؟..هذا نوع اخر من ثقافة الاستبداد والفساد وغياب الديموقراطيه..ثله منتفعه تساوم على حقوق الشعب الفلسطيني من اجل تامين الراتب والسؤال المطروح : لماذا لم تحترم هذه السلطه الساقطه تاريخيا حقوق الشعب الفلسطيني وتسأله اولا: اذا كان موافقا اصلا على استمرار المفاوضات؟ وهل هنالك تفويض جماهيري ل عباس وعريقات وعبدربه بالتحدث باسم شعب فلسطيني تعداده تجاوز ال11 مليون نسمه بينما سلطة رام الله لا تدير سوى شؤون جزء صغير من هذا الشعب.. لا احد يفهم صمت الشعب الفلسطيني على مسلكية هذه الضاله ولماذا لايقلب شعب الانتفاضات الطاوله على رؤوس هؤلاء؟
ما لم يجب نسيان ذكره وما لم يدركه العرب حتى اليوم انهم يشاهدون وسائل اعلام وفضائيات تمولها انظمة الاستبداد في الخليج العربي والجزيره العربيه وهذه الفضائيات الاعلاميه التي تسيطر على الفضاء العربي تروج للإستبداد وانظمة الاستبداد لابل تغطي على جرائم هذه الانظمه الاستبداديه والعميله لامريكا والغرب وهي انظمة ارتكبت ابشع المجازر القمعيه بحق الشعوب العربيه لا بل موَّلت تدمير العراق واحتلاله من قبل امريكا والغرب..الناس في العراق والعالم العربي يتحدثوا عن الطائفيه في العراق وضياع هوية العراق العربيه ولا يستذكروا ان الفكر الاستبدادي كان وما زال وراء الذي جرى في العراق.. الانظمه الاستبداديه والعميله العربيه هي التي تواطأت مع امريكا في احتلالها وتدميرها لهذا البلد العربي...الامر نفسه استنسخته هذه الدول في تدمير ليبيا وسوريا ..الكارثه الحقيقيه تكمن بإستعانة مايسمى بالمعارضات العربيه بأنظمة الاستبداد في الخليج العربي..!!
من المؤسف القول ان العالم العربي يعيش حالة فوضى غوغائه وديماغوجيه و حالة استنساخ متواصله للإستبداد والاستعباد والانفراد بالسلطه واحتكارها اعتمادا على دعم الغرب وامريكا واعتمادا على ثقافة الاستبداد..العرب يفترسون اوطانهم وذاتهم والقدس ضاعت في مهب الريح وسلطة رام الله تعود لمفاوضات عبثيه..سوريا مدمره وليبيا تشاركها الدمار والخراب ومصر تتعارك في الميادين وبالتالي الحاصل في العالم العربي امْرين كليهما امَّر من المُر وهما إما استبداد الى الابد او حروب بلا نهايه بين اطراف ومكونات ثقافة الاستبداد ... الشعوب للاسف كانت وما زالت حطب هذا الاستبداد وهذه الهمجيه الجاريه والمُستنسخه ونخشى ما نخشاه ان تقول الشعوب في النهايه ب"نار الاستبداد ولا بجنة الديموقراطيه"... القبول بإستنساخ الاستبداد واستمراره!.. حالة إستنساخ : الثورات العربيه والصدام بين مشتقات ثقافة الاستبداد وما ادراكم وادراكم بثقافة الاستبداد والفكر الظلامي...وحياكم الله اينما كُنتم وتواجدتم!!

1