أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
حول بيان ما يسمّى اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 22.08.2019

وصلني يوم الأربعاء 21` آب الجاري بيان باسم ما يسمى اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، موجه للرأي العام حول تعطّل عقد مؤتمر عام للاتحاد والنهوض بفروعه خارج الوطن!
البيان حوله بالإيميل صديق في أميركا، وقد ترددت في أخذ البيان، بعد قراءته، على محمل الجد، لأنني أعرف من عقدوا مؤتمرا لهم في رام الله، في شهر تموز عام 2018 ، ومن يقف خلفهم، ويدعمهم، ويوجههم.. وما بينهم من صراعات على ما لا يستحقون!
انتخب أولئك الأشخاص – فيهم بعض الكتاب- أمينا عام وأمانة عامة، أي أنهم اعتبروا مؤتمرهم ممثلا لجميع الكتاب الفلسطينيين في الوطن والشتات، رغم أنهم في رام الله عجزوا عن اجتذاب أغلبية الكتاب الذين يتمتعون بالأهمية والحضور فلسطينيا وعربيا، ومنهم: المفكر والكاتب الدكتور عادل سمارة، الناقد والكاتب الدكتور عادل الأسطة، الروائي والناقد وليد أبوبكر، الشاعر غسان زقطان، الشاعر زكريا محمد، الكاتب حسن خضر، الدكتور الناقد إبراهيم أبوهشهش، الروائية ليانة بدر..وهناك أسماء هامة كثيرة لا متسع لذكرها، لكنني قدمت أمثلة.
لم يشارك في المؤتمر كتاب وشعراء قطاع غزة – ربما بسبب قيود الاحتلال – ولا كتاب فلسطين ال 84..وهكذا فمؤتمر رام الله في تموز 2018 مثّل بعض كتاب ( فتح) الذين يدعمهم ويوجههم السيد توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لفتح والمكلّف بالإشراف على المنظمات الشعبية الفلسطينية، والذي يبدو أنه يرى في المنظمات الشعبية الفلسطينية امتدادا لمنظمات فتح الشعبية، لذا تخضع لتوجيهاته ومباركاته ورضاه!
كتاب كثيرون تعاملوا مع مؤتمر ( رام الله) بلا مبالاة، بل وبسخرية، ورأوا فيه تطاولاً على الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية، وجهلاً بتاريخها، وتراثها، وأمجادها.
لم أدهش من بيان وقّع عليه أشخاص أسهموا في مؤتمر( رام الله)، لأن الصراع احتدم بين التابعين لفتح من كتاب المؤتمر، على منصب الأمين العام تحديدا، وعلى عضوية الأمانة العامة، وها قد تفجّر الصراع بين الطامعين بالمنصب و..المستريح في هذا المنصب الذي نصّبه فيه قائده، فهو كان ضابط أمن سابقا، وها قد أتته فرصة أن يكون أمينا عاما، وكل كفاءته أنه ينتمي لفتح..ومخلص لرئيسه الأمني، وإن كانت قيمته الأدبية متواضعة جدا!
بعد أن نصبوا أنفسهم في مؤتمر رام الله أمانة عامة، وتوجوا أمينا عاما عليهم، وبوركوا من ( رعاتهم) الذين لا يحترمون الثقافة، ولا يأبهون لدورها، ولا يسمعون بكتاب وشعراء فلسطين، ويتعاملون مع شعبنا كقطيع يمكن تسييره وكأنه قطيع!
يتحسر موقعو البيان على الوقت الذي فات على انعقاد مؤتمرهم! يا لطيف ! لقد اتفقوا على سنة..وها قد مر شهر تقريبا ! انظروا للدقة والحرص على الوقت!
هم رضوا بتزويير اسم الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وأخذوا مناصب في الاتحاد، ومنحوا تذاكر سفر، وادعوا أنهم يمثلون كتاب وأدباء وشعراء فلسطين، في مؤتمرات الكتاب والأدباء العرب، كونهم قدموا من رام الله، وتدعمهم جهات في السلطة..وها هم ينقسمون على بعضهم، وينفجر الصراع بينهم، لأن ما بني على باطل لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.
يوجه المحتجون على تأخير موعد( المؤتمر)..مؤتمر رام الله الذي لم يعقد بموافقة ممثلي الفروع الكبرى: فرع سورية، فرع لبنان، ومئات الكتاب والشعراء الفلسطينيين في الوطن العربي والعالم، النقد الحاد لزملائهم، وبخاصة لأمينهم العام – الذي واضح أنه مبسوط جدا في منصبه !!- ولا يريد أن يتزحزح عنه...
من هو الرأي العام الذي يتوجه له أصحاب البيان؟! العالمي، أم العربي، أم الفلسطيني؟!
يفترض أن يتوجهوا أولاً إلى الكتاب والأدباء الفلسطينيين في كل فلسطين، وفي الشتات، بالاعتذار عمّا فعلوه من تجاوز، واستقواء، وانتحال لصفة الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين...
هذا البيان أشبه ما يكون بحكاية الراعي الكذاب، ولذا فقد قوبل بالإهمال واللامبالاة، وهو تعبير عن عقلية انتهازية هم أصحابها القفز على المناصب، والفوز بالامتيازات، لا خدمة الثقافة والأدب، والبرهنة على عضوية دور المثقف بين أهله في كل فلسطين، مع شعبنا المقاوم الباسل..وميدانيا!
يوم دافعنا عن وحدة حركة فتح، واجهنا من شجّعوا الانشقاق، وانحازوا له، ونطقوا باسمه، وبعض هؤلاء يتصدرون المشهد بعد أن غيّروا ( أمكنتهم)، فكل همهم (تقاسم) الغنائم، متناسين أنهم في أحسن أحوالهم نكرات في الحركة الثقافية والأدبية الفلسطينية.
في ختام البيان جاء ما يلي: أمانة سر المكتب الحركي للكتاب، وتحته تواقيع عدد من الكتاب منهم : الشاعر ماجد أبوغوش، والكاتب حسن عبد الله..وهذا ما أثار ريبتي ، فماجد وحسن لم يكونا يوما منتمين لفتح، فأي مكتب حركي ينتميان له؟! يبدو أن التوقيع تم نيابة عنهما ( بالمونة)!
وختاما: سنواصل مواجهة الانقسام والانشقاق سياسيا، وثقافيا، وعلى كل الجبهات، تحركنا ضمائرنا، وثقافتنا المقاومة، ومسيرة حياتنا.. والانتماء لفلسطين من النهر إلى البحر...

1