أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
فلسطين: كارثة حصاد الزرع الفاسد!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل  ... 26.08.2016

بادئ ذي بدء.. كلمة وجب قولها باسم الفلسطينيين الغاضبين على ما الت اليه احوال شعب فلسطين واياكم ثم اياكم ان تتهموننا بالتطرف لاننا نكشف الحقيقه ونتعرض لحاله وظاهره فلسطينيه حاصله لاقول اللعنة كل اللعنة على الراتب والمقام والمنصب اذا صار وجوده على حساب وجود الوطن وحقوق الشعب… ايها الفلسطينيون اينما كنتم وتواجدتم نحن منفصمون وغير منسجمون وطنيا ومن بين صفوفنا نبت زرع غير وطني و فاسد وانتهازي ولا يمت للقضيه الفلسطينيه باي صله لابل ان هذا الزرع في واد وفلسطين في واد اخر والحقيقه الصادمه ان حصاد هذا الزرع قد افضى الى الى وجود شرائح ليست قليلة العدد من الشعب الفلسطيني مربوطه بمنظومة الاحتلال ليس فقط في الضفه وغزه لا بل في كامل فلسطين التاريخيه وهذه الشرائح من بين صفوفها شريحة المتعلمين والممتهنين المهن المتواجده في الوسط ومافوق داخل الطبقه المتنفذه والمرتبطه ارتباطا مباشر بمنظومات ومؤسسات الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي ماهو جاري منذعقود ان هذه الشرائح والفئات الفلسطينيه قد فضلت العيش في ظلال الاحتلال على الوجود في الصف الوطني الفلسطيني وجل همها ينكب على العيش والمعاش وتوفير السياره والاستفاده من الامتيازات والقروض البنكيه وغيرها التي تقدمها منظومة الاحتلال الصهيوني ومشتقاتها من المتنفذين داخل صفوف الشعب الفلسطيني سواء في الضفه والقطاع او في فلسطين الداخل..
…ابينا ام شئنا… انكرنا او اعترفنا..في فلسطين نشأ واقع اليم ومنفصم بعد عقود من الاحتلال والاختلال وهذا الواقع لابد من الاعتراف به وهو ان شريحه كبيره فلسطينيه تنتفع من الاحتلال وتنسجم مع مقوماته ومعطياته ما زال هذا الاخير يوفر لها سبل العيش ويمنحها الامتيازات طالما حافظت على حياديتها وهادنت الاحتلال وروجت لاولوية العيش والمصلحه الشخصيه على حساب مصلحة العامه والوطن ككل ويخطأ من يظن اننا نعني هنا سلطة رام الله وإفرازاتها فقط لابل ان الحقيقه الصادمه ان الزرع الذي نبت في رام الله موجود في كل قريه وحاره في فلسطين وعدد افراد الشرائح الخانعه والمروضه ازداد كثيرا في ظل طيلة مدة الاحتلال من جهه وفي ظل الترويج لثقافة الخنوع والراتب والمعاش والرفاهيه وعدم جدوى مقاومة الاحتلال من جهه ثانيه وبالتالي لابد من الاعتراف ان نسبة لا يُستهان بها من الفلسطينيين اصبحت عميله موضوعيه للإحتلال ومروجه لضرورة بقاء هذا الكيان الغاصب كضمانه للعيش والمعاش واخر ما تفكر فيه هذه الثلل هو فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني!!
يا سيداتي سادتي اينما كنتم وتواجدتم وطنا ومهجرا نحن نعيش منذ امد حالة انفصام وطني وتناقضات معادلة التبرير والتمرير التي تبرر وجود السلطه وتعاونها مع الاحتلال باسم فلسطين من جهه وتبرر وجود اعضاء عرب في كنيست الكيان باسم فلسطين ايضا من جهه ثانيه وبالتالي هنالك اشكاليه وطنيه واضحة المعالم وتكمن مقوماتها في التناقض التناحري بين وجود الكيان ووجود فلسطين ومحاولة البعض الانتهازي تبرير تعامله وتعاونه مع الاحتلال وترشحه للكنيست الاسرائيلي من بوابة خدمة الشعب الفلسطيني والقضيه الفلسطينيه وهذا البعض التضليلي شوهَّ وما زال يشوه معالم القضيه والهويه الفلسطينيه ويضلل الوعي العام الفلسطيني ليجعله مشوه الى حد الخلط بين وجود الكيان والاعتراف به كواقع وكأنه لا علاقه له بإحتلال فلسطين ولا علاقه له بوجود قضية الشعب الفلسطيني ولا علاقه له حتى بتشريع وشرعنة تشريد الشعب الفلسطيني وإحتلال ارضه..يوجد اليوم من بين صفوف الشعب الفلسطيني نسبه ليس بقليله من فضلت العيش والمصالح الشخصيه على الوطن والمصلحه العامه وهذا العيش والمعاش مرتبط بمؤسسات دولة الكيان المقامه على التراب الوطني الفلسطيني والمؤسف في الامر ان الارقام 48 و 67 والخط الاخضر صارت شبه بديل للهويه الوطنيه الفلسطينيه التي تجمع بين جميع قطاعات الشعب الفلسطيني سواء في الوطن او خارجه , لكن المؤسف اكثر ان قضية ملايين من اللاجئين تغيب في غياهب النسيان والتهميش..
..هنالك شرائح وقطاعات فلسطينيه سواء في الضفه او غزه او فلسطين الداخل والمهجر لم يعد يهمها مايجري من احتلال وتنكيل ولا يهمها حتى ما يجري من تهويد للقدس والاقصى المبارك وهمَها الاول هو العيش والمعاش الذي توفره لهم دولة الاحتلال او الدول الامبرياليه الداعمه لهذا الاحتلال…ليس البرجوازيه فقط لابل شرائح فلسطينيه منتفعه ومتنفذه تربي ابناءها وبناتها على تفضيل المصلحه الشخصيه وتقديس من يخدم هذه المصلحه حتى لو كان هذا الاحتلال الاسرائيلي وعن المتأسرلين والمتصهينين من ابناء وبنات الشعب الفلسطيني فحدث بلا حرج..هنالك من من يتحدثون العبريه ويفضلونها على العربيه وهنالك من يفتخرون بكونهم اسرائيليون ويعيشون عيش رغد ولا يهمهم لا من بعيد ولا من قريب التاريخ الفلسطيني …يدعون لبقاء دولة الكيان لانها بحسب قناعاتهم الملوثه هي الضمانه لعيشهم وهي الضمانه للوظيفه والراتب والمنصب…نعم في بلادنا صار عدد المتصهينبن المتنكرين لفلسطينتهم ولحقوق شعبهم كُثر واكثر من كُثر!!
ليس هذا فقط في بلادنا تسيطر الدوله الاسرائيليه على المؤسسات التربويه والتعليميه وعلى راسها المدارس ومناهج التعليم اللتي تُدرس للطلاب الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وتسيطر الدوله و تتحكم ايضا بميزانيات البلديات والمجالس المحليه ومن الجدير بالذكر ان من يُدرسوا في المدارس ويعملوا في البلديات و المجالس هم من الفلسطينيين العرب وجلهم مرتبطه حياته بالراتب والمعاش التي توفره الدوله الاسرائيليه وهؤلاء يبررون خنوعهم ودورهم في تجهيل ابناء وبنات شعبهم بكونهم موظفي دوله يتبعون توجيهاتها الذي اذا خالفوها سيعفون من العمل والوظيفه!…سيطره عبر الراتب ادت الى بروز شريحه فلسطينيه كبيره جاهله وخانعه ولا علاقه لها بالهم الفلسطيني العام ناهيك عن دور هؤلاء المعلمين ومدراء المدارس وموظفي البلديات [ايضا اصحاب المهن كالاطباء والمهندسين الخ] في تعميم الجهل الوطني و تمرير وترسيخ مبدا الوظيفه والراتب فوق وقبل الوطن..هؤلاء تظهرهم وتبرزهم اسرائيل كقدوه يقتدى بها مجتمع فلسطينيي الداخل.. وظيفه وبيت وراتب ومركبه وعاشت “اسرائيل”… على الجانب الاخر من الوطن تسير الامور على نفس المنحى والنهج في جمهورية رام الله حيث تتحكم السلطه بالمدارس والمعلمين والموظفين والوظائف والميزانيات وكل هذا مرتبط بالولاء للسلطه ونهجها المهادن للإحتلال.. هناك ايضا تأطرت ثقافة المصلحه والراتب قبل الوطن والقدوه هو من يملك الراتب والمقام والمال حتى لو كان سارقا او مختلسا…في رام الله ايضا وظيفه وبيت ومركبه فارهه بقرض من البنوك وعاشت السلطه… الوطن والوطنيه امر ثانوي…الزرع الفاسد..ملاحظه لابد منها وهي ان شريحه فلسطينيه متوسطه خانعه قد نمت وتشكَّلت في مناطق السلطه يقتني جل منتسبيها السيارات والكماليات عبر القروض التي توفرها البنوك الفلسطينيه.. يوهمونهم بمستوى الحياه الجيد عبر القروض ويلهونهم في الكماليات وسداد هذه القروض واخر ما يفكرون فيه انهم يعيشون تحت الاحتلال….
..حال ما هو جاري في قطاع غزه يختلف تماما لان الحصار والدمار لابد له ان يخلق ظروف قاهره لا تصب في المحصله في صالح القضيه الوطنيه الفلسطينيه.. لا ادري اذا كان بمقداري ان احكم واجزم في حال الغزيين لانه من المؤكد انه لايمكنني ولا يمكن لاحد اخر ان يقنع والد او والده يرون ابناءهم يتضورون جوعا في ظل حصار صهيوني عربي فلسطيني مشترك مفروض على قطاع غزه.. يقنعه بعدالة قضيته وهو في مرمى الجوع والهلاك….نقدر عاليا التضحيات الوطنيه الهائله اللذي يقدمها الشعب الفلسطيني في قطاع غزه لكن هنالك من يريدون تركيع غزه ويجعلونها تنضم الى قافلة التيه الفلسطيني…الزرع الفاسد اللذي زرعه الاحتلال ومشتقاته لم يعد او بالاحرى ليست مشاع وعشوائي لابل انه يزرع عنوه ويُعتنى به في كل انحاء فلسطين..الحصاد امَّر من مُر والغله خيانه جماعيه اسميه وموضوعيه تمارسها افراد وقطاعات فلسطينيه ليست بالقليله.. يخونون الوطن ويفضلون بقاء الاحتلال من اجل المعاش والعيش..حقيقه صادمه وواقع لا بد من الاعتراف به.. ليس كل فلسطيني فلسطيني وليس كل فلسطيني وطني… الزرع الفاسد والمفسد خارج الصف والسرب الوطني…يغرد لصالح مصلحته…يمُر من جانب جندي صهيوني يعتدي على كهل فلسطيني ولا يتدخل ولا يعنيه الامر..هجرته الشهامه والكرامه الوطنيه الى ابد الابدين..برَّر ومرَّر الخيانه الف مره حتى اصبحت عاده يوميه وحياتيه ومجرد وجهة نظر؟!
كثير هو الزرع الفاسد في فلسطين وكثير هو ايضا الزرع الفريطي الذي يتجلى قي ثقافة الفصائليه والجهويه اللتي ساهمت وتساهم في تقسيم الشعب الفلسطيني وتعيق وحدته الوطنيه والميدانيه وتؤثر سلبيا على نضاله الوطني وتؤدي فيما تؤدي الى اضعاف الوطنيه الفلسطينيه التي من المفروض ان تكون بوصلة مشروع التحرر الوطني الفلسطيني لابل هنالك ظاهرة تحالف بعض الفصائل الفلسطينيه مع انظمه عربيه تحاصر قطاع غزه جنبا الى جنب مع الاحتلال الصهيوني.. الوطنيه الفلسطينيه تحتم على الفلسطيني ادانة وشجب اي نظام عربي يحاصر قطاع غزه تحت هذه الحجه او تلك الذريعه من جهه وادانة اي تنسيق امني مع سلطات الاحتلال من جهه ثانيه وبالتالي يكون من يكون وكان من كان .. خائن من ينسق مع الاحتلال وخائن من ينسق مع نظام عربي يحاصر غزه.. خائن من يفضل الراتب والعيش على حساب قضية شعبه.. خائن من يروج لثقافة الخنوع..خائن من يرى الاقصى يدنس والقدس تُهود ويصمت على الامر..خائن موضوعيا واسميا كل فلسطيني دعم ويدعم الاحتلال بهذا الشكل او ذاك من اجل مصالحه وعيشته التافهه.. خائن كل من صمت على هضم حق شعبه ودعم باطل الاحتلال.. خائن هذا المتعلم او ذاك المثقف الذي لا يتبنى قضية شعبه بكل تشعباتها… اللاجئين.. الاسرى.. المحاصرين في الكانتونات الديموغرافيه والجغرافيه… القدس والاقصى ..غزه الخ من مقومات وثوابت وطنيه فلسطينيه!.
إعتمد الإحتلال الاسرائيلي على اربع عناصر سيطره اساسيه في محاولة فرض سيطرته على الوطن والشعب الفلسطيني: السيطره الجغرافيه والديموغرافيه ومن ثم السيطره الإقتصاديه والسياسيه…نجح جزئيا وكليا هنا وهناك في تطبيق وفرض هذه العناصر,,لكن الاخطر هو نجاحه في خلق وصناعة الطابور الخامس الفلسطيني بواسطة السيطره الاقتصاديه والسياسيه.. روابط القرى في ثمانينات القرن الماضي على كل عمالتها ونذالتها وتبعيتها للإحتلال لم تشكل خطرا على القضيه الفلسطينيه كماهو حال الخطر الذي يشكله الطابور الخامس في الوقت الراهن..انتفاضة عام 1987 كنَّست روابط القرى ومحت وجودها لان الشعب الفلسطيني كان في الميدان حرا طليقا بينما اليوم هو بعيد عن نقاط التماس..قوات امن وشرطة الطابور تقف حاجزا بينه وبين الميدان.. حرب السكاكين والمركبات وداعس يدور رحاها بين ابناء الشعب الفلسطيني والمحتلين رغم انف الطابور الذي يقف متفرجا على جرائم الاحتلال بكل اشكالها.. شباب شبت وهبت النيران في قلوبهم وهبوا لنجدة ونصرة الاقصى والحق الفلسطيني.. !!
الشعب الفلسطيني كان دوما شعب الهبات والانتفاضات ومنارة نضال لكل شعوب الارض ومخزونه النضالي ما زال بخير , لكن هنالك من هم من بين ظهرانيي هذا الشعب من يريدون بيع كامل حقوقه من اجل مصالحهم والعيش والراتب..هؤلاء المتشكلين في الطابور والمنتسبين اليه موجودين كما ذكرت اعلاه في كل فلسطين.. حصاد الزرع الفاسد.. دون إقتلاع هذا الزرع الفاسد من الارض الفلسطينيه او على الاقل تحييده لن تقوم قائمه للشعب الفلسطيني…إقتلاع الزرع الفاسد سيمهد الطريق الى إقتلاع الاحتلال عبر النضال الوطني الفلسطيني….دون السير في هذا المسار يستحيل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني والحفاظ على ثوابته…كُن وطنيا فلسطينيا لا فصائلي مصلحي وضِع الوطن فوق كل الاعتبارات ومن بينها الحياتيه والمعيشيه.. لاتظن ولا تدع مجال حتى للشك بانك وانتي وانتم من الاقليه السائره في وعلى طريق الحق ..كُن على يقين انك في صف الاكثريه الساحقه السائره في طريق الحق الفلسطيني بينما القله القليله من الزرع الفاسد تسير في ركب باطل الاحتلال…الزرع والاحتلال الى زوال طال الزمن ام قصر بينما انتُم نشاما ونشميات فلسطين باقون في الوطن مابقي الزعتر والزيتون وما بعد بعد تاريخ زوال الاحتلال والزرع الفاسد ..!!

1