أحدث الأخبار
الثلاثاء 19 آذار/مارس 2024
1 2 3 4 5956
صحافة : فايننشال تايمز: “حماس” تواصل الحرب وتحاول النجاة والخروج من حطام غزة!!
13.03.2024

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعده نيل زيبلر وأندور إنغلاند حول وضعية حماس بعد خمسة أشهر من الحرب المستمرة، جاء فيه أنه في الطابق 14 في مقر قيادة وزير الدفاع في تل أبيب، يوجد هرم ضخم يزين جدار مكتبه وعليه صور قادة حماس البارزين. وعنوان الهرم هو “وضعية اغتيالات القيادة”. ووفق التقرير فبعد خمسة أشهر من القتال الشرس فالأحياء يتفوقون على القيادات الوسطى التي حدد الهرم مصيرهم بعلامة إكس حمراء رسمت على وجوههم. وعلى رأس القيادة الأحياء لا يزال يحيى السنوار ومحمد الضيف وعدد آخر من القيادات المسؤولة عن تدبير وتنفيذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولكن علامة إكس تنتشر وبشكل تدريجي على الهرم. وبحسب التقرير “ففي الوقت الذي تضيق فيه، على ما يبدو، خيارات حماس، تحاول إسرائيل تأكيد مقتل مراون عيسى، القيادي رقم 3 والمعروف بـ “رجل الظل”، وذلك بعدما قالت إنها استهدفته بغارة جوية نهاية الأسبوع، إلا أن الدولة التي كانت تحكمها حماس باتت محطمة وقواتها مشتتة او ميتة والسكان في حالة جوع وكارثة إنسانية”.
وأكد التقرير أن إسرائيل لم تحقق بعد أهداف الحرب التي أعلنت عنها، لكن بالنسبة لحماس فالمعركة تدور الآن حول كلمة واحدة: البقاء. ونقل عن مايكل كوبي، المسؤول المتقاعد من الشين بيت قوله “دعنا نفترض أن كل غزة باتت حطاما وبقي شخص واحد من حماس واقفا أو بقي مقاتل جريح يستطيع رفع راية حماس، فقد ربحوا الحرب” و “هذا ما يؤمنون به”.
مسؤول متقاعد من الشين بيت: دعنا نفترض أن كل غزة باتت حطاما وبقي شخص واحد من حماس واقفا أو بقي مقاتل جريح يستطيع رفع راية حماس، فقد ربحوا الحرب
وشدد على أن هذا يمثل تحد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كرر تعهده بـ “محو” حماس، وطالما بقيت القيادة العليا والمقاتلين هاربين، فلن يحقق رئيس الوزراء الإسرائيلي ما وصفه بـ “النصر الشامل” وسينظر إليه الكثير من الإسرائيليين بالفاشل. ووفق التقرير “فهو ما يؤكد على التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل وهي تسعى من أجل تأمين صفقة توقف القتال وتؤمن الإفراج عن 130 أسيرا إسرائيليا في غزة. وتؤكد حماس على أن أي ترتيب يجب أن يشمل على وقف دائم للنار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وهو تحرك قد يمنح الجماعة المحطمة شريان حياة وهي تواجه أخطر تهديد عليها. إلا أن نتنياهو رفض هذه المطالب وكرر أن إسرائيل لن توقف القتال إلا من أجل الإفراج عن الأسرى، وبعد ذلك ستجدد من ملاحقتها للسنوار وقيادة حماس، مهما اقتضى من وقت”.
وبحسب التقرير “فلا شك لدى المحللين الفلسطينيين والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين والدبلوماسيين في المنطقة أن حماس تواجه بعد أشهر من القصف الجوي والبري والبحري منظورا قاتما. ومن الصعب تقييم القدرات القتالية لحماس، ولكن تقديرات المخابرات الإسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي فكك 18 كتيبة من 24 كتيبة تابعة لحماس وقتل نصف قدراتها القتالية البالغ عددها، حسب الإسرائيليين 40,000 مقاتلا. وتحول ما تبقى من مقاتلي حماس إلى خلايا تدير حرب عصابات وتخرج لإطلاق قذائف صاروخية أو زرع المتفجرات. واعترفت حماس بمقتل حوالي 6,000 من مقاتليها، ومهما كان العدد، فستظل “حركة مقاومة متربصة ولسنوات قادمة”، حسب تقييم المخابرات الامريكية. وستكون قادرة على استخدام شبكة الأنفاق للاختباء واستعادة القوة ومفاجأة القوات الإسرائيلية”.
وتساءل مسؤول عسكري إسرائيلي بارز “هل ما تزال حماس قائمة عسكريا؟ وجوابه: نعم. وهل هي منظمة؟ لا، والطريق لتفكيكها بالكامل مستمر”. وفق التقرير “تراجع بالتأكيد حكم حماس المدني لشمال القطاع ومناطق واسعة في الجنوب. وانتشرت العصابات وانهار النظام والقانون في كل القطاع المدمر، حيث قتل أكثر من 31,000 فلسطيني وشردت نسبة 80% من السكان، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن معظم من تبقوا من كتائب حماس انسحبوا جنوبا نحو رفح ودير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع”.
وأضاف التقرير أنه “رغم كل الدمار إلا أن قادة حماس يواصلون التحدي في خطاباتهم العامة والحديث عن الصمود وعقم الجيش الإسرائيلي وفشله في تحقيق أهدافه. وقال إسماعيل هنية، المسؤول السياسي لحركة حماس والمقيم في الدوحة بمقابلة الشهر الماضي إن إسرائيل لم تحقق شيئا سوى “قتل الأطفال والنساء والشيوخ وإحداث الدمار” محذرا “هذا ما ينتظرها في رفح”. ونقل عن دبلوماسي عربي قوله “إن مقاتلي حماس يعتقدون أنهم “ينجحون عسكريا”، ولسبب بسيط أنهم صمدوا أمام واحد من أقوى الجيوش وأحدثها في العالم وفي الحرب الطويلة بين إسرائيل والعرب. ومع ذلك فالضغط يتزايد عليهم لتحقيق هدنة تخفف من ظروف المدنيين الخطيرة ومعاناة “عائلاتهم وأصدقائهم”. وقال الدبلوماسي “المفتاح الرئيسي هو كيفية الرد على الضغط” و”بشكل عام، مع جماعات مثل حماس، فلو ضغطت بشكل كبير فلن تحصل على الرد الذي تريده”.
**دبلوماسي عربي: إن مقاتلي حماس يعتقدون أنهم “ينجحون عسكريا”، ولسبب بسيط أنهم صمدوا أمام واحد من أقوى الجيوش وأحدثها في العالم
وبحسب التقرير “يرى محللون أن إصرار حماس على وقف دائم للنار مقابل الأسرى الإسرائيليين هو دليل عن الوضع اليائس الذي وجدت حماس نفسها فيه. ونقلت الصحيفة عن إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق في رام الله قوله ” هذا ليس عن مساعدة المدنيين ولكن لتعقيد استئناف الحرب” من قبل إسرائيل. وبحسبها “يقول الدبلوماسيون والمحللون بالمنطقة إن حماس، ولهذا السبب، متمسكة بانسحاب إسرائيلي شامل مقابل الأسرى الإسرائيليين وعودة أكثر من مليون نسمة إلى مناطقهم وتدفق المساعدات الإنسانية على القطاع”.
ومع تمسك كل طرف بموافقه، تعرف قيادة حماس في غزة أن ورقة الضغط لديها هي الأسرى الإسرائيليين. وهم يعرفون أن الإفراج عنهم ثم عودة القتال تعني نهايتهم. وينقل التقرير عن يزيد صايغ، الزميل في مركز كارنيغي ببيروت ومؤلف كتاب عن المقاومة الفلسطينية المسلحة قوله إن “معضلة الحركة هي سوء تقديرها لميزان القوى. فقد حفر هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر عميقا في داخل إسرائيل وبدرجة لم تتوقعها حماس، كما وكشف عن “وهم” الحركة بأن هجوما عبر الحدود كفيل بإحداث ثورة في الشرق الأوسط تحرف ميزان القوة لصالحها”. وأضاف أن “هناك نوع من العدمية [في تفكير قيادة حماس] أنه لو مات مدنيون أم لا، لم يعتقدوا أنه كان يهم”.
ووفق الصحيفة “فربما انتهى حكم حماس الذي مضى عليه 17 عاما، وهناك تقارير متعددة أن مسؤولي حماس عقدوا مفاوضات تسمح بعودة السلطة الوطنية إلى غزة وإنشاء لجنة قيادة أو حكومة تكنوقراط. والنجاة بالنسبة لحماس، حسبما يقول المحللون هي العودة للجذور كحركة مقاومة وشبكة خدمات اجتماعية”. ونقلت عن دلالشة قوله “خسرت حماس الحكم في غزة ولكنها تتطلع للنجاة السياسية كمنظمة” و”هم ليسوا أغبياء، ويعرفون حاجة غزة واكتشفوا أن الرأي العام والمجتمع الدولي لن يقبل بهم مرة أخرى”.