أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 4961
صحافة : ميدل إيست مونيتور: الجالية الفلسطينية تحتفل بانتصار بوريك.. وقلق إسرائيلي من توليه رئاسة تشيلي!!
01.01.2022

نشر موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني تقريرا تناول فيه فوز غابريال بوريك بانتخابات الرئاسة في تشيلي.وجاء في تقرير للكاتبة إيمان أبوسيدو: في تشيلي، حيث تقيم أكبر جالية فلسطينية في أمريكا اللاتينية، فاز المرشح اليساري غابريال بوريك في انتخابات الرئاسة، بعد أن تفوق على غريمه اليميني المتطرف خوزيه أنطونيو كاست.
يمثل انتصار بوريك، ويبلغ من العمر 35 عاما، انبعاثا كبيرا لليسار التقدمي في تشيلي. ويعرف عن الرئيس المنتخب غابريال بوريك دعمه القوي للقضية الفلسطينية ودفاعه عن حقوق الإنسان التي يجري انتهاكها بشكل مستمر في المناطق المحتلة. وكان بوريك قد وصف إسرائيل في أكثر من مناسبة بأنها دولة ترتكب الإبادة العرقية وجرائم الحرب، بما في ذلك تصريحه في مقابلة أجراها تلفزيون فيفو التشيلي معه أثناء حملته الانتخابية قال فيها: “لا يهم مقدار ما تملكه تلك الدولة من قوة، نحن بحاجة لأن تقف سياستنا الخارجية مع حقوق الإنسان وأن تدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة، بغض النظر عن الحكومة”.
وبحسب الكاتبة، احتفلت الجالية الفلسطينية في تشيلي بفوز بوريك، وسارعت إلى تهنئة الرئيس المنتخب من خلال خطاب وقعه رئيس الجالية موريس خميس ماسو، جاء فيه: “بالنيابة عن الجالية الفلسطينية في تشيلي، نتمنى لكم التوفيق في حكومتكم، ونعلن أننا من الآن فصاعداً نكرس كل إمكانياتنا ونضعها تحت تصرفكم، متمنين لكم التقدم وتحقيق النمو والعدالة والحرية والنزاهة”.
وشكر ماسو الرئيس المنتخب على دعمه المستمر لفلسطين وقال: “نود أن نشكركم على دعمكم المستمر للشعب الفلسطيني وعلى وعدكم بحظر استيراد المنتجات التي ترد من المستوطنات داخل المناطق المحتلة، وكذلك دعمكم لحقوق الإنسان في وطن آبائنا وأجدادنا”.
وفي مقابلة مع ميدل إيست مونيتور، قال ماسو: “لطالما دافع الرئيس المنتخب عن حقوق الإنسان في كل مكان حول العالم، وخاصة عن حقوق الإنسان في أرضنا المحتلة. ولقد تعهد أثناء زيارته في سبتمبر/ أيلول الماضي للجالية الفلسطينية بأن يُبقي على الاعتراف بدولة فلسطين، وأن يحترم وينفذ القوانين الدولية. كما أنه أكد بالإضافة إلى ذلك دعمه لحظر الخدمات والمنتجات التي ترد من المستوطنات المقامة في المناطق المحتلة”.
وكان بوريك باستمرار يدعم مقاطعة المنتجات التي ترد من المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. ويذكر أن مجلس الشيوخ التشيلي كان قد تبنى في يوليو/ تموز من عام 2020 قراراً يطالب الحكومة بتطبيق تشريع يحظر استيراد جميع المنتجات الواردة من المستوطنات الإسرائيلية، ومنع الشركات التي تساهم في الاحتلال الإسرائيلي من الاستفادة من أي اتفاقيات أو عقود تبرمها تشيلي، وتطبيق إرشادات سياحية خاصة بإسرائيل وفلسطين لا تسمح بالترويج للسياحة في إسرائيل باستخدام صور القدس الشرقية وبيت لحم “من بين مدن فلسطينية أخرى”. وكان بوريك واحدا من مؤيدي ذلك القرار وصوت له، بحسب التقرير.
وأضاف ماسو: “نرجو أن تتم الموافقة على هذا التقدم في المستقبل لصالح الشعب الفلسطيني، وخاصة في ما يتعلق بالمقاطعة وحظر البضائع والخدمات التي ترد من المستوطنات المقامة في المناطق المحتلة، بالإضافة إلى إعادة تفعيل دور تشيلي في المنظمات الدولية للتشجيع على إجراء تحقيقات في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطينية وإدانة هذه الانتهاكات”.
وتضيف الكاتبة أن فوز بوريك في الانتخابات الرئاسية مثل أخبارا سيئة للغاية بالنسبة لإسرائيل، وبث القلق في أوساط الجالية اليهودية في تشيلي. فقد صرح غبرييل كلودرو، رئيس الجالية اليهودية في تشيلي، لصحيفة إسرائيل اليوم: “لقد صوت بوريك مع كل تشريع مناهض لإسرائيل ولم يفتأ باستمرار يؤيد مقاطعة إسرائيل”. وفعلا، لطالما كان بوريك شديد الانتقاد لإسرائيل، يندد علانية بسرقة إسرائيل لأراضي الفلسطينيين.
وقبل عامين، قامت هيئة الجالية اليهودية في تشيلي، وهي عبارة عن مجموعة لوبي مناصرة لإسرائيل تصرح بأن هدفها هو تعزيز الروابط مع إسرائيل، بمنحه الهدية التقليدية التي تسمى روش هاشانا، ولكن بوريك رد عليها بتغريدة جاء فيها: “قدمت لي هيئة الجالية اليهودية في تشيلي عسلاً للتأكيد على التزامها بمجتمع أكثر تقبلاً ودعماً واحتراماً”. ومضت التغريدة تقول: “أشكركم على الخطوة، ولكن يمكنكم أن تبدأوا بمطالبة إسرائيل بإعادة الأراضي الفلسطينية التي احتلتها بشكل غير قانوني”.
ويقيم في تشيلي ما يقرب من نصف مليون مهاجر فلسطيني. ويعتبر فوز غابرييل بوريك في الانتخابات انتصارا للقضية الفلسطينية وللجالية الفلسطينية في تشيلي. في المقابل، يواجه الآن مهمة بالغة الصعوبة، لأن حكومته قد تشكل ملامح مستقبل البلدان المجاورة. ويبقى السؤال: هل يثبت الرئيس على موقفه تجاه القضية الفلسطينية بعد أن يستلم منصب الرئاسة؟ وهل سيظل على العهد كما كان من قبل؟