أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 4961
صحافة : واشنطن بوست: أمريكا غائبة عن الساحة السورية.. وبايدن بدون استراتيجية تجاه الأسد!!
30.07.2021

تساءل الكاتب جوش روغين في صحيفة “واشنطن بوست” عن استراتيجية الرئيس جوزيف بايدن في سوريا. وقال إنه مضى نصف عام على إدارة بايدن ولم تتوصل بعد إلى استراتيجية لمعالجة النزاع في سوريا الذي مضى عليه 11 عاما.
وفي الوقت الذي تتردد في الحكومة الأمريكية يتدهور فيه الوضع على الأرض حيث تحاول موسكو وطهران ونظام بشار الأسد الإستفادة من الوضع.
منذ موافقة مجلس الأمن الدولي حول قضية الدعم الإنساني زاد الروس مع النظام السوري من العنف والعدوان ضد المدنيين في إدلب.
واضاف “حتى نكون منصفين لم يتجاهل بايدن سوريا بالمطلق. فقد عمل الرئيس الشهر الماضي لمنع روسيا قطع آخر معبر للمساعدات الإنسانية إلى إدلب التي يعيش فيها 3 ملايين من المشردين داخل وطنهم وإلا جاعوا حتى الموت. وفي هذا الأسبوع أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن عقوبات جديدة ضد 8 سجون سيئة يديرها نظام بشار الأسد، حيث قام النظام بتعذيب ألاف المدنيين لأكثر من عقد ولا يزال مستمرا في ممارساته. وبالنسبة للسوريين الذين شعروا بالفرح من وعود بايدن وبلينكن بقيادة جهد دولي لحماية المدنيين والعمل على حل سياسي حقيقي للنزاع، فإن التحركات الأخيرة تبدو مرتجلة وغير كافية. ولا يشعر المواطنون السوريون بوجود الولايات المتحدة على الأرض. ومنذ موافقة مجلس الأمن الدولي حول قضية الدعم الإنساني زاد الروس مع النظام السوري من العنف والعدوان ضد المدنيين في إدلب، حسبما أخبر رائد صالح مدير منظمة الدفاع المدني أو الخوذ البيض الكاتب. وقال “قدمت الإدارة الأمريكية هذا على أنه مكسب ولكن لا أحد تحدث عن التصعيد الذي يقوم به الأسد والروس الآن” و “لا نعرف بعد ما هي استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ولا نعتقد أنها على قائمة أولوياتهم”. وأدت الغارات التي شنها الروس ونظام الأسد إلى مقتل 21 طفلا في جنوب إدلب، خلال الأسبوعين الماضيين. كما قتل اثنان من عناصر الخوذ البيضاء في عملية مزدوجة استهدفت فرق الرد.
وفي البلدة الجنوبية، درعا التي تعتبر مهد الثورة فرض الأسد حصارا وحشيا. ووافق سكان البلدة على هدنة مقابل تعهدات بحماية روسية، لكن الروس تراجعوا عن تعهداتهم. ويقول الكاتب إن عددا من مسؤولي إدارة بايدن أخبروه أن التركيز هو على المساعدات الإنسانية ويرون أنه يجب الحفاظ على الوضع النسبي الهادئ. وهناك تفاؤل حذر لدى فريق بايدن من إمكانية تعاون أمريكي- روسي فيما يتعلق بالمفاوضات في سوريا. ولكنهم يعترفون في الوقت نفسه إن استراتيجيتهم الدبلوماسية لم تحدد بعد، وتعتمد على المراجعة الداخلية للسياسة التي لم تنته بعد. وقال مسؤول بارز “لم تتغير سياستنا تجاه نظام الأسد، ولدينا نفس مظاهر القلق حول غياب الشرعية هناك”.
وأضاف “شعرنا بأنه يجب أن نركز على المعاناة الإنسانية أولا، ومن ثم العمل مع شركائنا والأمم المتحدة على حل سياسي. ونقوم بمراجعة مستمرة حول كيفية تجميع هذه القطع معا”.
لو استطاع النظام السيطرة من جديد على إدلب عبر ارتكاب جرائم، فلن يكون هذا مدمرا للمدنيين ولكن ضربة لجهود الولايات المتحدة في البحث عن حل سياسي.
ولم يعين بلينكن بعد مبعوثا خاصا إلى سوريا. وهو ما يعطي إشارة واضحة أن سوريا ليست على قائمة أولويات إدارة بايدن، كما يقول معاذ مصطفى، مدير قوة المهام الخاصة الطارئة لسوريا. ولو استطاع النظام السيطرة من جديد على إدلب عبر ارتكاب جرائم، فلن يكون هذا مدمرا للمدنيين ولكن ضربة لجهود الولايات المتحدة في البحث عن حل سياسي. ولو سقطت إدلب فلن يكون لدى الأسد أي سبب للتفاوض. وهذا يعني مزيدا من الجرائم والتطرف واللاجئين وعدم استقرار ونزاعا بلا نهاية. وقال مصطفى إن “إدلب هي العقبة الأخيرة أمام سوريا وإيران وروسيا لتحقيق النصر العسكري الذي تريده” و “لو أعلنت النصر فسيحصنون مواقعهم كما في حالة نظام كوريا الشمالية”. ويواجه فريق بايدن نفس المشاكل التي واجهت الإدارات السابقة: ما هي الخيارات- تدخل عسكري قصير يمكن أن يغير حسابات موسكو والأسد؟ عقوبات جديدة تستهدف كل السوريين المتورطين بجرائم حرب والشركات التي تدعمهم، وقد تكون مفيدة لكنها ليست كافية. وعلى بايدن التأكيد أن الأسد لا يمكنه العودة إلى المجتمع الدولي عبر العنف. ويقول ستيفن راب، السفير السابق في وزارة الخارجية لجرائم الحرب “يجب عدم تطبيع العلاقات مع الأسد وعلينا إقناع الدول الأخرى من عمل هذا” و “لا يمكن للأسد أن يستمتع بثمار النصر التي يجب أن تكون منسجمة مع موقفنا”. وفي النهاية هناك ثمن ومخاطر لأي عمل تقرر إدارة بايدن اتخاذه وهي تمضي بمراجعة للسياسة والتي تبدو بلا نهاية. لكن عدم التحرك هو قرار يحمل معه ثمنا ومخاطر. و الانتظار على أمل عدم تدهور الوضع ليس استراتيجية.