أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
1 2 3 4961
صحافة :ميدل إيست آي: اتهامات الاعتداء الجنسي لوزير التسامح الإماراتي تكشف الغطاء عن عالم القمع!!
20.10.2020

قالت زوجة معتقل بريطاني سابق في الإمارات، إن اتهامات الاعتداء الجنسي التي وجهتها مسؤولة بريطانية في مهرجان ثقافي في أبو ظبي لوزير التسامح الإماراتي تثير أسئلة حول وزارة التسامح “الأورويلية” (نسبة لعالم جورج أورويل). وتثير أيضا ظلالا حول المعايير المزدوجة للإمارات.
وفي تقرير أعده أليكس ماكدونالد ونشره موقع “ميدل إيست آي” في لندن، وجاء فيه أن الاتهامات التي وجهتها كيتلين ماكنمارا من مهرجان “هي” للأدب إلى وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وضعت وزارته تحت النظر.
وقالت ماكنمارا التي تخلت عن حقها في التستر على اسمها، إن الوزير دعاها على العشاء قبل افتتاح المهرجان في أبو ظبي في فيلته الخاصة بجزيرة من الجزر التي طورتها الإمارات كمنتجعات للأثرياء والسياحة، وفيها حاول الاعتداء الجنسي عليها قبل أن تهرب منه وتخبر مدير المهرجان.
وقامت ماكنمارا بتقديم شكوى إلى شرطة لندن، فيما قررت إدارة المهرجان المعروف قطع علاقاتها مع أبو ظبي طالما ظل الشيخ نهيان في منصبه. ونفى الوزير الاتهامات، وقال عبر محاميه في لندن إنه “متفاجئ وحزين” من مزاعم ماكنمارا.
ويقول ماكدونالد إن موقع الشيخ نهيان كان دائما محلا للشك والسخرية، في وقت واصلت فيه الدولة قمع حرية التعبير للمواطنين واعتقلت عددا من الأجانب.
وقضت دانييلا تيغادا أشهراً وهي تطالب بالإفراج عن زوجها الأكاديمي ماثيو هيجيز الذي اعتقل في الفترة ما بين أيار/ مايو وتشرين الثاني/ نوفمبر 2018 في الإمارات بتهمة التجسس لصالح المخابرات البريطانية وتعرض “لتعذيب نفسي”.
وأخبرت “ميدل إيست آي” يوم الإثنين، أن الإمارات لديها سجل في محاولات التستر على تصرفاتها القمعية من خلال مظهر الحداثة و”التسامح”. وقالت إن “معرفة ما تعرضت له كيتلين ماكنمارا في الإمارات يثير أكثر من الغضب” و”من المحزن لم يتم تحقيق العدالة لها في بلد يتستر على كل أشكال الانتهاك -من النساء إلى الباحثين والمفكرين المستقلين والمحامين والناشطين والعمال- بوزارات تذكر بعالم أورويل مثل التسامح والسعادة”.
وعبرت عن حزنها لقطع المهرجان علاقته مع أبو ظبي؛ لأنه كان يحمل “إمكانية التبادل الثقافي ونشر التسامح” وأضافت أن هذا “أثر بسيط على الإمارات تحمله لسماحها بانتهاكات حقوق الإنسان الصارخة”.
وكان قرار المهرجان عقد مناسبة في أبو ظبي بالتعاون مع وزارة التسامح والسعادة محلا للنقد. ووصفت الحكومة الإماراتية هدف الوزارة بأنه لتقديم “إطار قانوني” وإضفاء “الرسمية على التسامح الذي يعبر عنه مجتمعنا”.
إلا أن منظمات حقوق الإنسان والناشطين اعتبروا البلد بأنه “دولة بوليسية” يتعرض فيها المعارضون للسجن والتعذيب. وفي المهرجان نفسه الذي افتتح في شباط/ فبراير، هاجمت الروائية المصرية المعروفة أهداف سويف، سجل البلد الصارخ في حقوق الإنسان. وذكرت اسم الناشط الحقوقي والشاعر أحمد منصور، والأكاديمي المعروف محمد الركن.
واتُهم منصور بتشويه سمعه البلد ومكانتها، وسُجن في آذار/ مارس 2017 لعشرة أعوام. وقالت سويف التي حضرت المهرجان: “من السهل تحويل المناسبات الثقافية إلى غطاء”.
وكان 60 كاتبا ومنظمة حقوقية قد وقعوا على رسالة طالبوا فيها المهرجان بإلغاء المناسبة في أبو ظبي. وجاء في الرسالة: “مهرجان (هي) أبو ظبي يعقد برعاية وزارة التسامح في الإمارات التي لا تتسامح مع الأصوات المعارضة”.
وجاء فيها أيضا: “من المؤسف أن الحكومة الإماراتية تكرس جهودا كبيرة لإخفاء انتهاكاتها لحقوق الإنسان أكثر من معالجتها وتستثمر كثيرا في تمويل مؤسسات البحث والمناسبات والمبادرات بهدف تقديم صورة جميلة عنها في العالم الخارجي”.