أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47282
فلسطين المحتلة : الأسرى الفلسطينيون يرددون اسم الشهيد أبو دياك بدلاً من أسمائهم في طابور الصباح ويرجعون وجبات الطعام حداداً !!
28.11.2019

تواصلت حالة الحداد في كافة السجون الإسرائيلية، ضمن فعاليات الغضب التي أعلن عنها الأسرى الفلسطينيون، حداداً على رفيقهم سامي أبو دياك، الذي قضى على سرير المرض في أحد السجون، فيما أمّت حشود كبيرة بيت العزاء الذي أقامته عائلته في بلدة سيلة الظهر جنوب شرق حنين شمال الضفة الغربية. في الوقت نفسه تصر سلطات الاحتلال على تجاهل مطالب أسيرين مضربين عن الطعام، رغم دخولهما الشهر الثالث، وتردي وضعهم الصحي بشكل خطير.ولليوم الثاني على التوالي، واصل الأسرى في كافة المعتقلات وسجون الاحتلال الإسرائيلي، الحداد، وقاموا أيضاً بإرجاع وجبات الطعام، وقرروا كذلك ارتداء اللون الأسود عند الوقوف على العدد، والهتاف باسم رفيقهم سامي أبو دياك، بدل من ذكر أسمائهم، ولمدة ثلاثة أيام.وفي العادة يجري السجانون عملية عد يومية للأسرى، يذكرون فيها أسماءهم، حيث تتم العملية صباحا.وكان نادي الأسير قد قال إن الأسرى أعلنوا حالة الاستنفار وبدأوا بالتكبير والطرق على الأبواب، عقب الإعلان عن استشهاد رفيقهم أبو دياك، فيما قامت إدارة السجون بإغلاق كافة الأقسام تحسباً لأي مواجهة معهم.وأعلن صباح أول من أمس الثلاثاء عن استشهاد أبو دياك، بعد صراع مرير مع مرض السرطان الذي أصابه في عام 2015، جراء خطأ طبي، بعد إجراء عملية جراحية له في أحد مشافي إسرائيل.وقال نادي الأسير أن أبو دياك، تعرض في عام 2015 لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي، وتم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جراء نقله المتكرر من المعتقل إلى المستشفى بعربة غير مجهزة طبيا، بتسمم في جسده، وأخضع عقب ذلك لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقا إصابته بالسرطان، وبقي يقاوم السرطان والسجان إلى أن ارتقى شهيداً بعد (17 عاما) من الاعتقال.وفي السياق، تواصلت حالة الحزن في المناطق الفلسطينية على الشهيد أبو دياك، وهو الأسير الخامس هذا العام الذي يقضي في سجون الاحتلال، بسبب سياسة «الإهمال الطبي».وأمّ بيت العزاء الذي أقامته عائلته في بلدة سيلة الظهر التابعة لمدينة جنين شمال الضفة آلاف المواطنين، حيث رفعت صور لهذا الأسير، هناك ولافتات نعي وأخرى تطالب بتدخل دولي لحماية الأسرى من بطش الاحتلال، ووقف سياسة «الإهمال الطبي»، إضافة إلى رسالة أبو دياك الأخيرة، التي تمنى فيها الموت في حضن والدته وقضاء أيامه الأخيرة بين عائلته.وأقيم بيت العزاء، رغم أن سلطات الاحتلال لم تقم حتى اللحظة بتسليم جثمان أبو دياك لعائلته، لمواراته الثرى. وناشد ذوو الشهيد المؤسسات الحقوقية للتدخل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جثمان الشهيد أبو دياك لكي يتسنى تشييعه ودفنه في مسقط رأسه، بعد تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت حول التحفظ على جثامين الشهداء.وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، إن الهيئة تجري اتصالات على كل المستويات من أجل الإفراج عن جثمان الشهيد أبو دياك.وندّد أبو بكر بتصريحات بينيت «التي تفوح منها الكراهية والتطرف وهي دليل آخر على أن إسرائيل كيان إرهابي يتلذذ باحتجاز الجثامين والانتقام من أسرهم»، مطالباً دول العالم أن تتخذ موقفاً من هذا الأمر.ونقل موقع «واينت» عن مصدر سياسي محجوب الهوية إن هذا الانتهاك الجديد للشهداء جاء بعد لقاء رئيس الوزراء الاحتلالي بنيامين نتنياهو بعائلتي الجنديين المحتجزين في غزة قبل أسبوع اللتين طالبتا باحتجاز جثامين الشهداء، لافتاً الى ان المجلس الوزاري المصغر لا بد أن يصادق على مثل هذا الإجراء عدا جثامين أطفال يقتلهم الاحتلال.يشار إلى أن عائلتي الجنديين هدار غولدن واورون شاؤول هاجمتا الحكومة واتهمتاها بأنها لا تبذل مساعي كافية لاستعادتهما.وقال مدير مركز عدالة، حسن جبارين، إن تعليمات نفتالي بينيت، هي «محاولة للتجارة بجثامين أشخاص لها الحق بالاحترام والدفن». مؤكدا أنه «لا توجد دولة في العالم تسمح لنفسها باستعمال جثامين كورقة للتفاوض والمساومة السياسية». مشدداً على «ان هذه الممارسات لا تخالف القانون الدولي فقط، بل تخالف كذلك قوانين الشعوب الشرعية، وعلى رأسها المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب، التي تحظر بشكل مطلق الممارسات الوحشية وغير الإنسانية ضد أي شخص كان».وأكد جبارين، الذي مثل عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم أمام المحاكم الإسرائيلية على «أننا سنعمل على مواجهة هذا القرار وإبطال هذه التعليمات على الصعيد الداخلي والخارجي، الداخلي أمام المحاكم والجهاز القضائي في إسرائيل، والخارجي من خلال التوجه للجان حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة».وكان مركز عدالة قد نجح في استصدار أمر من المحكمة العليا في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 يمنع احتجاز الجثامين ويعتبره غير قانوني إلا ان المحكمة أمهلت سلطات الاحتلال ستة أشهر لتحرير الجثامين، يمكنها خلالها إيجاد مسوغات قانونية تجيز الاحتجاز، بعد أن قرر المجلس الوزاري المصغر «الكابينيت» في يناير/ كانون الثاني 2017 استخدام سياسة احتجاز الجثامين كورقة للمساومة والتفاوض.لكن المحكمة الإسرائيليّة العليا قبلت يوم 19.2.2018 الطلب الذي تقدمت به النيابة العامة لإعادة النظر بقرار المحكمة السابق، الذي منع احتجاز جثامين الشهداء بيد الاحتلال. وقررت المحكمة الإسرائيليّة أن تعيد النظر في قرارها، وذلك بهيئة قضائية موسعة تتألف من سبعة قضاة، كما أصدرت أمراً احترازياً يمنع تحرير الجثامين حتى صدور قرارها. يشار أيضا الى أن المحكمة العليا سمحت في 09.09.2019 للجيش الإسرائيلي بمواصلة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين. وفي قرارها، ادعت المحكمة بأن قانون الطوارئ الإسرائيلي يسمح للحاكم العسكري بأن يعمل بما يخدم أمن الدولة وسلامة مواطنيها. وكان وزير الجيش قرر عدم إعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين إلى عائلاتهم، بغض النظر عن الفصيل الذي ينتمون إليه، وحسب القناة السابعة العبرية، فإن بينيت أمر جيش الاحتلال بوقف كل عمليات إعادة جثامين الفلسطينيين إلى عائلاتهم.وفي سياق حالة الحزن، علقت الجامعة العربية الأمريكية في جنين الدوام وألغت الامتحانات المقررة أمس الأربعاء، حداداً على الشهيد الأسير سامي أبو دياك، وأمّ حشد كبير من طلبة الجامعة ببت العزاء.إلى ذلك لا يزال الأسيران المضربان عن الطعام أحمد زهران المضرب منذ 66 يوما، ومصعب الهندي منذ 65 يوما مصرين على معركتهما حتى نيل حريتهما، وذلك في إطار احتجاجهما على اعتقالهما الإداري، رغم معاناتهما من وضع صحي خطير. وقالت هيئة الأسرى أنه حتى اللحظة، لا توجد حلول جدية لإنهاء قضيتهما، مشيرة في بيان لها عقب زيارة محاميها للأسيرين في عزل «سجن الرملة»، أن إدارة السجن تحضر الأسيرين مقيدي الأيدي والأقدام لزيارة المحامي، رغم أنهما يعانيان من وضع صحي صعب، ويستخدمان الكرسي المتحرك في التنقل، وخسرا من وزنيهما أكثر من 20 كيلوغراما.وكانت المحكمة العليا للاحتلال قد رفضت التماسا تقدم به محامي الأسير الهندي قبل أيام، وأبقت على اعتقاله الإداري.!!

1