شيعت جماهير غفيرة ظهر اليوم الأحد، جثماني الشهيدين الطفلين أمير النمرة ولؤي كحيل، والذين ارتقيا أمس في قصف صهيوني استهداف متنزها للعائلات ومبنى مجاور في ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة.وشارك في التشييع إلى جانب الآلاف من أبناء شعبنا عدد من قيادات حركة حماس على رأسها رئيس الحركة إسماعيل هنية والنائب الأول للمجلس التشريعي أحمد بحر.وقال هنية خلال مشاركته في مراسم تشييع الشهيدين كحيل والنمرة، إنه غير مسموح للعدو أن يفرض معادلات قواعد الاشتباك، مشدداً على أن المقاومة ستكسر معادلاته.وشدد على أن المقاومة تقف بالمرصاد للعدو وتربك حساباته، وتفرض معادلاتها العصية على الكسر والتي تأبي أن تخضع لمعادلات المحتل.وأضاف هنية أن غزة قلعة المقاومة تودع هؤلاء الشهداء اليوم لتؤكد أن هذه الدماء لن تذهب هدرا، ولن يفلت هذا العدو من العقاب على أيدي المقاومة الباسلة وشعبنا المعطاء الذي يتسيد المرحلة ويقف منتصبا بالدم والشهادة ليكتب تاريخا مجيدا لشعبنا وأمتنا.ولفت إلى أن دماء الشهداء ستظل لعنة تطارد المحتل، ونورا على طريق التحرير والعودة، مؤكدا أن غزة قادرة على انتزاع النصر بعد النصر.وكشف هنية عن جهود وتحركات إقليمية ودولية أفضت إلى العودة لمربع الهدوء ووقف التصعيد، لافتا أنه حينما وقفت المقاومة للعدو بالمرصاد وضربته في مواقع مختلفة تحرك الكثير من الأطراف للعودة لمربع التهدئة.وأكد هنية أن مسيرات العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها، وفي المقدمة منها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.وأضاف أنه من دماء غزة إلى دماء الضفة، ومن مسيرات غزة إلى مسيرات الضفة إلى مسيرات قلعة شقيف ستظل المسيرات ممتدة من فلسطين إلى خارجها لن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها.وقال هنية إما أن يُرفع الحصار أو تواجهون مسيرات أقوى وأشد، وكلما تعرض شعبنا للضغط تقدم أكثر، منبها أن المقاومة حامية لهذه المسيرات التي أحدثت حراكا هائلا من أجل القضية الفلسطينية.وأكد أن شعبنا اليوم يقف في الصفوف المتقدمة للأمة بمسيراته وتضحياته وشهدائه ومقاومته الباسلة ليكتب صفحات مجيدة لشعبنا وأمتنا.وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى أنه في الوقت الذي يُخطط فيه لتصفية القضية يقف شعبنا في كل أماكن تواجده ليقول لا لتصفية القضية، ولا لصفقة ترمب، ولا للتنازل عن القدس وحق العودة، ولا للتفريط بشبر من أرض فلسطين.وأضاف أن صفقة القرن تترنح أمام مسيراتكم، منبها أنه لن يجرؤ طرف فلسطيني أو إقليمي على الموافقة على صفقة يرفضها شعبنا، مردفا: من يفعل ذلك يلفظه التاريخ وتحاكمه الأمة.وبين هنية أن المجتمع الدولي يقف اليوم على مفترق طرق بسبب هذه المسيرات التي أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي، مؤكدا أن شعبنا لم يعد يؤمن بالوعود ولا بالمشاريع، مضيفا أن شعبنا في غزة يريد أن يرى نتائج حقيقية مرة وإلى الأبد.وشدد على أنه لا تنازل عن حق العودة، مردفا: لا مشاريع توطين ولا غيرها يمكن أن تسقط حق العودة، مؤكدا أن شعبنا في طريق الانتصار وسلم الصعود رغم جراحه.وتوجه هنية بالتحية إلى عوائل شعبنا المعطاءة التي تندفع نحو حدود غزة لتصنع لشعبنا حريته، وتصنع لأجيالنا حياة كريمة.وقال إن عوائل شعبنا لم تتراجع ولم تُحبط رغم كل المؤامرت التي تحيط بها، ورغم شلال الدماء؛ لكنها في الميدان تقاتل بصدورها العارية وإردتها وعزيمتها الموقنة بالعودة والتحرير.من جانبه قال النائب الأول رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أراد الظهور "بطلًا" أمام شعبه من خلال قتل الأطفال الفلسطينيين.وأوضح بحر أن نتنياهو وجيشه لم يستطيعوا القضاء على الطائرات الورقية والبالونات الحارقة فقاموا باستهداف الأطفال وقتلهم.ولفت إلى أن الاحتلال يضرب بجرائمه كل القوانين الدولية بعرض الحائط.وتابع "نحن اليوم أمام إجرام صهيوني جبان خالف كل الأعراف الدولية والقانونية والإنسانية، عدو يقتل الأطفال أمام العالم بكل استهتار".وأكّد بحر أن الدماء الزكية الطاهرة من أطفال غزة هاشم والضفة والقدس المحتلّتين "لن تذهب هدرًا".وشدّد على استمرار مسيرات العودة السلمية بكل الأساليب والطرق لأجل كسر الحصار والعودة وتحرير فلسطين.!!
