أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1878 879 880 881 882 883 8841120
أم محمد البدوي تجهل مصيره منذ معركة مخيم جنين!!
07.04.2014

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا على مخيم جنين قبل 12 عامًا، وراح ضحيتها نحو 55 شهيدًا فلسطينيًا، وخلفت دمارًا شاملاً، فيما والدة محمد البدوي ما تزال تجهل مصير ابنها، الذي فقدت آثاره منذ ذلك الحين، حيث لا تعلم إنْ كان استشهد أو اعتقل.ويحيي مخيم جنين في نيسان/إبريل من كل عام ذكرى معركة مخيم جنين التي استمرت لأكثر من 13 يومًا، وكبدت الاحتلال 26 قتيلاً، و100 جريحًا، واستخدم الجيش الإسرائيلي خلالها طائرات مروحية، وجرافات، وأشرف على تنفيذها وزير الحرب آنذاك شؤول موفاز.وتروي والدة البدوي قصة ابنها قائلة: إن محمد أصيب بصاروخ في قدمه اليسرى، حيث بترت أجزاء منها أثناء الاجتياح لمخيم جنين، في حين استشهد ثلاثة من رفاقه، ما اضطر الشبان إلى اصطحابه أثناء تنقلهم من منزل إلى آخر لعدم قدرتهم على نقله إلى المستشفى.وأضافت: حين بدأ الاجتياح للمخيم خرجت مع بناتي إلى الخارج، وحين عدنا وجدنا كل ما فيه مدمرًا، وحين سألنا عن محمد أخبرونا أنه أصيب في قدمه، وأن الشبان كانوا ينقلونه من بيت لآخر حتى بقي أخيرًا في منزل أحد المواطنين بالمخيم.
وتابعت: أخبرني صاحب المنزل أن محمد لم يستشهد، وأنه اضطر لمغادرة المنزل، وحين عاد إليه بعد ذلك لنقل والدته العجوز إلى مكان آمن حين بدأ دخول قوات الاحتلال بريًا، كان محمد على قيد الحياة ورآه على باب المنزل يصرخ ويطلب المساعدة لعلاجه وكان وحيدًا.وتقول والدته "كل الدنيا بيّنت إلا ابني ما بين، وين بده يروح، كأنه ملحة وذابت، أخذوا مني تحاليل دم بعد أن انتشلوا جثث من تحت الأنقاض دون نتيجة، وتلقينا اتصالاً من مكتب الشكاوى بالقدس المحتلة يؤكد أن محمد عندهم ويملكون معلومات عنه، لكن بعد أربعة أيام نفوا ذلك".وتساءلت والدته "هل ابني معتقل لدى إسرائيل في سجون تحت الأرض، هل قتلوه في ذلك الوقت؟، إن كانوا قتلوه أريد جثته، وان كان حيًا أريد أن يفرجوا عنه".
وتضيف: إذا استشهد ريتها شهادته مباروكة عليه وعلى كل الشهداء، وان شاء الله التقي به في جنة النعيم.وتقول والدته إن "محمدًا كان في وقتها يبلغ من العمر 27 عامًا وكنا نبحث له عن زوجة، بعد أن أمضى عامين في سجون الاحتلال، وشقيقه لطفي استشهد خلال الانتفاضة الأولى".وتحتسب والدته ابنها قائلة: ما إلنا غير الله يصبرنا على فراق أولادنا، أنا صابرة والحمد لله على كل شيء.أما صديق محمد الذي رفض الكشف عن اسمه قال لـ"إرم": إن محمد أصيب في قدمه اليسرى، ولم نتمكن من إيصاله للمستشفى حيث كانت قوات الاحتلال تمنع دخول سيارات الإسعاف.وأضاف: نتيجة لعدم وجود الأدوية والرعاية الصحية الضرورية، اضطررنا إلى استخدام أدوات الإسعاف الأولي البسيطة كاليود والشاش لوقف نزيف محمد، مشيرًا إلى أن عدة شبان استشهدوا بعد أن نزفوا لأيام لعدم توفر العلاج المطلوب.وأشار إلى أنه جرى وضع محمد في منزل أحد المواطنين في المخيم ولم نتمكن من نقله فيما بعد، بسبب حركة الطيران الكثيفة في سماء المخيم وتجنب استهداف المقاومين الذين تكفّلوا برعايته، مشيرًا إلى أنه أثناء الاجتياح البري فُقدت آثاره ولم نعلم عنه أي شيء.